[email protected]
اليوم آخذكم في جولة مع «مثقف سينمائي» وناقد فني كبير يستحق منا أن نلتفت الانتباه الى دوره التوعوي منذ السبعينيات مرورا بالثمانينيات والتسعينيات ودخول الألفية الثالثة وهو يقوم بدوره وواجباته وعطائه بلا حدود.
هذا الرجل «المثقف سينمائيا» استقر عندنا وقدم زهرة شبابه عندنا بصمت العاملين المجدين بلا منّة وتفاخر وحب ظهور، وإنما لاذ بالوفاء والانتماء وأنجز جيلا يحب «السينما المحترمة»!
لسنا في الكويت بحاجة الى أن نستذكر أصحاب الفضل إلا بعد «موتهم» فكم كان جميلا يوم عملنا مسرح الفنان الكبير حسين عبدالرضا (بوعدنان) في حياته، وهذا هو «التكريم الأصيل».
لست والله مع التكريم بعد «فوات الأوان» بل الاحتفاء والاحتفال والتكريم في «حياة الشخص المكرَّم» أفضل وأحسن، لأن هذا يبعث روح الإبداع في أهل العطاء لمن قدموا جل جهدهم وتعبهم وفكرهم، ويعطيهم الدافع للاستمرار والبقاء والإنجاز!
اليوم سنجول ونطوف في «محطات شخصية» أحبها أهل الكويت، هو الأستاذ الفاروق عبدالعزيز الذي هو علم ورمز للنقد السينمائي والأفلام الوثائقية والتي تميزت بها أعماله منذ عام 1967 ولايزال يعطي ولم يتراجع عن إنجازاته رغم تقدمه في العمر.
لقد استمتع «جيل كامل» مخضرم بجهود هذا «الرجل الوفي» للكويت منذ أن «عين» مديرا مؤسسا لنادي الكويت للسينما، وكلنا نتذكر برنامجه «نادي السينما» والذي كان يعرض كل أربعاء منذ عام 1979 وهذا البرنامج ربى جيلا مثقفا بالسينما!
أتذكّر أنني حضرت له عرض الفيلم الوثائقي «كيف صنع عمر المختار؟» في عام 1981 باللغة العربية والإنجليزية.
أنتج وأخرج 6 أفلام، منها: «المقاومة تصنع أبطالها» و«حقول النار» و«درب الآلام» و«هذا وطني»!
أنا ككويتي لا أنسى أبدا جهوده بعد التحرير مع المحطات الإنجليزية والأميركية لإنتاج قصص من الكويت مثل «أبناء السندباد» وهو فيلم يوضح المساهمات الكويتية في الملاحة والتجارة في المحيط الهندي وبحر العرب في ثلاثينيات القرن العشرين، وأيضا جهوده الكبيرة في التحكيم في المسابقة الدولية لجائزة الشهيد البطل الشيخ فهد الأحمد - طيب الله ثراه ومثواه - للعمل الخيري لما تحمله من رسالة خير للإنسانية، وأيضا إنتاجه فيلما عن النوخذة علي النجدي رحمه الله.
كثير منا أخذ أطفاله إلى المركز العلمي بالسالمية ليشاهد فيلم الإشارات العلمية في القرآن، وأيضا إنتاج فيلم «الحبك» النسيج الكوني للعمارة الكونية العظمى ومكوناتها.
لقد عمل بجهد وتعب مخلص لإنتاج أفلام تخص الإشارات العلمية في القرآن الكريم مثل «أصوات الإعجاز» و«سابحة في فلكها» وكل هذا استعراض لمفاهيم متعلقة بكوكب الأرض بليله ونهاره في كون مفتوح.. تاريخه مليء بالإنجازات باسم الكويت التي لها أنتمي وحدد مساره وآن الأوان لتكريمه!
ومضة: أكيد أصحاب الفن والسينما أقدر مني على عرض تاريخه لكنني كمواطن مثقف وأتابع كل المجالات والفنون أراه يستحق «التكريم» عن جدارة لأنه اجتهد في نشر ثقافة السينما الجيدة المفيدة، وكان مستشارا في أكثر من جهة حكومية ومنها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية منذ (2004 - 2018) وأيضا كان مستشارا إعلاميا في مكتب الانماء الاجتماعي بالديوان الأميري ومكتب الشهيد.
آخر الكلام: د.الفاروق عبدالعزيز.. أحييك كمواطن كويتي شاهد ورأى عن قرب ومتابعة ما قمت به أنت ومن حولك، ولعل تكريمك اليوم هو تكريم لهم جميعا في بلد الخير والعطاء الكويت.
زبدة الحچي: تكريم الوافدين الذين خدموا بلدنا الكويت «حق أخلاقي» من شأنه أن يعيد «سيرة الكويت الذهبية» في التكريم والوفاء حتى تقتدي «الأجيال الحالية» بأهمية هذا التكريم.
بقي أن تكرّم الكويت أستاذنا الفاروق عبدالعزيز - عرفانا وتقديرا، وهذا ليس بالمستغرب على الكويت وأهلها.. إنها بلد «القائد الإنساني» وعاصمة «العمل الإنساني» الخيري.. بلسان جيلي المخضرم نقول للأستاذ الفاروق عبدالعزيز.. ما قصرت أستاذنا!