[email protected]

- يجمع العلماء والأطباء من جميع الأديان على تحريم الوشم لأنه سلوك منحرف يعرض الجسم إلى الأمراض المعدية الخطيرة
- شاب في عمر الورد قابلته قال لي إنه عمل «التاتو» بـ 50 ديناراً وآخر في عاصمة خليجية بـ 70 ديناراً
- طبيب أمراض جلدية يحذّر من «التاتو» لأنهم يستخدمون الزئبق وهذا له مخاطر لا حصر لها

كانت مظهرا متواريا عن أعين الناس واليوم ظاهرة لافتة للنظر.. بل مشكلة قادمة في المولات والاسواق والاندية، تجدهم مبرزين اكتافهم واجسادهم، وقد رسم عليها بالوشم والتاتو وكأنهم في مجاهرتهم يحتدون المحافظين، فما الوشم؟ وما التاتو؟
رباه! لقد وصلنا هذا البلاء من الخارج وتأثر به بعض من اولادنا وبناتنا، فماذا نحن فاعلون؟
هؤلاء الشباب والشابات من الاولاد والصبايا من يوجههم الى اهمية معرفة واضرار الوشم والتاتو؟
انه والله انحراف سلوكي خطير وحرام لان الوشم حرام والتاتو تكمن اليوم خطورته في الالوان المستخدمة والتي قد تؤدي الى السرطان والعياذ بالله.. فماذا انتم فاعلون يا سادة؟!
أنترك فلذات اكبادنا لهذه العادات غير المرخصة والمتنقلة؟
الوشم تقليعة جاهلية قديمة ورثها اليوم الهيبز وحثالات البشر ووصلت مجتمعاتنا العربية والاسلامية مخترقة الحصار، وعلى الرغم من حرمتها وخطرها فإنني اراها تكبر وتنتشر خاصة من شبابنا الذين يحاولون لفت الانظار متجاوزين كل مباح ويا ليتهم علموا ان هذا الوشم وذلك التاتو قد يصيبانهم نتيجة استخدام الابر الملوثة بمختلف الامراض من الايدز والكبد الوبائي.
ان صرعة الجنون امتدت الى الشباب فأصبحوا يدقون الوشم المحظور على كل المساحات المتاحة من اجسامهم، وانا في الاستراحة سأحاول الاقتراب كعادتي من المحظور دون خوف او وجل في محاولة لتعريف هؤلاء الضحايا المضحوك عليهم والمغرر بهم بالاخطار الناجمة عن هذا البلاء «التاتو والوشم.. وغدا ندم».. هذا هو العنوان للاستراحة لعل اهلي في الكويت والخارج ينتبهون لهذا البلاء القادم لنا من الخارج، وهو من المحرمات والممنوع والحرام لانه يخالف تعاليم الشريعة الاسلامية وحكم الشرع وأعتبره انحرافا سلوكيا وحراما وجنونا وضربا من التشويه لا التجميل لانه تشويه حقيقي لخلق الله، انظروا الى اصحابه هل هم اسوياء ام يعانون من انحرافات ومشكلات؟
يا اهلنا في الكويت من مواطنين ومقيمين كرام، نظرة عاقلة منصفة وهدوء يعقبه تفكير.. الوشم والتاتو يغزوان اجسام ابنائكم ولا حول ولا قوة الا بالله، وكثير من الابناء بعد ان يخفي هذا الوشم وذلك التاتو يفكر في إجراء عملية لإزالتهما بعد ان يعي الجرم الذي ارتكبه بحق نفسه! ان خطورة هذه الاوساخ تكمن في الالوان والابر المستخدمة، وهناك من يشجع هذه العادات القديمة لاحيائها بحجة الموضة! وهي الله غش وتدليس وكذب على عقول هؤلاء الشباب الضحايا!
على بركة الله وتوفيقه نبدأ هذه الاستراحة الموجهة لجميع افراد الاسرة، الشباب وكل ام واب.. الوشم والتاتو.. وصلا وحصلا.. فماذا انتم فاعلون؟!
الوشم حلال أم حرام؟
من المعروف أن الوشم هو لرسم أشكال على الجلد عن طريق استخدام إبرة أو شيء من هذا القبيل وذلك حرام شرعا، فالوشم المحرم الملعون من فعله هو: أن يغرز في العضو إبرة أو نحوها حتى يسيل الدم ثم يحشى بكحل أو مداد أو غيره فيخضر.
أما النقش الذي يزول فلا يسمى وشما ولا يدخل في حكمه غير أن هذا النقش مكروه عند جماعة من أهل العلم لان سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه نهى عن نقش الخضاب و«التظاريف» هي التي تكون في رؤوس الأصابع من الخضاب، ويروى أن عائشة رضي الله عنها سئلت عن الخضاب فقالت: «لا بأس به ما لم يكن فيه نقش» فالأولى للمسلم الحق أن يترك هذه النقوش، والله أعلم.
الوشم موضة خطيرة
شباب في أعمار الورد تشوفهم يا حلوهم غير أنك ما تكتشف ان هذا الشاب أو هذه الشابة وشم ذراعه أو يخفيه في منطقة أخرى غير ظاهرة من الجسد.
بعضهم يعتبر هذا مكملا لشخصيته (طايح الحظ) فيعلن عن نفسه بهذا الوشم وبعضهم يعتقد يقينا بأن هذا يحميه من الحقد والحسد والأمراض «وهو نفسه قمة في القذارة لاستخدام الإبر التي قد تكون ملوثة بدماء مصابين بأمراض فتاكة مثل الإيدز والوباء الكبدي وغيرها من الأمراض الخبيثة».
طبعا هنا من ينظر للوشم على أنه علامة من علامات التعبير عن الحياة العاطفية لصاحبه فهو يرسم أحيانا صورة حبيبته على صدره وشاهدنا أفلاما تغص بمثل هذه اللوحات الوشمية عدا أن هناك جيلا كاملا رسم الأبطال مثل غيفارا وغيره من الشخصيات هتلر، ستالين وممثلات، وأنا شخصيا حمدت الله كثيرا لأن مرة أخونا بوشميس أراد أن يوشم على كتفه قطوته العمية ومرة عتيوية كنكوش، مرت على خير ووضع تاتو يزول فقط!
التاتو سوق رائجة
اليوم اكتشف الشباب شغلة ليست بالجديدة إنما طورت نحو الأقبح والأسوأ، لأنها تتم عبر إبر وأدوات غير معقمة قد تؤدي إلى إصابة بفطريات وأمراض جلدية وأنواع من الحساسية والالتهابات وتضخم الجلد، إضافة إلى سرعة انتقاله، ورغم أن الوشم يزول إلا أن الجلد يتأثر بهذه المواد السمية الخطيرة والأصباغ والألوان، خاصة إذا وجدت لدى جهات غير مرخصة.
رأي الدين
يكاد يجمع العلماء والأطباء من جميع الأديان على تحريم الوشم استنادا إلى الحديث الشريف «لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله عز وجل».
كثير من العلماء يعتبرونه من كبائر الذنوب، وللأزهر الشريف فتوى تحرمه لأنه تشويه لخلق الله وتصرف في وديعة هي الجسد بغير حق، فالواشم والمستوشم ملعونان وهو انصياع لأوامر الشيطان وانحراف فكري وسلوكي أصاب بعض شبابنا.عليكم بالحناء
الحنة شفيها رخيصة ومباركة ومتوافرة وتعطي الألوان العجيبة, واستخدمت أيام الفراعنة وفي الجاهلية وفي الاسلام ولازالت ويقال ان أصل الشجرة اكتشفت في حدائق بابل المعلقة.
المسلمون يخضبون لحاهم بالحناء، وللحناء فوائد لأنها تقتل فطريات الرأس وبها مادة مطهرة لفروة الرأس ضد الطفيليات ويقال انها علاج للصداع ورحم الله الجدات والامهات فكلهن استعملن هذه المادة التي تخضب العروس قبل زفافها وللعلاج، واليوم تبرز مجاميع نسوية يستخدمن نقوش الحناء وانها أفضل من التاتو الصناعي بكل اصباغه وألوانه الخطيرة.
الوشم سلوك منحرف
قرأت دراسة من جامعة روتشيستر في نيويورك تؤكد على ان الشباب الموشومين هم اكثر عرضة الى انماط سلوكية خطرة كالتدخين وتعاطي المخدرات والكحول والعلاقات الجنسية الملوثة والممارسات التي تنم عن تصرفات طائشة وبعضهم يرجع هذا كله الى الإبر الملوثة والألوان الضارة التي تدخل الجسم فتعرصه للأمراض المعدية الخطيرة وبسبب عدم مراعاة القواعد الصحية.
نماذج قابلتها
قبل 4 أشهر في النادي الصحي اقتربت منه شاب في عمر الورد وسلمت وسألته: لم هذا الوشم حبيبي وانت مسلم وغدا ستذهب الى العمرة والحج؟
فقال: أي حج أو عمرة لا أفكر.
فقلت: الله يهديك الشيطان راكبك للحين.
فقال: عمي كيفي.
فقلت: وين سويت هالنقشة «عقرب»؟
فقال: في تايلند بـ 50 دينارا.
الثاني وجدته ونحن في صالة مرور الفروانية لتجديد الدفتر والفحص الفني في صبحان، شاب مطلع زنوده التي يمشي عليهم التيس فبادرته: تقلد الاجانب وانت عربي ومسلم فضحك وقال اعجبتني الفكرة من صديق راجع من دبي صورة «وردة» فقلت: ألا تخاف من الأمراض؟
فقال: أي امراض هذه عملتها في عيادة رسمية بـ 70 دينارا على كتفي اليمين فقط فقلت: وشم ولا تاتو؟
فقال: لا وشم وطبي بعد؟
فقلت: كيف؟
فقال: انظر هنا منطقة مصابة بالبهاق اخفيته بالوردة.
فقلت: اخفيت البهاق بالوردة؟
فقال: نعم.
فقلت: يا ابني الله يصلحك لربما تكون هذه الوردة هي التي تقتلك بسمها؟
حوار مع طبيب أمراض جلدية
جمعتني في مطعم الطيباوي بمنطقة النقرة عند متحف العثمان جلسة من غير موعد مع طبيب مصري متخصص بالامراض الجلدية والتناسلية، فقال لي بكل صراحة يا أستاذ يوسف والله ان الخطورة الحقيقية تكمن في التاتو من حيث الألوان والاصباغ التي تستخدم فالزئبق يستخدم للاسف لاعطاء اللون الاحمر لو اعدد لك المخاطر فهي كثيرة جدا يصعب حصرها خلك في «الفول والحمص وصحن الكنافة» المتميز بها هذا المطعم.
فناتق النساء
أكيد في هذا الكم من الصالونات في الكويت هناك اماكن مخصصة ولربما مخفية لعمل التاتو والوشم للنساء خاصة تلك المفتونات بالتاتو وألوانه وأصباغه خاصة ان هذه الصالونات تضم مهارات قادمة من جنوب شرق آسيا لعمل التاتو والوشم حسب رسومات في ألبومات.
لاحظوا معي حواجب كثير من النساء مرسومات بالمسطرة والشفايف بعد مرسومة بالمسطرة، في شيء في هذه الصالونات لا نقول انها كلها فاسدة وانما اكيد هناك من يمارس الممنوع فيساعد للاسف الفتيات على وشم مناطق الكتف والصدر والبطن والارداف وكلهن او معظمهن ما بين 14 و25 سنة قاصرات.
د.بسام الشطي: حرام
عن حرمة الوشم شرعا يقول الأستاذ في كلية الشريعة د.بسام الشطي: الوشم هو انحراف فكري وسلوكي أصاب الشباب، مشيرا الى ان سبب انتشار هذه الظاهرة هو انتشار الأمية الدينية وقلة الثقافة الدينية بالإضافة الى التقليد الأعمى لكل ما يقوم به الغرب.
ان الحديث عن «الوشم» وحرمته واضح وصريح من خلال حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «لعن الله الواشمة والمستوشمة».
وإن «اللعن» يدخل في دائرة الطرد من رحمة الله.
ان على الشاب المسلم ان يقف عند حدود شريعته الغراء وألا يجري وراء الغرب ويتبعهم في أمور لا يجيزها الإسلام، وليس كل ما يصلح لدى الغرب يصلح لنا، وشدد الشطي على الشباب المسلم التمسك بالإسلام شريعة وعقيدة ومنهجا وأن يكون سلوكهم منطلقا من عقيدتهم الإسلامية.
ان دور المجتمع وأهميته في نبذ ومحاربة هذه الظاهرة من خلال توجيه الشباب وإسداء النصح لهم، اضافة الى دور اللجنة البرلمانية لمحاربة الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع وتفعيل دورها في سن القوانين التي تجرم مثل هذه الظواهر الدخيلة على المجتمع ولكي تكون رادعا لكل شاب يسعى الى عمل مثل هذه التصرفات السيئة.
الجهل سائد
من خلال الحوار مع مجاميع شبابية توصلت الى ان كثيرا منهم للأسف لا يعي حجم المخاطر التي تصيبه ان دخل عالم الوشم والتاتو لأنه يحقن جسمه بصبغات وكيماويات مستخدمة في الوشم ورسوم التاتو ولا يعرف مصدرها ومن أي المواد الضارة مصنعة، ففي أوروبا ينشرون في حال الوفاة ان السبب ناجم عن الوشم او تخريم الجسم بالوشم والتاتو غير انه عندنا لا أحد يذكره ولا يشير اليه خوفا من تبعات النشر وهذا قمة الجهل، ولهذا أدعو كل وسائل الإعلام المختلفة لإثارة هذا الموضوع وطرحه وتوعية الناس خاصة الشباب.
على راسي اليابان
رئيس بلدية «اوساكا» اليابانية أصدر في عام 2012 قرارا ملزما بإجبار كل العمال على ازالة اي وشم مرسوم في أماكن واضحة على أجسادهم او البحث عن عمل في مكان آخر.
وبحسب ما قرأنا ما نشرته صحيفة الايكونومست البريطانية فإن مجموعة من القرارات الحازمة بخصوص ازالة الوشم لدى العمال تلقى قبولا كبيرا في الحياة السياسية اليابانية. الله يرزق أمتنا رئيس بلدية يابانيا والله انه «فحل» اصدر قرارا صحيحا وتابعه ونجح، ونحن مازلنا موشومين بالوشم والتاتو والضحية فلذات أكبادنا وفق سياسة طنش تعش تنتعش.. ومعك تنتعش تسويق بضاعة الوشم القبيحة.
رسالة إلى واشم
إلى كل واشم..
وإلى كل واشمة..
ندعوكم بقلب مخلص الى إيقاف هذا الانتحار المرعب، وعلى الآباء والأمهات أن يقوموا بتوعية الأبناء في سن المراهقة الحرجة خاصة بعد دخولهم سن المراهقة الصعبة عليهم وعليكم.
فموضوع الوشم جدا خطير لأنه يأتي في لحظة ضعف وعدم قدرة على فهم أبعاده وأخطاره وآثاره ومع تقدم العمر تتضح هذه الحقيقة فتلعن (ذيك الساعة) التي فرطت فيها لنوازع النفس الامارة بالسوء، وعندما تصل الى اللحظة التي ننشدها معك تكون انت موشوما بالوشم الذي لا يزول أو التاتو الذي سيورث لك الكثير من الأمراض فلا تقع في الخطأ، اننا بشر واعلم ان الغد سيكون افضل بعون الله لهذا نقولها لك في الاستراحة دع عنك اليأس بقدر استطاعتك وقل لا للوشم ولا للتاتو فما أبخس الثمن، وأنت بهذا الرفض تطرق باب الأمل.. كلنا ننتظر قرارك.
همسة
حوار مع بوشميس حول التاتو 
السلام عليكم أباشميس
بوشميس: نعم حضرت وأحضرت معك كل يانووة أبو الحصاني؟
أنا اشدعوه هالجفاء عندي موضوع لك بناقشك؟
بوشميس: يله اخلص بسرعة ما عندي وقت انتظر الشروق وبصلي وابي اتحنى!
انا: هههه هاي اضحك.. انا كنت بأكلمك عن التاتو؟
بوشميس: التاتو؟ شنو يعني القطو تقصد؟
انا: بوشميس ما تعرف التاتو؟
بوشميس: اوف صبر جميل والله المستعان، شتبي، شنو التاتو والماتو يبه؟.. ماكو خلص تاتو بعد اوف انت مشكلة.
أنا: حبيبي انت موبتحط حنة في يديك ورجليك وصماخك؟
بوشميس: حنة براسي بس لا تزور الحريم بس يحطونه في ايديهن وأرجلهن.
أنا: أقصد خل منقول يحطلك صبغ أخضر وأحمر مع الحنة ولوص راسك والله راح تكون جميل وايد.
بوشميس: شوف عاد فارج لا البسك (ملة الحنة).
وتركته وهو يتعلطم ومبرطم وما يدري ان خلطت مع الحنة مزيل شعر!
آخر الكلام
وراء كل كتاب قصة ورسالة يرسمها كاتبه ومؤلفه وصانعه.
وبقدر عظمة المحتوى واهميته وعمق افكاره والمام صاحبه بمجاله واستشرافه لمستقبله، يبقى الكتاب اما مرجعا اصيلا او رقما صفرا ليس له اي رصيد، وهذا هو بحق صمود الفكر واخراجه من الظلمة الى النور.
والكتاب -من خلال تأليفي لمجموعة من الكتب- فرصة مثل الطائر المهاجر، فإن لم تكن مستعدا له لن تصيده، وهكذا كتاب كثر كتبوا وكتبوا ولم ينجحوا في إصدار كتاب، والعكس هو الصحيح الباقي.