[email protected]
كان يحمل نفسا لوامة، عاملة بارقة بما تقتضيه السُّنة بعدم الغفلة عن المحاسبة والمراقبة، لم يبع ذمته بثمن بخس يوما، لأنه كان يقول لها إننا في دار سريعة الزوال! وعلى العاشق أن يتهيأ دائما للقاء معشوقته.. الجنة!
لهذا كان ذا عين مبصرة تعمل دائما لضمان أول منازل النفس المطمئنة في طريق سفرها إلى الله والدار الآخرة.
بالأمس عقب صلاة الفجر فتحت الواتساب وإذا بأخي عبدالله الحيدر (بوعثمان) يرثي صاحبنا وأخانا المحامي الفذ الشيخ عبدالله الشيباني - رحمه الله - صاحب النفس اللوامة، المتواضعة التي تعمل حساب (الميزان) في الدنيا لتكسب الآخرة إن شاء الله.
عندما قرأت خبر وفاته وترحمت عليه تذكرت تغريداته الأخيرة، كان يتكلم عن صفات المؤمنين، وكيفية التعامل، وأن الدنيا فانية، وأيضا الدنيا جميلة لكنها تحتاج إلى قلب يتذكّر ومخلص لا يتغير!
كان رقيقا تؤثر به الصورة خاصة العمال والمكروبين وضحايا الحروب!
عقب التحرير زرته في مكتبه في شارع فهد السالم وأخذت منه النصح في قضية ومن يومها عرفت دينه وخلقه وربطتني به علاقة أخوة وصداقة.
عُرف عن المرحوم بإذن الله أخينا المحامي عبدالله الشيباني- أبي عبدالرحمن- حبه الشديد للمدينة المنورة وهو من أوائل الخريجين في جامعتها وعقب التخرج كانت له دروس متخصصة في منطقتي مشرف وبيان وأيضا الرميثية تختص بالمذهب الحنبلي.
عُرف عن أبي عبدالرحمن الشيباني - رحمة الله عليه - حبه الشديد للتدخل في قضايا (إصلاح ذات البين) ولعل هذا ما جعله يتفوق في كسب قضاياه بعد أن تفرغ للمحاماة ونجح فيها.
كان نشيطا ومتعدد المواهب وأتذكره عندما كنت مديرا للإعلام في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية يزورنا كي يُسلّم على العم يوسف جاسم الحجي - أمد الله في عمره في صحة وعافية يا رب - ثم يمر عليَّ في إدارة الإعلام ونتحدث عن قضايا كثيرة تشغله، وكان يومها يعمل مدير المكتب الشرعي لبيت الزكاة قبل أن يتفرغ لمهنة المحاماة.
ما يعجبني في الشيخ عبدالله الشيباني أنه جنّد نفسه للدفاع عن الدعوة في الكويت والعمل الخيري الإنساني، ويتسم بأسلوب قائم على البراهين والحجج ويواجه خصومه بحكمته المعهودة وابتسامته التي لا تفارق محياه وكان (محامينا) يختار عباراته دائما بميزان العدل والإنصاف مع الخصوم.
٭ ومضة: لله ما أعطى، ولله ما أخذ بعد أن استرد أمانته في عبده المحامي عبدالله أحمد علي الشيباني، الذي لا نُزكيه على الله، وإنما نكتب ما عايشناه معه من مواقف ومشاعر.
٭ آخر الكلام: من راقب وسائل الإعلام (الميديا)، التواصل الاجتماعي بكل فئاتها وجد أنها ضجت بذكر مناقب هذا الفقيد المفتقد!
٭ زبدة الحچي: الذي يعرف أبا عبدالرحمن يعي تماما أنه أمام رجل يعرف مرتكزات (خطاب المحاماة) في المهنية والتطبيق.
كان له أسلوب مميز في استقبال (قاصديه) ولم يبخل على أحد بنصيحة أو جهد.
اللهم ارحم واغفر لأخينا المحامي عبدالله الشيباني، وأوسع مدخله وأكرم نزله واجعل قبره روضة من رياض الجنة، ومنزلته الفردوس الأعلى من الجنة.
أنا أذكر له أفضالا كثيرة منها (النصح) في التعامل مع القضايا وتعجبني، كما أعجب الكثير من خلقه، رؤيته الثاقبة للأمور في ضوء خبرته في النظر والتأمل والتقويم.
كل العزاء لأسرته ومحبيه وأصدقائه وطلبته وإخوانه الزملاء في قطاع المحامين، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).. ادعوا له الله سبحانه وتعالى يجزاكم (عنا) كل خير.. وتسقط دمعات.. أبا عبدالرحمن إلى جنات عدن إن شاء الله، فلقد كنت دائما مبشرا بالخير وعاملا بالقسط في الميزان.. رحمك الله فلقد عمل ليوم معاده.