[email protected]
شخص رأيهُ (حِكَمْ) يشحذ الهمم (يقود مسابقة كأس العالم)، يعطيك الطاقة الإيجابية حكيم زمانه، فمن هو؟
الأمثال (حِكم قصيرة) مستقاة من تجربة طويلة، إنها حكمة الشعوب منذ أقدم الأزمنة وهي حضارة الشعوب تنتقل مشافهة من فم إلى فم.. واليوم تجدها في (الميديا)، ما يسهل على الراغب فيها أن يستخدمها!
يقولون في قول متعارف عليه: إنه حكيم زمانه، فمن هو هذا الشخص الملهم؟
القرآن الكريم يتناول آيات تعرض الأمثال وتعلم الحكمة كما يلي:
(ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل..- الروم: 58).
قال تعالى: (.. وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون- الحشر: 21).
وقوله تعالى: (.. ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم - النور: 35)
تعلمنا من الحياة والتجربة أن (المثل) حكمة مفرغة في كلمات قليلة!
لهذا يقولون عقب الأخبار (وأصبح مضرب الأمثال) ويقصدون بهذا القول (حكيما)!
العتاب في قضية الحكمة بحجم المحبة، غير أنه أحيانا تطيش الأسهم وتنقلب الحكمة الى إزعاج، يقول الشاعر بشار بن برد:
إذا كنت في كل الأمور معاتبا
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
العتب أمر محمود ما لم يتم التوسع في هذا الأمر المذموم:
ما عاتب الحر الكريم كنفسه
والمرء يصلحه الجليس الصالحُ
خففوا نقد الكويت، إنها في الطريق لاسترداد التنمية في عهد الإصلاح ومحاربة الفاسدين!
علمّنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء»!
أما سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيقول: من كتم سره كان الخيار في يده.
- أشقى الولاة من شقيت به رعيته.
- لا يكن حبك كلفا ولا بغضك تلفا.
- أعقل الناس أعذرهم للناس.
٭ ومضة:
حتى تكون حكيم زمانك اعمل بـ (لئن شكرتم لأزيدنكم)!
- (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها).
تذكر عزيزي القارئ الكريم: انه ليس للإنسان إلا ما سعى، وكل امرئ بما كسب رهين!
عزيزي القارئ الكريم: كن دائما حكيما في ردودك وآرائك ومقترحاتك، وتذكر أن العتاب خير من الحقد والحسد، وفخر الشباب قوتهم وبهاء الشيوخ المشيب!
٭ آخر الكلام:
للإمام الشافعي قصيدة شعرية عجيبة اخترت لكم منها هذه الأبيات:
يغطى بالمسامحة كل عيب
وكم عيب يغطيه السخاءُ
ولا حزن يدوم ولا سرور
ولا عسر عليك ولا رخاءُ
ولا ترج السماحة من بخيل
فما في النار للظمآن ماءُ
ومن نزلت بساحته المنايا
فلا أرض تقيه ولا سماءُ
وأرض الله واسعة ولكن
إذا نزل القضاء ضاق الفضاءُ
٭ زبدة الحچي:
كن حكيم زمانك و(فمن نكث فإنما ينكث على نفسه) «نكث عهدا ونقض ونبذ..»!
وحكيم زمانه ليس مسلسلا ولا دراما أو فيلما!
كل إنسان على هذا الكون بإمكانه أن يكون حكيما لأن الله سبحانه هو الحكيم وواهب الحكمة وواضع الأشياء في مواضعها ومنزلها في منازلها، ولذا لا عجب أبدا أن يكون (الحكيم) من أسماء الله الحسنى.
أختم بأشعار من عنترة بن شداد العبسي، يقول:
لا يحملُ الحقد من تعلو به الرتبُ
ولا ينال العلا من طبعه الغضبُ
إن الأفاعي وإن لانت ملامسها
عند التقلُّب في أنيابها العطبُ
احذر في حياتك الأفاعي والثعابين السامة، هم على الدوام من حولك فانتبه!
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها.. فهو أحق بها».
قارئي العزيز: هذه جولة فكرية في الحكمة والحكيم، فكن حكيم زمانك!
يا رفيق الدرب خذها حكمة
من فهم الدهر وضعها في ضميرك
آفة النعمة أن ترفسها
مد رجليك على قدر حصيرك
نصيحتي في هذا الزمن تعلم الصمت فهو أبرك من الثرثرة والهذرة الزائدة، وحكمة الأحداث الآن أن نتعلم من دولة قطر (السنع) كيف أقاموا قطر الجديدة وعرضوها على العالم مشرفين العرب والمسلمين بنجاح وجدارة واقتدار!
وفي المشهد العالمي والكروي والحضاري يقول لنا التاريخ: إن حاكم دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني حكيم زمانه وحبيب شعبه وملهم الشعوب «أيقونة» العرب بلا منافس!
وكفى الله دولة قطر شر الحاسدين، يحق لهم أن يفرحوا بنصرهم المؤزر الظاهر!
.. في أمان الله.