[email protected]
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة».
أما كتابنا المقدس القرآن الكريم فقال: (فأما اليتيم فلا تقهر ـ الضحى: 9).
حضرت في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية مساء الأربعاء الماضي 15 نوفمبر 2017 أمسية خيرية جميلة بعنوان: «رعاية الأيتام.. مستقبل نرسمه».
لقد توافد على مقر الاجتماع «كواكب من الكرام» الذين عملوا بحديث الصادق المصدوق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بالسبابة والوسطى وفرق بينهما قليلا».
كان هدفهم نصرة اليتيم في كل مكان خاصة ان الدعوة مذيلة بتوقيع أحد فرسان الكويت البررة في العمل الخيري الأخ صلاح أحمد الجارالله الأمين العام لاتحاد رعاية الايتام الذي مقره تركيا، ويهدف الى «رعاية الايتام» عبر شراكات كبرى مع المنظمات الخيرية لمستقبل واعد بإذن الله.
النوخذة عريف الحفل الاستاذ عبدالله الحيدر - بوعثمان - كالعادة كان متألقا في التقديم «بعفويته وكويتيته» وخبرته بإدارة العمل الخيري حيث كان من فرسان بيت الزكاة لسنين طويلة، وأتمنى له الخير والتوفيق بعد ان ترجل مؤخرا عن مقره الوظيفي وتقاعد وهو لا شك خبرة والمحظوظ الذي يسعد بكسبه وضمه إلى جانبه فهو يملك خبرة إعلامية وخيرية وإدارية واسعة.
لقد حلق بنا الزميل الشيخ صلاح الجارالله الى آفاق طيبة من استشراف المستقبل خاصة عندما قال «ليس الهدف من جمعكم المال» وأوضح لنا عبر ساعة من الزمن استراتيجية قادمة في قضايا الأيتام، وأنا أرى الخير كله فيما اخبرنا به فهذا هو العمل المؤسسي الذي ننشده، خاصة ان التنسيق يشمل المنظمات والجمعيات العربية والأوروبية لسد كل الثغرات التي من الممكن ان تحدث في العمل الإنساني، ومما لا شك فيه ان إعطاء الأيتام «أولوية» هذا ما نحن في اشد الحاجة اليه، خاصة بعد هذه الحروب الطاحنة وأكثر ضحاياها كما نعلم «الأيتام» أو الذين تحولوا الى أيتام بفقد الأسرة ودخول عالم الشتات والضياع!
قال الشاعر:
كل من أحيا يتيما ضائعا
حسبه من ربه أن يؤجرا
إنما يحمد عقبى أمره
من لأخراه بدنياه اشترى
ومضة: هكذا هي الكويت «ولادة» فها هو هذا الاتحاد التنسيقي العالمي يخرج من «رحم الكويت المعطاءة» بهدف تنسيق كل الجهود الإنسانية في حقل الأيتام.
وما أحوج الأيتام في ظل هذه المرحلة العصيبة من الحروب الإقليمية والدمار والكوارث الإنسانية الى من يقوم بدور «المايسترو» حتى يحظى المتضررون بالحد الأدنى من الرعاية الشاملة وفي مقدمتهم الأيتام.
قال الشاعر:
والله أوصى باليتيم ووصله
برا وأوصى بالفقير المعدم
هذان في الدنيا شريكانا بها
في مأكل في مشرب في مغنم
آخر الكلام: لقد أعجبني جدا ما قاله المدير الإقليمي التنفيذي في هذا الاتحاد الشامخ الأخ الأستاذ فادي اسكندراني عندما قال: «ان أروع صورة إنسانية شهدتها المجتمعات الإنسانية التي تسعى الى ما فيه مصلحة اليتيم وأسرته وجميع المحتاجين والمنكوبين على حد سواء». وقد احسن د.محمد العوضي الذي تناول قضية اليتم بمنظار فلسفة الاهتمام باليتيم من خلال الموسوعات.
زبدة الحچي: «شكرا كبيرة» للأخ الزميل بدر سعود السميط وجميع العاملين في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الذين رتبوا هذه الأمسية الخيرية، والتي اطلعنا فيها على ميثاق اتحاد رعاية الايتام والرؤية والرسالة والعضوية والشروط وايضا سياسة حماية الطفل اليتيم من خلال حقيبة ثرية تضم المطبوعات الخاصة بالاتحاد واصداراته وشفى الله العم يوسف جاسم الحجي والرجال الأخيار الذين بنوا صرح الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ورعوا الأيتام واحتياجات الأمة.
«شكرا كبيرة» من الكويت عاصمة العمل الإنساني بأميرها وشعبها الكريم الحاضنين للأيتام عبر مؤسساته وجمعياته الخيرية في كل العالم.. وبيض الله وجهك يا صلاح الجارالله وكوكبة العاملين معك في هذه الانطلاقة العالمية المؤسسية في كفالة اليتيم بأعلى المستويات المهنية والاحترافية وبتشكيل الشراكات لتعزيز التعاون وبناء القدرات وتبادل الخبرات والأفكار.. للجميع جزاكم الله خيرا.. ولبيك يا رسول الله، كلنا ننصر الأيتام.