[email protected]
بعضكم سيقول: الله عز وجل أو الدعاء وهذا صحيح، لكن الموضوع أكبر وأشمل وأعم.
وأنت في هذه الحياة، فكرت يوماً، ما الذي يدفع البلاء عنك وعمن تحب؟
لقد رأيت أكثر من مرة كيف أن «حادثا» ما أصابك لولا لطف الله بك!
وكم مرة نجوت من مهلكة لولا رحمة ربك لكنت من انتقل الى الدار الآخرة!
أهلنا في الكويت القدامى كانوا يقولون: حلوة إذا الله دفعها!
ويقصدون هنا بـ «دفعها»: سترها معهم وتعدتهم المصيبة النازلة!
إذن، ونحن اليوم «صوام» اليوم العاشر من محرم الحرام، نذكر بأهمية صنائع المعروف.. فماذا تعرف عن هذا الأمر؟
المعروف.. هو فعل الخير كله للعباد، سواء كان هذا الخير مالا كالصدقة والاطعام وسقاية الماء وسداد الديون وحتى الإصلاح بين «المتشاجرين» والشفعة لطالبها ومحتاجها هنا وهناك، وبذل الجهد والجاه، وايضا «علما» او سائر المصالح التي يحتاج إليها الناس في الفرح والعزاء وعيادة المرضى وصلة الأرحام وحسن الجوار ونصرة المجاهدين في سبيل الله.
إذن «صنائع المعروف» هي جملة أفعال الخير التي أمرنا الله عز وجل أن نقوم بها ولكل إنسان ايضا خبيئة لا يعلمها الا الله وحده وصاحبها!
والمعروف الذي اقصده شامل، وهو ما أمرنا الله به وندب اليه من أعمال البر والخير والتطوع.
قال عز من قائل: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) ـ الحج: 77.
عزيزي القارئ الكريم: ليكن شعارك الجديد الآية الكريمة (لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس) ـ النساء: 114.
٭ ومضة: بلدي الكويت أميرا وحكومة وشعبا هي «خير» البلدان في عمل «صنائع المعروف» لأنها وعت هذا منذ أيام الضنك بأن «صنائع المعروف تقي مصارع السوء»، ولهذا عبر التاريخ «حفظ» الله الكويت من كل «المدلهمات الصعاب» بما فيها الاحتلال العراقي الغاشم في 1990!
صنائع المعروف:
٭ تطفئ غضب الرب.
٭ تقي مصارع السوء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وان من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه».
٭ آخر الكلام: نتذكر فعل الأنبياء ونتعظ من قراءة سيرهم، فهم أسرع الناس الى طاعة الله، فهم الذين قضوا حياتهم في دعوة الناس وهدايتهم الى خيرهم، إذ حياتهم كلها بذل وتضحية ومعروف.
٭ زبدة الحچي: كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرع الناس الى صناعة المعروف وبذله ونشره بين الناس وهم «قدوة» لنا في هذه الحياة نطبق أخلاقهم.
وها هو عمر بن الخطاب (الفاروق) يتحسس أخبار المسلمين، فوجد أرملة وأيتاما عندها يبكون (يتضاغون) من الجوع، فلم يلبث ان غدا الى بيت مال المسلمين فحمل لهم الطعام على ظهره وانطلق فأنضج لهم طعامهم، فما زال بهم حتى اكلوا وضحكوا، من يفعلها غير عمر رضي الله عنه... من؟
أيها القراء الكرام.. لست بمعلمكم «صنائع المعروف» فأنتم والله أحسن مني لكنني أذكر في هذا اليوم الفضيل بأهمية وآداب صناعة المعروف وأولها الإخلاص لله في هذه الأعمال المباركة والتواضع والذوق والتعاون.. ربي تقبل من الجميع ويدفع البلاء عنكم إن شاء الله.