[email protected]
وداعا أيها الكبير فينا..
وداعا أيها الغائب الحاضر..
لا يبقى في الموت إلا الموعظة وخير الموعظة ما كانت من قائل محب مخلص إلى سامع وقارئ منصف!
في يوم الخميس 24 شعبان 1444هـ الموافق 16/3/2023 غيّب الموت عميدنا وحبيبنا المغفور له بإذن الله تعالى محمد علي محمد الضاعن، عن عمر يناهز 70 عاما في مملكة تايلند وكان معه 3 من صحبه الكرام الذين أبلغوا اخوانه بأنه صلى الفجر وحوّل التلفزيون على قناة مكة المكرمة ونام وأصابته السكتة القلبية، رحمه الله.
وقد وصل جثمانه الطاهر من تايلند على الخطوط الجوية الكويتية صباح الثلاثاء الموافق 29 شعبان 1444هـ الموافق 21/3/2023 ودفن عصر الثلاثاء في مقبرة الصليبخات وسط لفيف من أهله وصحبه ومحبيه ومعارفه، وقد شهدت العزاء مع اخوانه وبني عمومته لمدة ساعة ونصف الساعة، ما شاء الله طوابير من المعزين لا تنتهي، كلهم من أحبائه وأصدقائه ومعارفه، شيء يثلج الصدر!
ولعل في هذه الالتفاتة «قبولا» وعلامة من علاماته!
ولد محمد علي الضاعن سنة 1953م في نقرة الطواري وأمضى فترة شبابه في منطقة الفيحاء وتعلم في مدارسها ومراحلها المختلفة.
والعزيز الغالي أبو جاسم من الرعيل الأول الذين قامت الكويت على أيديهم وجهودهم المباركة فلقد اشتغل في البلدية ثم انتقل الى التعليم التطبيقي مشرفا على المواصلات التي تنقل الطالبات ثم اشتغل بعد تقاعده في القطاع التعاوني في الفيحاء ومشرف وحطين.

الاحتلال العراقي
وأثناء الاحتلال العراقي خرج من الكويت واستقر في مملكة البحرين الشقيقة التي يحبها ويعشقها وبذل كل جهده مع إخوانه الذين كانوا هناك حينذاك في مساعدة كل كويتي يحتاج الى المساعدة وسيروا المظاهرات وأعلنوا دعمهم للشرعية ومعروف عن (أبو جاسم) رحمه الله، فزعته للناس خاصة الضعاف والمحتاجين وكان صاحب ابتسامة وقلب أبيض، محبا لأهله وشعبه ووطنه، وما كان يتغنى بالأخوة ولكنه كان يمارسها ويشيعها بين أقرانه وصحبه الكرام.
لم أعلم أنه الوداع
قبل سفره جاءني منه تلفون يسأل عن موضوعات شتى وكان باسما فرحا كعادته، وشكرته وعندما سمعت خبر وفاته عرفت ان المكالمة كانت وداعا من عزيز يجعلني أقول (فقيدة بوجاسم) لا يعوض أبدا، رحمه الله، ما يجعلني أقول:
اعمل بقولي وإن قصرت في عملي
ينفعك قولي ولا يضرك تقصيري
وداعا عميد «الضاعن» الذي ترجّل ولنا في اخوتك وبني عمومتك عزوة، الله يطول في أعمار اخوانك: سليمان وعبداللطيف وم.حمود وناصر وضاعن وخالد وعادل، كما ان نجله (جاسم) الله يطول في عمره سيسير على دربه ومبادئه وقيمه، ومن خلّف ما مات، الله يحفظه ويرعى والدته واخوانه إن شاء الله.
وهكذا رحل أخونا العزيز محمد الضاعن - بوجاسم - سريعا دون وداع، ما أصابنا بحزن عميق والذي بكته الكويت والناس الذين أحبهم فأحبوه!
محمد الضاعن كان إنسانا رائعا بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان إنسانية وحسن السيرة والسلوك، دمث الأخلاق حسن الجيرة ابن الكويت البار وابن نقرة الطواري والفيحاء وحطين، وهكذا تخرج الكلمات من أعماق الحقيقة!
أيها القراء الكرام: مصابنا جلل في أبو جاسم طيب الصيت، فسلام منا إليك أيها الراحل الكبير بيننا وفي عيوننا، فيا رب ارحم واغفر لعميدنا محمد علي الضاعن - بوجاسم، اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد، أوسع مدخله، وأكرم نزله، واجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته في الفردوس الأعلى من الجنة في جنات النعيم.
تبقى الحقيقة الباقية (وما تدري نفس بأي أرض تموت - لقمان 34).
لتعزية الرجال تلفون: 66809666.
حسبنا الله، فالمصاب أليم والخسارات فيه لا تعد.
إنا لله وإنا إليه راجعون.. وتسقط دمعات على أخينا محمد الضاعن، فلا تنسوه من دعائكم أحبابنا داخل الكويت وخارجها.