[email protected]
لا يعلم القارئ الكريم مدى معاناة الكاتب اليومي!
هو إنسان مثله مثلك له واجبات وعليه مسؤولياته، إضافة إلى أنه يقدم لك وجبة فكرية كل يوم، فالكاتب كالسمسار الذي يبيعك شقة أو يؤجرها لك بعد العرض!
هكذا أفهم «كاتب المقالة» اليومي هو في معاناة وضنك وتفكير حتى يجد فكرة ويحولها إلى مقالة تحمل فكرا ورأيا أو قُل وجبة كاملة الدسم!
وهناك المسموح والممنوع في قانون المرئي والمسموع وشتى أنواع المحاذير الخاصة بالنشر!
يقول الأديب والشاعر اللبناني جبران خليل جبران:
من نقَّب وبحث ثم كتب فهو رُبع كاتب، ومن رأى ووصف فهو نصف كاتب، ومن شعر وأبلغ الناس شعوره فهو الكاتب كله.
قارئي الكريم في كل مكان: إن رسالة الكاتب متجددة وهي ضمائرية ورسالية، فالمثقف الحقيقي هو من لا يجلس في برجه العاجي ينظر، بل ذاك الكاتب الذي يتابع المواطن وينقل همه ويدفع الثمن الغالي في سبيل عقيدته ومبدئه ودينه ووطنه.
وقفت على أبيات للشاعر المتشائم دائما ابن الرومي، يقول:
لعمرُك ما السيفُ سيف الكميِّ
بأخوفَ من قلم الكاتِبِ
لهُ شاهدٌ إنْ تأمّلتَهُ
ظهرتَ على سرِّهِ الغائبِ
أداةُ المنيةِ في جانبَيْه
فَمِنْ مثلِهِ رهبةُ الراهبِ
سنانُ المنيّةِ في جانبٍ
وسيفُ المَنِيَّةِ في جانبِ
ألم تر في صدره كالسنان
وفي الرِّدفِ كالمُرْهَفِ القاضبِ
تبقى الحقيقة التي لا جدال فيها أن الكاتب يتأثر كثيرا بما حوله لأنه باختصار إنسان!
٭ ومضة: الكاتب يبقى إنسانا وهبه الله «قلما سيالا» فهناك من يحترم نفسه فلا يبيع هذا المداد إلا لله عز وجل وفي سبيل دينه، وهناك من ينساق إلى من يدفع من شياطين الإنس ويدخل جيبه المال الحرام!
قال الشاعر:
لا تجزعن من المداد فإنه
عطر الرجال وحلية الكتّاب
نعم هناك من يُشترى بفلوس معدودة وآخر لا يبيع مداده وقلمه بكل أموال الدنيا، وهنا الفارق بين الاثنين!
شتان بين كاتب مثقل بهموم وطنه وآخر متعهر في استغلال وطنه، فاسد ومفسد في الأرض، مطعمه ومشربه حرام في حرام!
لقد قالها نابليون: إنني أرهب صرير الأقلام أكثر من دوي المدافع!
٭ آخر الكلام: تحت حكم أعظم الرجال يظل القلم أقوى من السيف وأحيانا لا يتعدى أن يكون قلما من الرصاص!
٭ زبدة الحچي: ليس هناك كاتب كامل وهذه حقيقة كلنا بشر نصيب ونخطئ، يوم نوفق وأيام كثيرة لا نوفق!
تبقى الحقيقة والخطوة الصحيحة، إذا الكاتب وثّق ما يكتبه من مقالات وحولها إلى كتب أفادت القراء على المدى الطويل، لان الكتب تبقى بينما المقالات تضيع أدراج الرياح!
وتذكروا أن الكتاب بصمة كاتبه!
في الختام: أستودعكم الله، سأغيب عن الكتابة فترة كي أرتاح قليلا وأقرأ وأستزيد وربما أعود بمقترح جديد للكتابة، وإلى أن ألقاكم هذه تحيتي وتقديري لكم جميعا، ولا نقول وداعا وإنما إلى لقاء قريب أرجو ألا يطول.. شاكرا ومقدرا كل هذه المشاعر الجميلة التي رافقت مقالاتي.
٭ تطبيق مسافر.. بالأمس حجزنا للسائق في الهند التذكرة، أكثر من 400 دينار ومصاريف مسحتين، يوصل المطار لا ما تسافر وين تطبيق «مسافر».. أيها القائمون على التطبيق أما آن الأوان لمنع مثل هذه الإجراءات غير المجدية، ومن يعوض المواطن عن كل هذه المصاريف؟