[email protected]
يكون (وحشا) قويا ذلك الذي لا يروضه الجمال؟
الجمال ليس فقط شيئا نراه؟.. الجمال أنواع في البشر وفي الطبيعة!
إنه شيء حقيقي في الإنسان يخفي روحا جميلة وفكرا جميلا وأخلاقا جميلة وأدبا جما وعشرة جميلة أو ذكرى حلوة!
من أحسن الأخلاق الآدمية إن رأيت طفلا جميلا أو امرأة جميلة أو الأسماك أو الطيور بألوانها أو.. أو.. أو.. قل: ما شاء الله!
الناس في الدنيا تخاف من الذي عينه حارة، وهم - والله- كثر وموجودون بيننا!
يستحي ياسمين الدنيا من جمالها
ولا يليق بجمال عينيها سوى الغزلِ
المشهد الجمالي في حياتنا كبير ومتشعب ويصعب حصره واقتناصه!
قارئي العزيز في كل مكان وزمان أتدري مالجمال الذي لا يشيخ؟ الجمال الذي لا يهرم؟
والله.. إنها تلك الطيبة التي تجدها في إنسان (ما) لا ترى جمالا بالعين فقط، ولكن جماله تلمسه بالقلب، إذا نظرت إليه شعرت بأمانك فتقول: ما شاء الله.. فتشعر بالأمان، انه جمال (روح) هذا الإنسان عن ذاك الإنسان.
من أجمل ما كتبه نزار قباني:
فإذا وقفت أمام حسنك صامتا
فالصمت في حرم الجمال جمال
كلماتنا في الحب تقتل حبنا
إن الحروف تموت حين تقال
حسبي وحسبك أن تظلي دائما
سراً يمزقني وليس يقال
من عجيب المفارقات في الحياة وما أكثرها لن تعدها.
يُحكى أنه يشتاقها كل ليلة ..ويخشى أن يُكلمها.. ظنا انها سعيدة
ويحكى أيضا انها تبكيه كل ليلة ..ظنا منها أنه قد نساها
صور في الدنيا شفتها في حياتي وأنا أسمع همس العشاق والمعذبين!
٭ ومضة: أيها الإنسان الذي خلقك الخالق في أحسن تقويم، الجمال نصفان «أنت» وابتسامتك!
عزيزي القارئ: خذ كلامي أو احذفه كما تريد بشرط ألا تحزن، فالحزن لا يليق بهذا الوجه الباسم!
صدق من قال: الجمال معين لا ينضب من شراب الخلد المنهمر علينا من السماء، إنه صنع الله عز وجل وليس عيادات التجميل!
٭ آخر الكلام: الجمال قبس من نور وهو بستان تزينه الأزهار وفيه تبرز المقولة الدائمة: لولا الأذواق لبارت السلع!.. وتبقى الحقيقة: (الجمال كفاكهة الصيف يسهل الحصول عليه ويصعب الاحتفاظ به)!
فكثيرا ما نلقى في الحياة (شقر مع سمر) وطوال وقصار ومتان وأضعاف هكذا هي الدنيا يا بني آدم صور لا تنتهي ولا تخلص!
٭ زبدة الحچي: في بدايات الشباب ومع القراءة أتذكر أنني قرأت قولاً مأثوراً: (الجمال فخ تنصبه الطبيعة للعقل)!
والحقيقة، الجمال (هبة ربانية) ويبقى الجمال الحقيقي في الروح لأن هذا الأمر وهو (الروح) الشيء الوحيد الذي لا يستطيع الزمن أن ينال منها لأن الجمال يشيخ، أليس كذلك؟!
يقول إيليا أبوماضي:
أيهذا الشاكي وما بك داء
كن جميلا ترى الوجود جميلا
وهكذا يبقى الجمال قوة غامضة تثير فينا مشاعر وانفعالات وتخلق منها حالة من القبول أو النفور!
وكما قال الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه (أبو تراب):
ليس الجمال بأثواب تزيننا
إن الجمال جمال العلم والأدب
ولعل من أجمل الأشعار التي قرأتها ولا تزال في الذاكرة ما قاله عمرو بن معد يكرب:
ليس الجمال بمئزر
فاعلم وإن رديت بُردا
إن الـجـمـال مـعـادن
ومناقب أورثن مجدا
تبقى الموعظة ما كانت من (قائل مخلص) إلى سامع منصف!
يا قارئي في كل مكان وزمان تذكر: من يرحم يُرحم ومن يصمت يسلم.. لكن (الجمال) أحيانا ينطقك وتصرخ قائلا: ياللجمال!.. ما شاء الله!
في أمان الله..