[email protected]
شاب في مقتبل العمر قال لوالده: أُريد الزواج؟
فقال له والده: خير ما تفعل، من هي؟
أحضر الشاب الفتاة فإذا هي فلقة من قمر.. جميلة، جاذبة، حلوة، خضرة، الكل يتمناها!
فقال له والده: ارتاح يا بني، هي لي زوجة أُريدها!
صعق الابن من ردة فعل والده وأصر الوالد على رغبته، فقال الابن: ليس لي إلا المختار فذهبا اليه يحتكمان!
طلب المختار حضورها وعندما عاينها وشاهدها قال: استريح أنت ووالدك هي لي زوجة، انتهى الأمر!
انثول الاثنان! احتاري؟
الى من يحتكمون فذهبوا الى القاضي وقصوا قصتهم فإذا هو يطلبها وعندما «شافها» صرخ: هي ليست لأي واحد منكم هي «لي»، واذا حكم القاضي فمن تقاضي؟!
اجتمع الفرقاء وقالوا ليس لها من حل إلا عند الوالي فذهبوا اليه وطلب الفتاة وعندما «شاهدها» قال: الله اكبر، انها لي ليست لكم أبدا فصعق الجمع!
اجتمعوا وقرروا الذهاب الى الحاكم ليحسم الأمر فهو المرجعية الأخيرة في هذا الأمر الشائك!
دخلوا مجلسه وحكوا له الحكاية من البداية الى النهاية منتظرين قراره فاذا هو «يضغطهم جميعا» قائلا: ولا واحد فيكم يستاهلها هي لي!
ارتفعت الأصوات الاحتجاجية واذا بالفتاة تصرخ قائلة: ويحكم بس يكفي انا عندي الحل! اشرأبت الأعناق لها ولقولها فقالت واثقة: سأركض ومن يجري خلفي ويلحق بي انا من نصيبه!
بدأت تركض ووراءها الابن والاب والمختار والقاضي والوالي والحاكم وفي أقل من الثواني توقف الحاكم وتبعه الوالي والقاضي والمختار والأب، وظل الابن يركض لاهثا وراءها وأبطأت وقالت له: حنانيك بنفسك!
وكان قلبه يكاد يتوقف وأنفاسه لاهثة وسقط وهي على رأسه او تبعد قليلا ضاحكة قائلة: لن تلحقني أبدا أنا الدنيا!
ومضة: هذا لغز له هدف والذي يعرف «السر» يعي تماما ان ما قصدته هو أبعد من المقال وأكثر من معلومة فكم من لاهث بيننا يجري خلف هذه الدنيا الفانية وهو منصرف كليا عن الدار الآخرة!
قال الشاعر:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوما على آلة حدباء محمول
آخر الكلام: لا تغرنكم الدنيا، وقفوا معي في قراءة هذه الأبيات الشعرية الجميلة ذات المعنى والدلالة:
لا تأسفن على الدنيا وما فيها
فالموت لا شك يفنينا ويفنيها
واعمل لدارٍ غداً رضوان خازنها
الجار أحمد والرحمن بانيها
زبدة الحچي: يا ابن آدم لا تغرنك الدنيا وتذكر من غطي بالكفن ودسّ في التراب، فالزم القناعة وازرع في الدنيا تحصد في الآخرة قبل فواتها وزوالها، والعاقل الفطن من يعتبر بالدروس والعبر.
قلت هذه الخاطرة في مسجد وفاجأني «مصلّ ملقوف» بعد الصلاة «هي الفتاة اتزوجت مين»؟! فقلت: اتصل بشيخي خالد الخراز - أبوالحارث - وهو مأذون شرعي وسيعطيك الإجابة!
سيبقى هناك «قوم» مثل المسبهين! فهمهم قاصر لا يرقى إلى فهم الألغاز والحكم والموعظة! لا يفيد فيهم لغز ولا درس ولا توجيه... انتهى!
تذكروا فقط.. لا تغرنّكم!