[email protected]
بعد أداء مناسك العمرة والذهاب إلى المدينة المنورة، دخلت مكتبة «دار الزمان للنشر والتوزيع» واشتريت كتاب «نظرية الفستق»، من جزأين لمؤلفه فهد عامر الأحمدي، وقد كتب على الغلاف ما لفت نظري «كتاب سيُغير طريقة تفكيرك وحكمك على الأشياء».
وقد كتب على الغلاف أيضا «أكثر الكتب مبيعا في العالم العربي»، حيث إن الكتاب بأجزائه يتضمن موضوعات مختلفة عن تطوير الذات وأخطاء التفكير وعلاقاتنا مع الناس، وموضوعات منوعة مثل: لماذا يحبك ويكرهك الناس؟
- وكيف تتخذ القرار المناسب؟
- أفكارك ليست حرة كما تعتقد؟
- كيف تنجح في أي مهمة؟
- قوانين هيل للنجاح.
- كيف تعتذر بذكاء؟
- كيف تُوفر حياتك؟
- أعظم نصيحة في الحياة.
- ما يجب أن تعرفه الفتاة (عن الرجال).
وكل هذا طيب ويستفيد منه طالب العلم والمثقف، وحتى النائب البرلماني، وربما نرى مؤلفا جديدا عن نظرية الفستق يختص بالشأن البرلماني الديموقراطي!
أمضيت مع الكتاب وقتا في المدينة المنورة، وقد شدني العنوان، خاصة أن كل نظم الرجيم والدايت تتحدث عن أهمية المكسرات في النظام الغذائي الصحي!
واضح لي بعد أن قرأت الجزأين أن الكتاب يختص بتطوير الذات، وفي تغيير طريقة تفكيرك وحكمك على الأشياء!
لماذا نظرية الفستق؟
يقول المؤلف في صفحة (100) من الجزء الأول بعنوان «نظرية الفستق» توضيحا لمسمى الكتاب، إنما جاء عقب موقف مع نجله فيصل آثر الصمت بعيداً عن النصائح والتحذيرات وعبارات التوبيخ والتعنيف، ثم سأل نجله فيصل:
هل سمعت بنظرية الفستق؟
استغرب وجود نظرية بهذا الاسم، فقال: لا.
قلت: أكيد لم تسمع بها، لأنها خطرت على بالي للتو..
توقع سماع شيء يخص فعلته الأخيرة، فابتسم وقال: لن أفعلها مجدداً، لكن ما هي على كل حال؟
قلت: تخيل أنني أرسلتك ذات يوم لشراء بعض الفستق (الذي أحبه شخصيا) وأثناء قيادتك للسيارة دخلت في تحد مع سائق شاب بقربك انتهى بحادث تصادم تافه وصغير، وفور نزولكما دخلتما في عراك انتهى بارتطام رأسه بطرف الرصيف ودخوله في غيبوبة طويلة، وبعد حضور رجال الأمن تم اعتقالك بتهمة الاعتداء على أحد المواطنين والتسبب له بضرر خطير، وبعد ثلاثة أسابيع قضاها الرجل في غيبوبة (وقضيتها أنت رهن الاعتقال) توفي في العناية المركزة ودخلت أنت في قضية أكبر، وبعد أشهر من تداول قضيتك في المحكمة، حكم عليك القاضي بالقتل غير العمد (وربما العمد كونك أوقفت الرجل عنوة لتدخل معه في عراك) وبعد إصدار الحكم اتضح أن الضحية كان متزوجا حديثا، وان له طفلا يبلغ من العمر ستة أشهر، ولهذا يأمر القاضي بتعليق الحكم حتى يكبر الطفل ويبلغ سن الرشد ليتم تخييره بين الصفح عنك أو الحكم عليك!
وهكذا تقضي زهرة شبابك في السجن، وقد لا يتنازل الطفل حين يصبح شابا وأنت شيخ كبير، وأصل الحكاية مجرد فستق!
واضح من الموقف والحوار أن الكتاب يعلمنا نظرية الفستق!
والكاتب ونجله عندهما (فك الشفرة) نظرية الفستق!
ولا يعرف مغزى هذا المسمى إلا هما، فكان هذا الكتاب.
كتاب من جزأين قرأته في 4 أيام أثناء زيارتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وجل محتواه قرأته في ثقافة تطوير الذات والتفكير!
٭ ومضة:
صدر هذا الكتاب في عام 2016 ويطرح نظرية الفستق!
وهي نظرية برأي كاتبها ومؤلفها، لكنها من وجهة نظري تحتاج إلى رتوش كثيرة حتى تتحول إلى نظرية!
أما أجمل ما وجدته في الكتاب كقارئ هو استيعاب مضمونه: كل إنسان حولك (مزيج) نفسي ووراثي وثقافي لا يتكرر بين فردين، فأنا وأنت وأي شخص تعرفه (محصلة) لعناصر وظروف ومؤثرات لا تتشابه حتى بين التوائم، تتحول بمرور العمر وتنوع الخبرات إلى حقيبة (بأرقام سرية) لا نعرف حتى نحن كيف نفتحها ونرى محتوياتها!
٭ آخر الكلام:
جميلة هي اقتباسات الكتاب، اخترت لك عزيزي القارئ منها ما يلي:
- حبيب قلبي.. يبقى الشيء ساكنا حتى تفكر فيه فيتحرك باتجاهك!
- قد يتحول لين الجانب إلى (سلة غسيل) يرمي فيها البعض ثيابه القذرة!
٭ زبدة الحچي:
سبب تسمية الكتاب بـ«نظرية الفستق» يحتاج من الكاتب شرحا مسهبا حتى يفهم القارئ الربط، خاصة وهو القائل: «إنه يحب الفلسفة»!
وعندما نقول نظريته، فعلينا أن نوضح ونبين لماذا هي نظرية وقابلة للتطبيق حتى لا يقال إنه زمن المكسرات وسطوة الفستق كتجارة عالمية، ومنها الرئيس الأميركي كارتر كتاجر سياسي؟!
كتاب يحتاج منك كقارئ إلى فهم وقد حاولت أن أفك لك شفرته الفستقية!
في بازار أسواق كتب عبارة «الأكثر مبيعا»!
..في أمان الله.