[email protected]
من اعتمد على نفسه سُرَّ بنجاحه!
هذه حقيقة لأن الاعتماد على النفس أساس النجاح.
لذا لا عجب أن تبوأ محمد ناصر السنعوسي المراتب في الإعلام عن جدارة واستحقاق.
حزن عميم خيم في أوساط الكويتيين اثر وفاة الوزير الاسبق محمد ناصر السنعوسي - رحمه الله - يوم الثلاثاء 21 من ربيع الآخر 1444هـ الموافق 15 نوفمبر 2022م ودفن الأربعاء الموافق 16/11/2022 في مقبرة الصليبخات.
رجل أدخل علينا البهجة وكان بحق سفير السعادة، رحيما عطوفا ذا ضمير متقد، وذكرياتنا معه كثيرة وذات شجون في التلفزيون وشوبيز والمشروعات السياحية وسليل الجهراء وكل سنعوسياته!
الأستاذ الإعلامي محمد السنعوسي قامة (بانوراما) كويتية، أحب بلده ومهنته وأدى رسالته (تتفق أو تختلف مع السنعوسي) هو كما هو (أيقونة الإعلام الكويتي)!
زاملت أستاذي القدير محمد ناصر السنعوسي منذ كنت أمينا للسر بجمعية المعلمين الكويتية وأيضا عندما كنت مديرا للإعلام في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية أو في «الأنباء» كلها محطات تعاون وتواصل وذكريات!
صعب جدا أن تحصر في مقالة صغيرة كل أعمال محمد السنعوسي - رحمه الله - لأنها مسيرة حافلة بكل أنواع العطاء الإنساني والعربي والإسلامي والعالمي مليئة بالإنجازات فهو بصدق أحد ركائز الكويت من الرواد من الرعيل الأول.
السنعوسي من الرجال المخضرمين، حيث يبهرك بشخصيته وثقافته وحسه الوطني وحدسه الإعلامي ومهنيته العالية.
لقد كتبت عنه عدة مقالات في حياتي من أبرزها: الأرشيف التلفزيوني.. زمانه وفارسه ونشرت بتاريخ 15-6-2012 وبانوراما «السنعوسي»! بتاريخ 29-10-2021 - بانوراما T4 الكويتية - البحرينية بتاريخ 14-8-2018 - والكلمة مغنم ومأثم بتاريخ 13-1-2012 وبتاريخ 14-9-2013 مقالة بعنوان: عشاق «السبهللة»، وقد كتب الأستاذ محمد السنعوسي مسك الكتب في «حين تتداعى ذكريات العبدالله» عن حياة الزميل الأستاذ سليمان صالح الفهد - رحمه الله - على الغلاف الأخير: لتكون الأمور بخواتيمها وهو بحق إنجاز مبهر ويسد فراغا في المكتبة الكويتية، وبجهد استاذنا القدير حمزة عليان اطال الله في عمره في صحة ليغني المكتبة الكويتية بمؤلفاته.
كما أنني سعدت بكتابة مقال في جريدة «الأنباء» بتاريخ 16-4-2014 بعنوان (همسة لأستاذي «السنعوسي») في تكريمه، وكلها مشاعر احترام وتقدير لتاريخه الإعلامي الكبير ودوره في جعل البصمة الكويتية تدخل العالمية من خلال الأفلام العالمية.
نعم.. وداعا أستاذنا محمد ناصر السنعوسي وسندعو لك بظهر الغيب بحجم عطائك الوطني الذي قدمته في سماء الديرة وستبقى كتبك في ذاكرتنا ومحطة رجوع للأجيال الكويتية المتعاقبة على تاريخك المجيد.
ومضة: وداعا أستاذ الإعلام في الكويت ورحمك الله يا أبا طارق الصديق العزيز أستاذ الإباء الذي يذكرنا بالشاعر البحتري القائل:
وصنت نفسي عما يدنس نفسي
وترفعت عن جدا كل جبس
وغابت تلك الابتسامة الساحرة التي تذكرنا بإيليا ابوماضي القائل:
قال: الليالي جرعتني علقما
قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك، إن رآك مرنما
طرح الكآبة جانبا وترنما
آخر الكلام: قال تعالى: (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً - آل عمران - 145).
زبدة الحچي: وهكذا ترجل أحد فرسان الكويت الأخيار من الإعلاميين البارزين والذي جعل من حياته رسالة ومثابرة حتى وصول الهدف بهمة فكانت تجربته الإعلامية العريقة طريقه نحو حصد المزيد من النجاحات، وهنا تظهر «عبقرية السنعوسي» حارسته، وهو فعلا سر نجاحه في حياته.
أيها الكويتيون الكرماء سأدعو له فأمنوا:
اللهم وسع مدخله وأكرم نزله واجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
لقد صنع الأستاذ محمد ناصر السنعوسي نجاحا في اكثر من عمل وكنا نرى الفرحة تشع من ناظريه.
كل العزاء الى اسرته وعائلته الكريمة زوجته وأبنائه وبناته وإخوانه وأصدقائه ومحبيه، ضارعين للمولى عزّ وجلّ أن يرحمه ويلهم ذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.