[email protected]
هي خلوة وانفرادية ووحدة وبعض منها اعتكاف!
تعلمنا في الحياة أن العزلة عبادة!
ولا أقصد هنا العزلة الاجتماعية والخوف من التفاعل الاجتماعي والحركي!
ومع مضي سنوات العمر تعلمنا أيضا أن (العزلة) ضرورية من وقت إلى آخر لمحاسبة النفس وإجراء كما نسميه (جرد) لتقييم أفعالنا وأعمالنا وإنجازاتنا!
كتبت في 21/4/2019: خلوة مع النفس، وفي 11/3/2021: خلوة كورونية، واليوم خلوات الفنس!
من أجمل الأبيات الشعرية التي قرأتها ما يلي:
آنست بوحدتي فلزمت بيتي
فطاب الأُنس لي ونما السرور
فأدبني الزمان فلا أُبالي
هجرت فلا أُزارُ ولا أزورُ
وقال شاعر أيضا:
ما تطعمت لذة العيش حتى
صرت للبيت والكتاب جليسا
ليس شيء عندي أعز من العلم
فلم أبتغ سواه أنيسا
إنما الذل في مخالطة الناس
فدعهم وعش عزيزاً رئيسا
التفكر والتفكير والانزواء مع النفس والروح والنظر فيما فات وتدبر القادم المجهول أمور ضرورية للإنسان العاقل الذي لا تغره الدنيا.
وأطيب أوقاتي من الدهر خلوة
يقر بها قلبي ويصفو بها ذهني
وتأخذني من سورة الفكر نشوة
فأخرج من فنٍّ وأدخل في فن
هكذا هي الحياة تمضي ما بين خاطرة وطرفة ونشوة وكلها مزيلات للهمّ والحزن.
تذكر عزيزي القارئ الكريم في كل مكان: الزمن يفتح الأبواب لمن يحسن الانتظار!
٭ ومضة:
كنا صغارا نعيش شاغلتنا الدنيا وكبرنا وصارت الآخرة هي الشغل الشاغل، وهكذا في شبابنا عشنا أحلامنا واليوم يعاودنا حنين إلى الشباب بعد ان كثر الشيب الأبيض!
يقول الشاعر الكويتي الفذ يعقوب عبدالعزيز الرشيد، رحمه الله:
العمر إن تسألني ما أمانيه
وكيف أملأ في الدنيا لياليه
للحب أحمله، للخير أرهنه
للعز أدفعه، للمجد أُعطيه
وهكذا عزيزي القارئ الكريم تمر الأربعون سنة الأولى هي النصوص والثلاثون التي تليها هي التعليق!
يقول أبوالعتاهية:
ألا ليت الشباب يعود يوما
فأخبره بما فعل المشيب
٭ آخر الكلام:
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
إن الليالي للأنام مناهل
تطوى وتنشر دونها الأعمار
فقصارهن مع الهموم طويلة
وطوالهن مع السرور قصار
وهكذا هي الدنيا انتظر وانظر الآتي!
٭ زبدة الحچي:
لا تلوموا من ذهب الى المسجد واعتكف تبتلا إلى الله عز وجل؛ ناشدا الخلوة والعزلة وهي في العمر محطات ضرورية لتجديد الهمة والعزيمة.
قال الشاعر:
وما العمر إلا الخسر والوهم إن خلا من الفضل والتقوى وخوف من الذنبتبقى الحقيقة: أقصد بالعزلة هنا اكتشاف ذاتك والهروب من فوضى وقلق وتوتر مجتمعك وشعبك!
تذكروا أن أعماركم لا تقاس بالساعات والأيام والشهور والسنين وإنما ما تركته من أثر وعمل وجهد وفكر ورجاء وترقب وتوكل وطمأنينة وسعادة.
ما أحوجنا جميعا الى العزلة مرات في العمر.. فهي الهناء عينه!
فإن يك صدر هذا اليوم ولَّى
فإن غداً لناظره قريب
في أمان الله..