[email protected]
فاجأتني «قارئة» بطلب غريب هو أن أكتب عن الدمعة!
لم يخطر في بالي ان أجد قارئا عزيزا كريما يطلب مني ان أكتب عن الدمعة!
واضح ان هناك معاناة من امر ما سبيله ومحصلته الدمعة!
يمكن ايضا شهر المحرم يساعد على هيجان الدموع!
ما اعرفه سأكتبه، فالدمعة احيانا فرح ومرات كثيرة حسرة وألم!
مرة حزينة باكية وأخرى شاكرة ناطقة تقطر فرحا!
في حياتي تعلمت ان «الدمعة رهينة» الموقف والتجربة، كنت في شبابي صلبا أخوض الحروب، وبالفعل كنت في افغانستان واريتريا والبوسنة والهرسك ومورو وكشمير وكوسوفا والروهينغا، قمت بواجبي المهني، ونقلت عبر تقارير كثيرة بعضها تحول الى كتب ما اراه كصحافي عربي مسلم يؤدي واجبه ولم تسقط مني دمعة أبدا!
اليوم، اختلف الحال والوضع، ارى الدمع ناقوسا صامت الحركة تحركه يد الحزن وصوت الألم ووقع الصورة!
لقد صدق الشاعر المتنبي حينما قال:
اذا اشتبكت دموع في خدود
تبين من بكى ممن تباكى
لهذا ربما قالوا: دمع الحبيبة من معلتها، ودموع الوالدة من قلبها، ودموع الأب من دماغه!
أحيانا أضحك وأراه صادقا «اخونا» سقراط حين قال: تستطيع الشمس ان تخفف مياه المحيط ولكنها ابدا لن تخفف دموع المرأة المكلومة المتعبة!
البروفيسور بوشميس له قول عجيب يقول: الريال ما يبچي إلا مرة واحدة لكن تكون دم!
٭ ومضة: في الحياة بكاءون ولطامون وشاقو جيوب وشاقات وكل هذا مصحوب بالدمع الغزير لكنه ليس على الدوام صادقا، فمثلا لغة الدموع في الحروب كاذبة!
هناك في الحياة «أفلام» وتمثيليات مزورة تسقط فيها الدمعة لكنها غير مؤثرة أبدا لأنها مصطنعة والعكس صحيح، هناك دمعة يتيم او شريد حرب تخلع القلب من مكانه لأنها صادقة معبرة!
إذن، هناك صادقون وآخرون محترفون!
رحلة الدموع بين البشر رحلة طويلة لها محطات وأسباب ومسببات، هناك من يذرفها تلقائيا وآخر «يغرق» الدمع اصطناعا للأسف!
٭ آخر الكلام: انظروا لدموع الشعب الفلسطيني والسوري والليبي والاريتري، أليست دموعا صادقة متعبة؟!
انظروا الى دمعة الطفل اليمني امام الجبروت الحوثي قاتلهم الله وأخزاهم وهزمهم!
٭ زبدة الحچي: من المعروف ان شريحة النساء هي الاكثر سيلانا للدموع وذرفها احيانا حتى دون اسباب، لهذا سميت بـ «دموع التماسيح»!
الرجال على العكس لديهم زيادة في هرمون «التستستيرون» الذي يعيق البكاء والدمع والنساء لديهن مخزون طيب من هرمون «البرولاكتين» الذي يحفز انتاج الدموع، ولهذا يتحول كل امر في نظر المرأة الى «فيلم هندي»، وهذا ليس له علاقة بالغدة الدمعية، انه البكاء العاطفي المرتبط بهذه الهرمونات التي ذكرتها.
المرأة في الحياة سلاحها «دمعها»!
والرجل سلاحه «التعصيبة»!
غير ان الدموع «مجانية» للاثنين!
في الحياة هناك دمعة عزيزة!
وأخرى «ماسخة»!
اما «المالحة» فهي دمعة حزن وألم تراها في عيون عجوز او شيبة او أم وأب مفجوعين بفقد ضنى غادر دون وداع بأمر من الله استرد فيه أمانته!
الدموع الساخنة كثيرة وهي ايضا ظاهرة صحية، لكن السؤال: لمَ نبكي؟
انا أتصور ان «الدمعة» تطورت مع الإنسان، فهي نظام اشارة (انا في حاجة للمساعدة)!
باختصار: الدمعة وجدت من أجل إشعار الغير بوجود مشكلة!
يقول الأطباء ان الدمعة لها تأثيرها في صحة الانسان، اي لها وظيفة «فسيولوجية»!
ويذكر الطب الحديث ان الدموع تتكون من 3 طبقات رئيسية: الاولى مخاطية، والثانية مائية، والثالثة دهنية (وأتصور هذه للشعب الهندي البكاء!).
زبدة حچينا ان الدمعة من النعم الإلهية التي وهبها المولى عز وجل للإنسان، وتذكر ان بكيت ولا تدري شالقصة فاعرف انك تعبت من كل شيء في حياتك!
وتبقى الحياة مزيجا من الدموع والابتسامات ولا احد يستحق دموعك المذروفة الا من يستحقها!
عزيزي القارئ: اذا كانت لديك دموع فتهيأ لذرفها فهي دليل «محبة» لكنها أبدا لن تكون العلاج!
أتمنى ان تكون الرسالة قد وصلت.. وبانتظار تعليقاتكم.. لا دمعاتكم الغالية!