[email protected]
ارتبط بها وأعطته زهرة شبابها وملأت بيته سعادة وبنين وأغدقت عليه من صافي حبها وودها وشاركته آلامه وأفراحه وأحلامه واقتسمت معه الدينار وتنازلت عن كثير من حقوقها، بل صرفت عليه مما عندها من مال، ولما جاءت الشيخوخة رماها في غرفتها وادخل عليها وعلى أبنائها واحدة في عمر بناته ناسيا ومتناسيا ما قدمت من تضحيات..!
هذا هو الإجحاف الفظيع المليء بالقسوة والنكران والضرر والمهلكة، فقد أجحف بحقها أي ألحق بها ضررا بالغا ونقصا!
إنه الظلم بعينه، بعيدا عن الموضوعية والإنصاف في زمن الإجحاف!
عزيزي القارئ: تعال معي في مساحة اليوم نجول ونصول في (عالم الإجحاف) وهو من المصطلحات التي بدأت تظهر لابتعاد الناس عن (الدين) لأن الذي يخاف الله يعمل حسابه يوم الحساب، صرنا اليوم في مجتمعاتنا للأسف نمارس الإجحاف دون موضوعية! لدرجة أنك إن ابتسمت أو ضحكت فسروها تفسيرا غريبا مليئا بالحساسية والتساؤل: هو لمَ يضحك؟ هي لمَ تبتسم؟ ماذا خلف هذه الابتسامات؟
بصراحة «نحن» اليوم نعيش «زمن الإجحاف»!
وهو بصراحة موضوع شائك وفيه تساؤلات كثيرة وقوالب شخصية مؤذية!
دائما «الدين» يجعل الإنسان متوازنا عاطفيا ونفسيا وراضيا بقضاء الله وقدره ورزقه وكل ما يخص حياتنا ان شراً او خيراً!
كل هذا الجفاف العاطفي بأنواعه (الزوجي ـ الاجتماعي ـ العائلي ـ الوظيفي..) كله مرتبط بالعواطف والمشاعر وحجم الرضا في نفسك أو النفس الأمارة بالسوء والحسد وبالتالي البغض والحقد والإجحاف!!
يرتبط مسمى الإجحاف دائما بما هو سيئ خذ مثلا:
٭ أصابه الجحاف: وهو مشي البطن من ثقل الطعام في حين أن أفريقيا تشهد مجاعة العصر!
٭ جحفه بالسيف: أي ضربه به ما يمارسه «داعش» بسكاكينها!
٭ جحف: أي جار وظلم، كما حصل للشعب السوري الشقيق!
واليمن على أيدي الحوثيين قاتلهم الله!
أعتقد وضحت الصورة عند قارئي الكريم بخصوص الإجحاف!
ومضة: أنا أنبه الآباء والأمهات الى الإجحاف العاطفي عند المراهقين وهو بالفعل فجوة يشعر بها المراهق ما لم يجد حنانا ومشاعر واهتماما وقيمة بالمقابل ولهذا أسباب كثيرة منها ضعف الروابط الأسرية وكثرة الفراغ والتأثر بالإعلام الفاسد الذي يشيع ثقافة (الإجحاف) مثل التمثيليات الهابطة التي تؤصل للأسف الإجحاف وتروجه!
التأثر بالأصدقاء، وكما نعلم ان «الصاحب ساحب»!
عدم وجود القدوة في حياته خاصة ان كان الأب والأم «رايحين فيها»!
عليكم بالدعاء لعيالكم فدعوة الأم والأب ضرورية وحرصوا (العيال) على الصحبة الطيبة الخيرة واشغلوا أوقاتكم بالمفيد من الأعمال والابتعاد عن اللهو الفاسد.
انه باختصار غمط الحق والغبن بعينه ونكران الجميل!
آخر الكلام: انت أيها المسؤول هنا وهناك تذكر الله عز وجل وأنت تمارس «سطوتك» على موظفيك ومن هم يعملون تحت إمرتك فلا تمارس الإجحاف!
لا تنسب عملا ليس لك باسمك وتضيع حقوق الآخرين بأنانيتك!!
إن على الوزراء والنواب وكل أصحاب الوظائف القيادية أن يتقوا الله عز وجل في رعاياهم، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته!
نريد أن ننشر بموضوعية «قضية الإجحاف» وأن نجعل البديل هو الثقافة التي نحملها من أجل تغيير هذا الواقع بمرادف لذيذ وحلو وشهي ضد هذه المفردة القبيحة «الإجحاف»!!
زبدة الحچي: قال تعالى: {ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} سورة الحج 32.
مطلوب من كل إنسان في هذا الكون ألا يمارس الإجحاف وأن يتقي الله عز وجل في كل الناس الذين يتعامل معهم، وعليه أنا أعتذر لكل إنسان بدر مني تجاهه من غير قصد (إجحاف)!
احذروا هدر الكرامات وتجاوزوا عن اللئيم والفاجر والأحمق، واتركوهم للخالق!
وتمثلوا دائما بقول الشاعر المتنبي:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل
والنصيحة ألا تحقرن معروفا أبدا وارفعوا شعار تطييب الخواطر وعدم نكران الجميل والتمسك بالموضوعية لأنها ضد الإجحاف!
إن الله يأمر بالعدل والإحسان ولكل إنسان محسن نبيل غير مجحف منزلة عالية في الدنيا والآخرة وقالها الأديب حافظ إبراهيم:
أقرضوا الله يضاعف أجركم
إن خير الأجر أجر مدَّخر
زينوا حياتكم بالموضوعية وابتعدوا عن الإجحاف لأنه مهلكة، فاعصم نفسك عن هذا السوء الخطير في زمن اذا أنت مومعاي أنت ضدي،
وهذا قمة الاحجاف!!