[email protected]
تعلمت أن قلوب العقلاء الأصفياء هي حصون وخزائن الأسرار!
4 حروف تكوّن كلمة السر، لكن القضية ليست بالصغر والكبر وإنما في «السر» نفسه.
كنا صغارا ولنا أسرارنا وكبرنا ومازالت لدينا أيضا أسرارنا!
علمتنا الحياة أنه من ليس له سر، ليس له سحر وبريق!
شخصان وقفت على قولهما وبلاغتهما، الأول هو الإمام الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرّم الله وجهه، يقول: ما أضمر أحد شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه، وصفحات وجهه..!
أما القول الثاني فإنه للخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه يقول: الصدور خزائن الأسرار، والشفاة أقفالها والألسن مفاتيحها فليحفظ كل امرئٍ مفتاح سره..!
لقد قالها فولتير: كشفك سر الآخرين خيانة، وكشفك لسرك حماقة!
وهكذا هي حياة البشر اليوم مجموعة من الأسرار، منها ما ظهر في العلن ولاتزال هناك الكثير من الأسرار إما في طريقها للبوح أو الكتمان ولأن الإنسان عنده حاسة حب الاستطلاع تبقى الأسرار منشودة اليوم وغدا وفي المستقبل!
في حياتنا نتداول كلمة السر عبر جمل كثيرة مثل ما السر في تكرار كلمة السر، لأنها جاذبة لبني البشر تقدح شفرة في عقولهم نحو الآخر وسره!
يتداول أهل الإيمان والثقافة كلمة (السر الأعظم) وهو كتاب من تأليف د.مصطفى محمود يتحدث فيه عن الأفكار الصوفية الفلسفية!
كما يتساءل الكثير عن السر في المنام!
أو السر في النجاح!
ما أكثر الناس الذين يقولون لك (سرك في بير) وما هي إلا ثوان وينشر في مشارق الأرض ومغاربها عبر (الميديا) اليوم!
مقالي اليوم لقارئي الكريم كي (يعلم ويحفظ سره) ولا ينشره، فأي خبر بين اثنين لم يعد سرا!
يقال: أسرّ رجل الى صديقه سرا ثم قال: أفهمت؟ قال: بل جهلت، فقال: أحفظت؟ قال: بل نسيت!
هذا النموذج في الحياة الآن مفقود.. أليس كذلك؟!
والنصيحة.. للقارئ الكريم دائما إذا استودعوك (سرا) فاحفظ الود، واحفظ السر، وصن العهد، انها أمانتك فلا تخذلهم!
لكن تبقى (الخلقة البشرية) تميل الى ثلة من البشر بطريقة أو بأخرى تتبادل معهم الأسرار لأنهم يشعرونك بأنك منهم.. انهم أقرب إليك من كل الناس مع كل الحذر!
٭ ومضة: عزيزي القارئ.. السر أشبه بالشجرة الواحدة وهي بأخشابها تصنع مليون (عود كبريت)، ومعروف ان عود كبريت واحد يمكن ان يحرق مليون شجرة!
حتما هناك «إنسان في الحياة لا تضطر في ختام حديثك معه لأن تقول له: هذا سر.. لا تقل لأحد»!
٭ آخر الكلام: إذا عرفت من شخص، أي شخص، مقرب منك فاعلم انك في طريقك لمعرفة السر كاملا!
وتذكر مني: الكاتم سره بين إحدى فضيلتين: الظفر بحاجته والسلامة من شر إذاعته!
٭ زبدة الحچي: في السر وكتمانه يطول الحديث معكم ويبقى قول الله عز وجل هو الفصل: (والله يعلم ما تسرّون وما تعلنون) النحل: 19.
رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يعلمنا: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود».
أما في القول المأثور: صدرك أوسع لسرك من صدر غيرك!
وما كنت كاتمه عن عدوك فلا تطلع عليه صديقك!
أترككم مع شعر عمر بن أبي ربيعة يقول:
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه
فصدر الذي يُستودع السرَّ أضيق
فقالت: وأرخت جانب الستر: إنما
معي فتحدّث غير ذي رِقبةٍ أهلي
فقلت لها: ما بي لهم من ترقّبٍ
ولكن سرّي ليس يحمله مثلي
أستودعكم الله، احفظوا أسراركم وأسرار غيركم يرحمكم الله..
في أمان الله.