[email protected]
أسرح أحيانا وأتذكر (فريچنا) في منطقة القادسية وكيف كنا اذا جلسنا صباحا نشرب بيالة حليب بينما الكبار نجدهم سبقونا، إذ يفطرون بعد أداء صلاة الفجر، وبعد ذلك يذهب الرجال الى دواماتهم وأشغالهم وتبقى النساء تعد (فطور العيال) وتلبس ويذهبون الى مدارسهم إما راجلين لقرب المدارس من بيوتهم أو ركوب الباص (البوعورام)!
أتذكر (بيالة حليب) نشربها دون (حنة ورنة) مثلما يفعل الأحفاد بالأمهات اليوم، يسهرون وتعال أجلسهم صباحا من نومهم لازم يقومون ويلبسون وياكلون ويخرجون قبل الساعة 6 صباحا وإلا يصيدهم الزحام الكريه ويتأخرون!
ما أجمل زماننا الجميل الذي ذهب الى دون رجعة، كل بيت فيه غنم، وأتذكر (شاوينا) أبومجبل وهو يمر بقطيعه ليأخذ غنمنا وغنم الجيران، فما عليك صباحا إلا أن تجعل الباب متطرفا حتى تفتح (العنز) وتلتحق بالشاوي وصخول الجيران، وعند عودة (أبومجبل الشاوي) سبحان الله ترجع كل عنزة الى بيتها وإذا مسكرين الباب تقف وتنطح الباب تنذر بوجودها وعودتها، وتحلب صباحا ومساء (حليبا طيبا) نشربه في البيالة، مغذ وصحي ولذيذ.
كأن المشهد أمامي الآن أبومجبل مقبل من اتجاه (المنصورية) وكانت (المياص) الذي نحبل فيه للطيور أو من جهة (النزهة) التي كانت المطار الاول في الكويت.
ما أجمل المشهد: غنم المطر، غنم الدهام، الحربي، العم مرزوق العيد، العمار الحوطي، المرهون، القبندي، الحماد، الصريفي، الحسينان، السبيعي، الشريم عائلة آتش وغيرهم كثير لا تسعفني الذاكرة لتذكرهم!
٭ ومضة: بيالة حليب واستكانة چاي كفيلتان بتضبيط المزاج!
راح الزمن الجميل يوم كانت بيالة الحليب خالية من الهموم واستكانة الچاي أم نقيطة زرقاء تروق البال والراس!
ما أجمل التعليم الذي مر بالكويت وأقصد به تعليم الكتاتيب ثم المدارس النظامية التي تعلمنا فيها من بداية عهد المباركية والاحمدية وما تلا ذلك من توسع وإنشاء وزارة التربية عام 1962، ونحمد الله سبحانه أن دستورنا كفل التعليم المجاني لنا ولسنا مثل أولادنا وأحفادنا اليوم الذين يدفع لهم الآباء والأمهات (دم قلبهم) بالآلاف دون أي مساعدة حكومية لهم بعد أن ضاع التعليم مع هذا الكم من التجارب دون دراسات (تقويمة تقييمية) وكثرة وزراء التربية مع التغيير!
٭ آخر الكلام: كنا اذا نرشف بيالة الحليب أو نشرب استكانة الچاي نذهب الى مدارسنا فتقدم لنا (شوربة عدس - بيضة - تفاحة أو برتقالة - أصبع كاكو)، كل هذا غير اللباس المدرسي الشتوي والصيفي مع الأحذية!
الله.. ما أجمل زماننا، الكل متساو في التعليم!
٭ زبدة الحچي: أنا وجيلي من الأصدقاء والأحباب والربع نتذكر (حليبة غنمنا) يوم كانت الدنيا بسيطة وكان التعليم محور حياتنا، ورغم أن (أمهاتنا أُميات) إلا أنهن حققن تخرج (المعلم - الدكتور - والمحامي - والضابط - والموظف..).
دعوة لتذكر (بيالة الحليب - استكانة الچاي) في يوم جمعة الأحفاد والأولاد.. زمن لن يعود بأصحابه، رحم الله من توفي وأطال في عمر من تبقى.. وتبقى الكويت حبيبتنا وأُم الجميع.
٭ دعوة
أرجو من جمعيات النفع العام والمجتمع المدني والرياضي الانتباه اليوم جيدا للتوجه العالمي الذي يريد أن يفرض (المثلية) على أطفالنا، وأنها حرب (معلنة وعلنية) تستهدف أخلاقنا بعد صناعة مجموعة من الافلام تعرض على أطفالنا في صالات السينما وفي (الميديا) وعبر شخصيات محببة إليهم مثل سوبرمان ومارفن!
أحدث الأفلام ثنائية الجنس، انتبهوا الى هذا التوجه الشاذ!
لماذا تقحمون أخلاقياتكم العفنة بما فيها الإباحية والشذوذ بمجتمعاتنا؟!
لا يخربون عيالنا انتبهوا للرسوم المتحركة، هذا دوركم.
تحية من القلب إلى اللاعب القدوة محمد أبوتريكة الذي انتقد المثلية بكل جرأة لأنه لاعب محترم يعي دوره التنويري، ويا ريت نتوحد كلنا أبوتريكة لإيصال رسالة موحدة «لا للمثلية» في مجتمعاتنا العربية الإسلامية.
علموا عيالكم الرجولة وبناتكم الأنوثة وحافظوا عليهم من هذا الإلحاد والشذوذ.. أو جددوا الرقابة الشخصية.
الله، الله، في أولادكم وبناتكم وأجيالنا!
في أمان الله.