[email protected]
في نهاية الأسبوع، وأقصد الخميس وبدء الإجازة، ماذا يمكنني أن أُقدم لك عزيزي القارئ الكريم؟
ما أحوجنا بداية إلى الاسترخاء في زمن الإحباط والتعطيل والتسويف والتفاؤل بأن اليوم جميل والغد أجمل!
بلهجتنا الكويتية الجميلة «هاك وردة» بمعنى خذ وردة أي الوردة لك!
اختر أنت اللون المفضل عندك، أحمر، أصفر، برتقالي، أزرق، وردي، عنابي..
تعلمنا أن العشاق هم الذين يهدون الورود لمن يحبون؟
وإذا ما أردت الوردة فاقبل الابتسامة ولا تهدل البوز!
هناك من يحتفظ بالوردة رغم جفافها، وبعضهم لا يزال يحفظها بين صفحات كتاب للذكرى!
طبعاً هناك فئة من الناس (أجلاف) لا تتمتع بأي حس رومانسي، والوردة تهدى لأنها رمز (للمحبة الخالصة)، لأن هذه الوردة لها تأثيرها حتى على المحيط، لهذا تجد أن «الاستيجات» كثيرا ما تزين بالزهور والورود وصالات الأفراح تعبيرا عن معاني الحب والتقدير لأنها تنعش المكان بمنظرها ورائحتها الزكية!
يقول أبو العلاء المعري:
إن الهدايا لإكرام لصاحبها
إن كنّ لسن لإسراف وأطماع
إذن الوردة تعطى وتهدى لأنها تؤثر بالمهدي والمهدى له، وكلاهما يأخذ منها دفعة حياة وانتعاش!
أعرف كثيرا من الأصدقاء الذين رافقتهم في دروب الحياة لا يهدي الوردة إلا ومعها بيت شعر، لأن للشعر عاطفة جياشة والكلمات العذبة لها تأثيرها على القلوب والأفئدة.
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
والشعر إذا لم يكن ذكرى وعاطفة
أو حكمة فهو تقطيع وأوزان
باختصار: الوردة كالزواج الذي تتفق عليه وتقبله النساء ويختلف توزيعه عند الرجل (صاحب مزاج)!
٭ ومضة:
إهداء الوردة (ثقافة وذوق ورهافة حس واختيار رفيع).
شاعرنا الكويتي محمد الفايز، رحمه الله يقول:
أشم عطرك حتى تغتلي رئتي
كأن عطرك نار جمرها دفق
يا نار عينيك كم ضاءت لتحرقني
وما ألذ احتراقي حين أحترق
٭ آخر الكلام:
عزيزي القارئ الكريم ألوانك سر سعادتك واختر من يدي في يوم إجازتك الوردة التي تعجبك واهدها لمن تحب!
ترى في زمن المساومات حتى الوردة الكلامية مقبولة!
٭ زبدة الحچي:
اعرف مسبقا أن الـ 3000 دينار (فرت بانكة) الناس، وأقصد المروحة السقفية، وهم ما بين فرح وكآبة واحتمال واتهام وصفاء وألم وتأنّ وانتظار وترقب وتوكل وتمنّ وأحلام وثقة ورغبة وهمّ وحسد وحياء وصمت وخداع ونقض للعهد ودموع ورأي ورجاء وسكوت وسمعة وصيت وشهرة وضجر وضمير وطمع وطموح وظن، تبقى خذ مني هذه الوردة منزوعة الشوك لأنها نعمة إلهية ترفع عندك الهمة وتنسيك همك في عطلتك..
اترك التشاؤم وراء ظهرك (.. ولا تقنطوا من رحمة الله..) (الزمر 53)، واعلموا أن الطيرة من الشرك، والأوهام عذاب، والأيام يوم لك ويوم عليك!
المتفائل من يقول: إن كأسي مملوءة حتى نصفها، والمتشائم يقول: إن نصفها فارغ!
المتفائل يحدق ويطيل النظر في الوردة ولا يرى الأشواك، أما المتشائم فيحدق بالأشواك ولا يرى الوردة!.. إجازة سعيدة وطيبة تفاءلوا في خميسكم الونيس!
٭ مطلب عادل:
كلما دخلت منطقة الشامية ورأيت مسمى مدرسة الشامية المشتركة بنات تذكرت أختي المربية الأستاذة فوزية السليمان التي رحلت عن الدنيا في العام 2019 تاركة إرثا تربويا قدمته للأجيال الكويتية عبر إدارتها الإنسانية والتربوية والتعليمية، ما جعل مدرستها في المقدمة.
لقد عملت المربية الفاضلة فوزية إبراهيم السليمان (29 عاما) في خدمة وزارة التربية، وتدرجت في الوظيفة من معلمة إلى وكيلة ثم ناظرة، وتلقت خلال الفترة هذه الكثير من كتب الشكر والتزكيات أثناء عملها مع المسؤولين في وزارة التربية والجهات الحكومية والأهلية والشعبية.
وإن تسمية هذه المدرسة إنما يأتي في سياق الوفاء والتكريم اللذين تتميز بهما الكويت لأبنائها وبناتها والذين تحملوا نهضة بلدهم وقاموا بأدوارهم في مختلف المجالات، وهي بلا شك منهم وفي مقدمتهم.
هذه رسالة «مطلب عادل» أرفعها لكل مسؤول في الدولة لتسمية مدرسة الشامية المشتركة بنات بمنطقة العاصمة باسم الأستاذة فوزية إبراهيم السليمان، رحمها الله.
هذا مطلب حق وعادل لإنسانة كويتية نذرت حياتها من أجل تعليم الأجيال الكويتية، وهذا أبسط ما يقدم لها وفاءً وعرفاناً ولأسرتها الكريمة، ولا تنسوها من دعائكم في هذه الليلة المباركة، فلقد كانت معطاءة ناشرة للخير ومربية أجيال صاحبة رسالة وإنجاز.
في أمان الله..