[email protected]
مازال في التاريخ قادة لم يأخذوا حظوتهم من الانتشار لإهمالنا التاريخ، مع الأسف!
في يوم الجمعة 2021/12/17 كتبت مقالا بعنوان: راكان!
يتحدث عن بطولة وفروسية وأخلاق الشيخ الأمير راكان بن فلاح بن مانع بن حثلين، رحمه الله، وكيف سجله التاريخ رمزا للبطولة والشجاعة، وجاءتني محادثة هاتفية من أخي الأستاذ الزميل فيصل الزامل يحثني على طرح أنموذج آخر، بالكتابة عن «الدولة الجبرية» وهي التي حكمت الجانب الشرقي من الجزيرة العربية في أواسط القرن الخامس عشر الميلادي حتى أواسط القرن السادس عشر، وقد امتد نفوذها من سواحل عمان جنوبا حتى الكويت شمالا إلى جزر البحرين، وامتد نفوذها الى شرق نجد، وكانت عاصمتهم في الاحساء، وقد حكم هذه الأراضي بنو جبر، وكان أشهر أمرائها أجود بن زامل الجبري الذي عاش من عام 1418 حتى 1507 وكان للجبريين معارك مع البرتغاليين في البحرين، وكان أمراؤها من المهتمين بالعلوم الشرعية، وخصوصا المذهب المالكي، وعملوا على تعزيز المذهب السني في المنطقة، غير أنهم انهزموا على يد قبيلة (المنتفج-المنتفق) عام 1524 التي كانت تحكم بلاد الرافدين، وقد كتب عنهم العلامة الشيخ حمد الجاسر.
إن من يقرأ صفحات التاريخ يقف أمام (الإمارة الجبرية - السلطة الجبرية - الدولة الجبرية).
لقد استطاع (بنو جبر) أن يتمددوا بعد أن قوي نفوذهم وما امتلكوا من حنكة سياسية ومقدرة عسكرية وكانت حالة من الضعف تسود هذه المنطقة التي حكموها، فبعد استيلائهم على المنطقة عملوا على تأسيس هذه السلطنة التي أسسها زامل بن حسين بن جبر على أنقاض إمارة الجروانيين غير أنهم انهزموا على يد قبيلة (المنتفق) فسقطت دولتهم وخضعت المنطقة للعثمانيين، ومن أشهر أمرائهم:
- زامل بن حسين بن جبر.
- سيف بن زامل.
- أجود بن زامل.
- محمد بن أجود.
- مقرن بن زامل.
- علي بن أجود.
- ناصر بن محمد بن أجود.
- قطن بن علي (سنة واحدة).
- علي بن قطن.
- سلطان ابن عم أبيه غصيب بن زامل بن أجود.
- مقرن بن زامل بن حسين بن ناصر الجبري.
- غصب بن هلال آخر حكام آل جبر.
اشتهر منهم مقرن بن زامل الجبري الخالدي العقيلي العامري الهوازني لأنه واجه القوة البرتغالية الغازية التي احتلت جزر البحرين في 27 يوليو 1521 وتوفي متأثرا بجراحه على يد القائد البرتغالي أنطونيو كوريا، وقد كتب الرحالة الانجليزي جيمس سيلك بكنهام عن تعرض جثمان مقرن بن زامل إلى القطع والتمثيل!
أما الآخر الذي يُذكر في التاريخ فهو أجود بن زامل بن سيف العقيلي الجبري الخالدي، وهو نجدي الأصل مالكي المذهب، ويقال إن له عدة ألقاب فهو يلقب بالأجود والعلم، وأشهر اسم له أجود، وكان متدينا وله ميل لدراسة الفقه المالكي، وكان ملتزما بأداء وإقامة الشعائر الإسلامية لصلاة الجمعة، ووصف بالكرم والعدل والإحسان، واشتهر بالفروسية والشجاعة فصار مضرب الأمثال في جزيرة العرب، وقد خلفه ابنه محمد في الحكم في سنة 902هـ - 1496م.
٭ ومضة: واضح دولة هلامية ظهرت وانطوت وكأنها لم تكن، ولعل في مقتل أميرها مقرن بن زامل في 928هـ الذي (لاقته الفرنج) في طريقه الى الحج وتحاربت معه فانكسر (مقرن) وقبضوا عليه باليد وأسروه فسألهم بأن يشتري نفسه (بألف ألف دينار) فأبى الفرنج وقتلوه واستولوا على أمواله وبلاده، وكان هذا بداية شر على الإسلام وأهله لتزايد شر الفرنج على سواحل البحر الهندي.
٭ آخر الكلام: في رأيي لا وجه للمقارنة بين الأمير الشيخ راكان وأمراء الدولة الجبرية التي سادت ثم بادت، والمشكلة فينا، لأننا لا نقرأ التاريخ!
راكان.. أمير وشاعر وفارس حكت عنه البوادي والحواضر، وكان (نجما دائما) شامخا في القمة لأن الناس تعشق الفروسية والبطولة والكرم والنسب، وكلها في راكان!
٭ زبدة الحچي: طبعا هناك من يقرأون التاريخ ويعشقون أيضا البطولة في مواجهة الخصوم، ولهذا، شيء طبيعي أن تجد من يرى أن السلطان العربي مقرن بن زامل الجبري مات شهيدا لأنه واجه الفرنجة واستشهد.
عزيزي القارئ، هذا ما أكتبه لك من نافذة التاريخ ولك اختيارك!
..في أمان الله.