[email protected]
صلينا الفجر وإذا البروفيسور بو شميس ينزل ويفصل على أحد الاخوة العرب قائلا: أنت هيه.. بلاع البيزة؟
طبعا الذين يصلون في الصف الأول قلة من العرب والبقية بنغال وهنود وباكستانيون (جنسيات مختلفة) اللهم إلا كم مصري ولبناني وخليجي ويمني يعدون على الأصابع!
بلاع البيزة.. قول يطلقه أهل الكويت على المرتشي والطماع والجمبازي والمحتال!
على العموم هذا القول يشرحه العم صالح العجيري - الله يطوّل في عمره - قائلا: بلاع البيزة كان موجودا في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي. شاهدته في صغري وتعاملت معه وهو عبارة عن رأس إنسان (تمثال) يضع الطفل ما أعطي له في العيد (العيدية) وقدرها بيزة واحدة يعادلها الآن الفلس في فم التمثال، فيخرج شرر من عينيه فيضحك الطفل من هذا المنظر الغريب الذي يشاهده، وما إن يهدأ فإنه يسأل صاحب التمثال: أين بيزتي؟ فيجيبه: خلاص لقد بلعها بلاع البيزة. في هذا الزمان شاهدت نموذجا من «بلاع البيزة» إلا أنه بسيط غير معقد ولا يدعو الى الاستغراب كثيرا كبلاع البيزة في الماضي.
الكويتيون شعب ذكي ألمعي متوقد الفكر عبر الزمن حولوا هذه العبارة الى كم من الشخوص في البرلمان وأسموهم بـ «بلاعين البيزة»!
سيظل هذا (اللفظ الغريب) يطلقه شعبي على كل من تسوّل له نفسه الاعتداء على المال العام واستباحته من عبدة الدينار!
تبقى بلدي الكويت ولا أنكر أن هناك فسادا هنا وهناك لكنها أفضل من غيرها، لأن لدينا مؤسسات رقابية حكومية وشعبية، وهذا كله مدعاة للفخر لوجود الرقابة الشعبية تحقيقا لقول الله تعالى: (وقفوهم انهم مسؤولون)!
٭ ومضة: «بلاعو البيزة» اليوم نوع جديد لهم ثوب آخر غير ما ذكرت، فهم يستغلون حاجة الناس الى الاقتراض والمال وأصبحوا يتلاعبون بكل ما لديهم من خبرة للتحايل على القوانين لترويج (تجارة القروض) الجديدة مقابل عمولات!
لقد قيل: مصائب قوم عند قوم فوائد.. وقوانين قوم عند قوم أيضا فوائد!
بلاعو البيزة الجدد يستغلون حاجة الناس الى المال والاقتراض فيغرقونهم في الاقتراض والأقساط!
٭ آخر الكلام: سيظل هناك (بلاعو بيزة) عبر كل زمان ومكان وفي كل مسارات الحياة والوظائف يضغطون لتحقيق مآربهم، وندعو الله عز وجل أن يحفظنا ووطننا من مكائدهم ومؤامراتهم وكذبهم وافتراءاتهم إنهم باختصار شياطين الانس للأسف!
٭ زبدة الحچي: (بلاع البيزة) لعبة كويتية قديمة طولها 12 سم وعرضها 7 سم وهي مجسم لـ (زنجي) مصنوع من الصفيح له فم واسع مفتوح ويد ممدودة، ويوجد في أسفله حصالة نقود ويظهر بلاع البيزة في أيام القرقيعان والأعياد ويتجوّل صاحبه في الساحات والبرايح، وما ان يشاهده الأطفال حتى يهرولوا اليه ويضعوا (بيزاتهم) فلوسهم التي حصلوا عليها من الأهل والأقارب والمعارف، وعندما يضع الواحد منهم (بيزته) في راحة يد المجسم فإن صاحبه الذي يحركه يحرك قطعة حديد مثبتة في الظهر فيحرك المجسم يده إلى فمه ويبتلع البيزة ويقلب عينيه وتنزل البيزة إلى الحصالة مباشرة التي توجد أسفل المجسم، فيفرح الطفل بهذا المنظر الغريب في وقته وعصره وعندما يسأل: وين بيزتي؟- أي فلوسي- يقول له: أكلها بلاع البيزة!
تبقى الحقيقة راح عصر كامل بناسه وأهله ومعهم بلاع البيزة!
اليوم بيننا ناس حقيقيون.. دم ولحم ولقبهم عن جدارة بلاعو البيزة.. احذروهم!
وشكرا كبيرة للعم صالح العجيري الذي وثّق لعبة بلاع البيزة، والشكر والدعاء والثناء لأخينا حمد السعيدان، طيب الله ثراه ومثواه، الذي ضمَّن الموسوعة الكويتية هذه اللعبة التي تحولت اليوم الى (شخوص حقيقية) في الحياة وجوههم (متچب) لا يستحيون ولا ينتخون!
والشكر موصول بعد حق بوشميس الذي صرخ في بلاع البيزة وما عرفناه للحين!