[email protected]
كانت متعته كإنسان أن يقضي حوائج الناس!
واتساب من ابني (فالح) الخميس صباحا جعلني حزينا على فقد (صاحبي الصدوق) سند فالح الجري - طيب الله ثراه ومثواه -
الذي انتقل الى رحمة الله صباح الخميس ودفن عصرا في مقبرة صبحان في 13 من ربيع الآخر 1443هـ الموافق 18 نوفمبر 2021م.
توفي أخي الذي لم تلده أمي عن عمر يناهز (66 عاما) فهو من مواليد 1955م تربى في (العضيلية - العباسية - الرقة).
حصل على الثانوية واشتغل في وزارة الصحة ثم في العمل التجاري والتحق ببيت التمويل أول ما تأسس في الثمانينيات وكان عضوا فاعلا في نادي الساحل وهو أحد الذين عملوا بجد في استخراج مساحة محاذية للنادي أضيفت له وتصلح للاستثمار التجاري.
كان الكبير في اخوانه ويليه سحمي - عبدالله - مبخوت - ومحمد، أما أبناؤه الكرام فهم: فالح - صالح - محمد.
كان راكان سلطان بن حثلين - رحمه الله - والمستشار عبيد المجول والأخ محمد الشايع - بومعاذ - والأخ الزميل عبدالهادي وسام بومتعب من أقرب الناس له، ويقول لي (بوفالح) عبدالهادي ولدي وأخي نشمي هاب ريح ووفي والعبد الفقير من المقربين له.
سافرت معه إلى الوادي والخبر والدمام قبل الجائحة وفي هذه الرحلة جلسنا أياما في السلمانية في مضاف العم الشيخ سلطان بن سلمان بن حثلين وكانت أجمل خلوة معه مازالت محفورة في ذاكرتي.
الأخ أبوفالح رجل نادر في هذا الزمان أصابه الزهايمر في وقت مبكر نسبيا، ويعلم الله انني وطوال أكثر من 30 عاما خلت عرفته عن قرب وفيه خصلة جميلة هي الهمة العالية لقضاء حوائج الناس .. يقول لي: أشعر بلذة العطاء وبلذة قضاء حوائج الناس (الضعوف) لأن فعل الخير ذخيرة باقية وأجر عظيم عند الله عز وجل، وكان شعاره الدائم الذي يحمله ويعمل به «افعل الخير تجده»!
كان، رحمه الله، في رمضان ينسق معي ويعمل بهمة عالية لتوزيع الصدقات والكوبونات، وفي مشروع الأضاحي يحرص على الحضور مبكرا ويأخذ اللحوم ليوزعها على الفقراء والمساكين والحراسات الأمنية والعمال، راجيا ان يكون ممن يفعلون الخير وقد كان.
٭ ومضة: لم يكن (أبو فالح) يمثل لي أخا وصديقا فقط وإنما كان مستشارا وصندوقي الأسود الذي أحفظ فيه خلجات نفسي.
كان، رحمه الله، يمثل الملجأ عندما تضيق الأرض بما رحبت وأجد عنده الرأي والمشورة والمحبة الخالصة لوجه الله دونما منّة أو تذمر أو زعل.
لم أجده يوما عبوسا في وجهي بل كان دائما باسما مرحبا مستمعا، وكان قمة في التواضع والنفس السمحة.
٭ آخر الكلام: لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار، إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا نقول إلا ما تعلمناه من ديننا الحنيف، الله يرحمه ويغفر له ويوسع نزله.
٭ زبدة الحچي: أيها القراء في مشارق الأرض ومغاربها إني داع لأخي (سند) فأمّنوا:
اللهم إن هذا عبدك (سند فالح سند الجري) خرج من روح الدنيا وسعتها وقد ووري الثرى في ظلمة القبر، كان يشهد انه لا إله إلا أنت سبحانك وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، اللهم انه نزل الى قبره وأنت خير منزول به فقه فتنة القبر وآته رحمتك وأمنه من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين.
اللهم ارحمه تحت الأرض واستره يوم العرض ولا تخزه يوم يبعثون (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم).
اللهم اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم فإنك أنت الأعز الأكرم.
اللهم انه جاء ببابك طالبا رحمتك فارحمه رحمة تطمئن بها نفسه وتقر بها عينه.
اللهم يا رب اجعله في جنة الخلد مع المتقين، ارحمه اذا اشتدت السكرات وتوالت الحسرات وكشفت العورات وتعطلت القدرة والقدرات، يا رب يا حي يا قيوم اللهم أنزله منزله مباركا وأنت خير المنزلين، اللهم أنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
ورحل صاحبي (من آل سليمان) المقرب مني الذي علمني ان أفضل عبادة يمكن ان يتقرب بها الإنسان الى ربه هي فعل الخير.
وهكذا تطوى سيرة رجل بسيط متواضع لكنه يملك أكثر من خبيئة في الخير لا يعلمها إلا الله.
لقد رثاه العم الشيخ سلطان بن سلمان بن حثلين أمير قبيلة العجمان في الكويت قائلا: فقدان الأخ سند فقيدة وهو نعم الأخ والصديق، رحمه الله.
رحمك الله أخي وأستاذي ومعلمي وحبيبي سند فالح الجري وإنني والله أبكي فيك الصديق الوفي، وهنيئا لك كل هذه الجموع التي تقاطرت لتمشي في جنازتك وأنت ترحل عن هذه الدنيا الفانية، فيا رب ارحمه واغفر له واجمعني معه في الجنة يوم القيامة.. ادعوا له في هذا اليوم المبارك لعلها ساعة إجابة!
ويبقى الموت هادم اللذات أكبر واعظ لمن يتعظ!
أعزي أهلي آل الجري الكرام بفقد هذا العزيز علينا جميعا.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.. وتسقط دمعات عليك أبا فالح!
..في أمان الله.