[email protected]
قيل قديماً إن الكتاب هو الصديق الذي لا يُملك!
ولهذا كان من يعدم كتاباً فكأنما أعدم إنساناً لجهله!
تربينا جيلا كاملا نحب الكتاب وبعضنا يعشقه، ولهذا أنا عندما أتلقى الإهداء كتابا تتملكني فرحة لا تعادلها فرحة؟!
الكتاب ثروة مخزونة وإرث لمن يقدره، وهو المؤنس في الوحشة والصديق في الغربة والمعين عند طلب المعلومة.
تخيل بيتا كبيرا لا تزيّنه مكتبة ولا يوجد فيه كتاب؟!
الكتب حياة الأزمنة الماضية وصحبة أشرف الشخصيات وأعظم الأحداث، والكتاب بحق إن وعظ أسمع وإن ألهى أمتع وان بكى أدمع!
«شوف.. الناس تموت والكتاب.. يستمر» وهو إحدى النوافذ التي نطل بها على حقائق الحياة، ومخزن الودائع وينبوع الحكم.
ومضة: نحن نعيش اليوم زمن الإنترنت وتصدر «التواصل الاجتماعي» في عموم «الميديا»، لكن هذا معظمه (كذب وتزوير وتسطيح ومبالغة)، ويبقى الكتاب رغم تقهقره، لكن حتما الناس سترجع له ان عاجلا ام آجلا.
يقول الشاعر:
هذا كتابي جمعته زمنا
أودعته من غرائب الحكم
فمن رأى حسنه فأعجبه
فليدع لي بالنجاة من حكم
فهو مستيقظ يدبره
عن الخنا والفساد كالحكم
آخر الكلام: زمن الكتاب قادم لا محالة لأنه الصديق الوحيد الذي لا يخدعك أبدا، وهو خير جليس وثمرة العلماء والعلوم.
يقول أحمد شوقي:
أنا من بدل بالكتب الصحابا
لم أجد لي وافياً إلا الكتابا
صحبة لم أشك منها ريبة
وواد لم يكلفني عتابا
زبدة الحچي: الكتاب سيفرض نفسه لأنه الأصدق في زمن كثر فيه الكذب والتحريف والزور، لأنه وعاء مليء بالعلم وبستان كله ورود وزهور، وناطق ينطق عن الموتى ويترجم كلام الأحياء.
تبقى الحقيقة أن الكتاب عقل الإنسان وتجربته وحصاد زرعه ولسان فضله وجواهر كلاماته، يقول الشاعر:
وأفضل ما اشتغلت به كتاب
جليل نفعه حلو المذاق
عودوا للكتاب واتركوا شبكة الإنترنت العنكبوتية بكل فروعها الاخطبوطية من «تويتر وفيسبوك وانستغرام و.. و.. و..». وأستشهد ببيت العنكبوت وتذكروا قوله تعالى: (كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) [العنكبوت: 41].
الكتاب قادم لأن منافسه فيه ضعف وهشاشة، وتذكر إن كنت ناويا أن تهدي عزيزا ورداً، فاهدِه كتاباً، لأنه باقٍ وفيه كل الفائدة، وايضا الأفضل لك ان تذخر مكتبتك بالكتب من ان تكنز محفظتك بالنقود، واعلم علم اليقين أن هناك العشرات لا يعون ما أقصد لأن الكتاب ذاكرة الزمن.