[email protected]
النبوغ يبدأ بالأعمال الجميلة والإصدارات القيمة ولكن العمل ينجزها!
شيخة حسين الحشاش.. اسم سيتذكره أهل الكويت الكرام في قادمات الأيام، لأنها من المواهب الكويتية الواعدة التي تستعد للدخول الواثق لعالم القصة والرواية خاصة أنها اليوم (جدا سعيدة) بخروج روايتها الجديدة (ونين الرحيل) الى النور والنشر وهي اليوم في رفوف أكثر من مكتبة في الكويت.
تقول شيخة في غلاف روايتها ونين الرحيل: الحياة مستمرة ولن تتوقف لفراق عزيز، ولا بموت حبيب، فدع الركب يمضي، والقافلة تسير.
تقول لي بعد أن قدمت روايتها الأولى والجديدة: والله يا عمي اكثر من سنة وأنا في حالة من الهمة والتردد مع هذه الرواية حتى حسمت أمري وبإصرار أمي سبيجة الغيص، ربي يطول بعمرها هي التي (شجعتني وآزرتني) حتى خرج هذا المولود الجديد الذي أرجو أن يلاقي قبولا عند القارئ الكريم.
وعندما سألتها: من عمل غلاف الرواية وايد حلو ومعبر؟
قالت: أنا، وأتمنى أن يلقى إعجابا من مقتني الكتاب.
لفت نظري (الإهداء) الذي خطته شيخة في مقدمة الرواية تقول فيه: إلى القارئ العزيز أهدي كتابي وباكورة أعمالي، متمنية أن يحوز إعجابكم ورضاكم فأنتم مرآتي الصادقة.
ولا أنسى دورك يا أمي في تشجيعي ومؤازرتي ومساعدتي في إنجاز هذا العمل، فلكِ يا أمي كل الحب والتقدير.
المقدمة روعة!
تقول شيخة في صدر روايتها في صفحاتها الأولى:
أون يا نفسٍ وأسمع صدى ونيني..
ويون القلب ويشعل بناره شوقي وحنيني..
استعطفك يا دمع لعل الدمع يواسيني..
هلَّي يا دمعة وبللي المآقي والجفون..
آلا.. يا قافلة.. آلا.. يا ركب.. آلا تسمعوا ونيني..
آلا.. يا قافلة أوقفي السير.. آلا تسمعيني؟
جثوتُ على ترابكم لعل التراب أن يسمع ونيني..
ودَفنتُ بترابكم حزني وآلام السنيني..
وتسير قافلتي وهيهات أن يُسمع أنيني..
أبطال القصة
لا أريد أن أفشي سر محتوى الرواية لكن بداية القصة تحكي الكاتبة على لسانها وهذا ما سيقودنا الى قصة واقعية، فالكاتبة تذكر أنها أحبت أمها وأباها لكنها تعلقت بالأخص بأمها التي وصفت محبتها بحجم الأفق!
غير أن توالي الأحداث يتضح أن بطل القصة (صبي) أي ولد لأنها تقول: مرت الأيام وكبرت قليلا وصرت (صبيا محبوبا) من كل أقاربي وأصدقائي.
يقول هذا الصبي الذي هو (سر القصة) وبطلها ومع مرور الأحداث يتضح أن اسمه (خالد): كان لنا جار فقير الحال وكبير بالسن تسكن معه زوجته وابنه محمد وابنتاه مريم وموضي، فموضي تصغرني بعامين أما مريم فهي بعمر الورود ووالدتهما سيدة عجوز، ولست أدري أهو كبر سن أم الفقر؟ أم المرض؟
لكنها حين تراني تضحك وتبتسم ابتسامة تنم عن الطيبة والحنان.
ثم تتوالى القصة الرواية وأحداثها وتبرز أدوار أبطالها الحقيقيين وسط ذكر لمسميات جميلة في الذاكرة الكويتية مثل: (زوارة الجمعة، خروف مسلسل).
ما يلفت النظر العناوين الجانبية للقصة والتي تشكل محتواها ولغة الحوار الدائرة على لسان بطل الرواية وأمه وجدته وهذا الكم الثري من الألفاظ الجميلة المنتقاة كعناوين لهذه الرواية التي تلامس ذاكرتك وأحاسيسك ومشاعرك من مفردات لها من الواقع نصيب!
٭ ومضة: يا شيخة لقد أحسنت اختيار الشخصيات ثم أدرت الصراع وفرزت النتائج بتوضيح الزمان والمكان، وواضح ان لك لمسة في تحريك كل عناصر الفن القصصي!
جميلة مفردات روايتك وجزلة وتوضح ثقافتك وتأثرك بلغتك العربية ولهجتك الكويتية واللون القصصي القرآني وما قرأت من الروايات والقصص والترجمات.
٭ آخر الكلام: شكرا من القلب إلى ابنتي شيخة التي طبقت في قصتها أو روايتها عناصر القصة القصيرة من (حدث - شخصيات - زمان - مكان - حبكة ومحتوى - نهاية).
٭ زبدة الحچي: قارئي الكريم في كل مكان وزمان نحن الآن أمام أديبة صغيرة وروائية ذات همة عالية ستكون بإذن الله من المبدعات في هذا اللون من الثقافة والفكر، ومن يقرأ هذه الرواية سيعرف ما أقول.
هي تحتاج الى تشجيع كي تستمر في الإنتاج والانتشار ومن المكاسب التي وجدتها بعد قراءة الرواية انني أمام روائية تحبك الأحداث وستتصدى لظواهر عديدة وتكتبها بأناملها الذهبية لتقدم لنا (فكرا وثقافة) جديدة عبر الرواية الإبداعية والخيال الخصب باستشراف المستقبل، وصدق من قال: لا يمكن تزوير النبوغ!
إن على المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب وجمعية رابطة الأدباء تحفيز مثل هذه الكوادر الوطنية الناشئة وشراء أعمالهم تشجيعاً لهم.
شيخة.. برافو استمري والنجاح حليفك.
في أمان الله..