[email protected]
خليفة: هو اسم ظهر في العالم الإسلامي بعد الخلفاء الراشدين، حيث كان يُطلق على من يحكم المسلمين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم «خليفة المسلمين» أو أمير المؤمنين.. وخليفتنا المحبوب له من اسمه نصيب.
ورحل خليفة.. ونعاه العالم وشعوبه..
مصاب جلل أصاب أهلنا الكرام في دولة الإمارات العربية المتحدة..
يوم السبت بعد صلاة العشاء في مسجد الإبراهيم بمنطقة أبوالحصانية صلينا عليه صلاة الغائب ودعونا له، فنحن في الكويت نتذكر مواقف هذا الحاكم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.. رحمه الله، فلقد كان من «الأحرار الأشراف» الذين وقفوا مع قضيتنا مناصرا الحق الكويتي، وكان في هذه القضية كعادته رجلا تاريخيا حازما وحكيما كما علمه والده (زايد الخير)، رحمهما الله، ومعهما الشيخ راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه ومثواه.
وفاة قائد الإمارات الفذ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أرجعتني إلى فترة التسعينيات، وتحديدا إبان الاحتلال العراقي الغاشم، كنت في تركيا ثم وصلت دولة الإمارات، وتحديدا في البداية إلى أبوظبي، ثم انتقلت إلى منطقة العين مستضافا من أخي الكريم بخيت صياح الظاهري - أبا صياح العزيز الذي كان وكل أهل منطقة العين بمثابة (الأهل) لنا، قدموا كل ما يستطيعون وأشركونا معهم في كل شيء مسكنهم ومطعمهم وملبسهم وسياراتهم، فكانوا لنا كما فعل الأنصار للمهاجرين.
من الناس الذين لهم بصمة في ذاكرتي العمة الوالدة نفافة الظاهري (أم يوسف) رحمها الله، وهي ست وامرأة عظيمة حكيمة حنونة أحبت أهل الكويت وأبرتهم فبادلوها المحبة، وأنا مازلت أدعو لها في كل مواطن الدعاء، وهكذا هم أهل الكويت لم ينقطع دعاؤهم لزايد وراشد ومكتوم وخليفة.. وكل حكام الإمارات الكرام الذين ساندونا في محنتنا ووجعنا في تلك الحقبة المريرة من التاريخ.
سألت العمة (نفافة أم يوسف) حينذاك قائلا: العمة أم يوسف ما شاء الله أكثر أسماء عيالكم باسم خليفة.
فقالت: ما عندنا أغلى من حاكمنا زايد وابنه خليفة واخوانه!
كما أنني أتذكر العم أحمد عبلان المزروعي - بوخليفة - الذي سمى نجله (خليفة) تيمنا به.
لا تعجب عزيزي القارئ فالكثيرون في الإمارات حالهم حال أي شعب مرتبطون بحكامهم ويسمون الأولاد والأحفاد بأسماء هؤلاء الحكام، وطبعا (خليفة بن زايد) له حظوة ومحبة لأنه حاكم ارتبط بشعبه وقومه فأحبهم وأحبوه وبادلوه المحبة بمحبة أكبر، داعين له ومن قبله لوالده (زايد الخير) والرئيس الجديد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بكل خير بعد أن انتخب رئيسا للإمارات العربية المتحدة بالإجماع، راجين الله عز وجل أن يسدد خطاه ليواصل قيادة واستكمال مسيرة الخير والنماء بإذن الله.
كل العزاء إلى أهلنا في دولة الإمارات الذين ارتبطنا بهم في فترة الاحتلال العراقي والعوائل الكريمة مثل أسرة بخيت صياح الظاهري، وأسرة يوسف وسالم المرر وأسرة سالم المنصوري وأسرة العم أحمد المزروعي وعبدالله جويعد، وأسرة محمد شمل المعمري، وأسرة الأخ أحمد بن عبدالله بن عمار، وأسرة عبدالعزيز سليم، والأخ محمد البلوشي وسعيد الحارثي وسالم الدرمكي، والأخ عبدالله الغسرة وخليفة بن علي وحمد النعيمي وعبدالله الحبابي، ومحمد وعبيد الظاهري، وغمران الظاهري، والأستاذ يوسف محمد ناظر المدرسة الإعدادية، وكل الضباط الذين علمونا العسكرية في معسكر سويحان، وكل الشعب الإماراتي الشقيق.
٭ ومضة: نودِّع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.. الذي وقف معنا وقفة تاريخية ووالده (زايد الخير) وكل حكام دولة الإمارات الشقيقة الذين لا ننسى فضل وقفتهم ابان الاحتلال العراقي الصدامي الغاشم، وسنعلم كل أجيالنا الحالية واللاحقة وسنحدثهم عن مواقفهم المبدئية في هذه النكبة السوداء من عمر أمتنا.
٭ آخر الكلام: تبقى العلاقات الكويتية- الإماراتية علاقات تاريخية عميقة الجذور أصلها الراحل (زايد الخير والوفاء) ونهجا يسير عليه حكام الإمارات من بعده.
٭ زبدة الحچي: سر ارتباط المواطن الإماراتي بالشيخ خليفة، رحمه الله، أنه سعى دائما الى رفاهية المواطن الإماراتي، وكان هذا شغله الشاغل، وسعيه الى تأمين حياة كريمة له ولأبنائه وأحفاده، وكانت جل حياته عمله الدؤوب لمناصرة قضايا الحق وتقديم الدعم الخيري والإنساني لشعبه أولا ثم للشعوب العربية وأمته، ومن يتابع تصريحاته يجده يؤكد على ثمرة مسيرة الاتحاد التي بدأها الآباء المؤسسون أمثال (زايد الخير، وراشد) رحمهما الله.
لقد حرص خليفة الإنسان الحاكم على الارتباط بشعبه وأمته ودينه، وعلى بناء الوطن والمواطن وتمكين دولة الإمارات من تحقيق التقدم الحضاري.
ولقد خيم الحزن على كل بيوت الكويت، فالشيخ خليفة له من المواقف المبدئية مع الكويت ما يصعب تسطيره، فوداعا يا شيخ خليفة.. ورحمك الله.. اللهم وسع مدخله وأكرم نزله واجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته الفردوس الأعلى من الجنة.
ونسأل الله عز وجل التوفيق والسداد لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لمواصلة واستكمال مسيرة الخير والعطاء والنماء بعد أن انتخب بالإجماع ليقود دولة الإمارات الشقيقة الغالية.
في أمان الله..