[email protected]
ستبقى المرأة هي العالم الذي يشغل الرجال وهو عالم فيه الكثير من المؤثرات خاصة المشاعر، لأن المرأة كائن مصنوع من الجاذبية والسحر والجمال دون سائر الكائنات الأخرى!
إذن هي إما ان تكون مصدر قلق وشقاء للرجل أو العكس!
وللحريم اتصال بالعواطف، والمرأة تطيع قلبها لا عقلها في كل الاختيارات وهي السلاح النووي الموجه للرجل فإما ان تسعده أو تكون أحد أسباب المعاناة له.
المرأة دائما هي هدف الرجال، فإما ان يحبها ويكرمها ويحوز رضاها ويسمعها أحلى الكلام بعبارات التودد والاحترام والاعجاب وإما أنه يكون كارها لها يبغضها ويضربها بحماقته ولؤمه ويمطرها بعبارات طائشة من المسبة الرعناء!
المرأة ـ عزيزي القارئ ـ لها تاريخ في مختلف اللغات وهي كالزهرة الجميلة وكالماء للجسد والهواء للرئة والنور للعين!
وهي أيضا من الفتنة والكيد والغدر والشقاء الى آخر قائمة السلبيات!
كان العرب القدامى يرون أن جمال المرأة في 11 صفة هي: «الوجه، البشرة، الأنف، العينان، الفهم، اللسان، القد، الشمائل، المحاسن، الأطراف والشعر الطويل».
أما نصيحة العرب للراغب في الزواج فهي ان يبتعد عن ستة أنواع من الحريم هن: «الأنانة، الحنانة، المنانة، الحداقة، البراقة والشداقة».
صاحبي بوشميس يرى جمال النساء في 4 خصال: «جمال لا يراه إلا قلب الرجل، وجمال تراه العيون ولا تشعر به القلوب، وجمال ينقص ويزيد وفقا لزينة المرأة، ومن لا تتعطر ولا تقرب العطور»!
ومضة: في زمن المرأة ونجاح الحريم في اختراق الحصار الرجولي أذكركم بالمثل «ما بين حانة ومانة ضاعت لحانا» وأعرف حاليا ان نصير المرأة الاستاذ بدر بورسلي - سيغمى عليه من الضحك ـ يقول المثل:
تزوج رجل بامرأتين، احداهما اسمها «حانة» والثانية اسمها «مانة»، وكانت «حانة» صغيرة في السن عمرها لا يتجاوز العشرين، بخلاف «مانة» التي كان يزيد عمرها على الخمسين، والشيب لعب برأسها.
فكان كلما دخل الى حجرة «حانة» تنظر الى لحيته وتنزع منها شعرة بيضاء، وتقول: يصعب علي عندما أرى الشعر الشائب يلعب بهذه اللحية الجميلة، وأنت مازلت شابا.
فيذهب الرجل الى حجرة «مانة» فتمسك لحيته هي الأخرى، وتنزع منها الشعر الأسود وهي تقوله له: يكدرني ان ارى شعرا اسود بلحيتك، وأنت رجل كبير السن جليل القدر.
ودام حال الرجل على هذا المنوال الى ان نظر في المرآة يوما فرأى بها - لحيته - نقصا عظيما.. فمسكها بعنف وقال:
(بين «حانة» و«مانة» ضاعت لحانا). ومن وقتها.. صار مثلا.
آخر الكلام: في مجالس الرجال يتعجب الكثير من «رجل جيكر» متزوج من امرأة جميلة ولا يعلمون ان الجنة للشاكر وللصابر، كيف؟
تعالوا معي نقف على هذه القصة الجميلة لعل فيها العبرة المقصودة: دخل عمران بن حطاب يوما على امرأته، وكان قبيحا دميما قصيرا، وقد تزينت..
وكانت هي حسناء ذات قوام ممشوق..
فلم يتمالك نفسه.. فأدام النظر اليها..
فقالت له: ماذا بك..
فقال لها: لقد اصبحت والله جميلة جدا بعد ان تزينت؟
فقالت له: أبشر.. فاني وإياك في الجنة.
فقال لها: ومن اين علمت هذا؟
قالت له: لأنك أعطيت مثلي فشكرت.. وابتليت بمثلك فصبرت، والصابر والشاكر في الجنة.
زبدة الحچي: في تاريخنا هناك عشرات من النساء الشهيرات مثل: «أسماء ذات النطاقين - الثريا بنت علي - الخنساء - الخيزران - الرباب - زرقاء اليمامة - الزباء - سكينة بنت الحسين - سفانة بنت حاتم الطائي - أم الضحاك - صفية بنت عبدالمطلب - آسيا - بلقيس - الشيماء - حمالة الحطب - عبلة...» مئات الآلاف من النساء اللاتي وضعن اسماءهن في سفر الخلود.
وتبقى النصيحة: «المرأة» احذرها اذا أهنتها.
كانت امرأة تسوق اربعة حمير، واذا بشابين سائرين بجانبها فقالا: صبحك الله بالخير يا أم الحمير؟
فأجابتهما على الفور: صبحكم الله بالخير عيالي!
وهكذا تبقى قضية المرأة نسبية بين عالم الواقع والخيال وفريق الآراء الذي «مع» أو «ضد»، فالمرأة بين أنصارها وخصومها كوصف «شم الرياحين وشر الشياطين».. قال احدهم:
ان النساء رياحين خلقن لنا
وكلنا نشتهي شم الرياحين
فرد عليه آخر:
ان النساء شياطين خلقن لنا
نعوذ بالله من شر الشياطين
فهن أصل البليات التي ظهرت
بين البرية في الدنيا وفي الدين
وهكذا هي المرأة كما يريدها الرجل أو كما هي تريده لها.
تبقى القضية مفتوحة لا حصر لها في شمائل المرأة وعالم الحريم لتبقى المرأة بعد هذا كله، أما وأختا وزوجة وعمة وخالة وحبيبة.. عالم الحريم صعب حصره وصعب فهمه وصعب كتابته!