[email protected]
طاعة الناس لك تستلزم أن تفكر بعقولهم!
يحكى في الأثر أن أحد الملوك منع النساء لبس الذهب والزينة والحلي والأساور!
فكانت ردة فعل النساء كبيرة على اعتبار أنهن «ظاهرة صوتية»!
فبدأن بالامتناع عن الطاعة وإظهار التذمر والسخط والاحتجاج!
ولو أن عندهن تويتر وانستغرام وفيسبوك لهاجمنه!
ثم بالغن في لبس الزينة من ذهب وفضة واكسسوارات!
زعل الملك لعدم سماع توجيهاته واضطرب واحتار!
أمر بدعوة مستشاريه ثم بدأ «العصف الذهني» وهو يسمع، واقترح احدهم «التراجع عن القرار» للمصلحة العامة!
وقال آخر: لا.. التراجع مؤشر ضعف وخوف ويجب ان نظهر قوتنا.. وانقسموا بين مؤيدين ومعارضين (حالهم حال المستشارين) في كل زمان ومكان خاصة اذا غابت البطانة الصالحة!
واللي ما عنده كبير يشتري له كبير، كما يقولون!
والحياة تتطلب اليوم أن يسمع لكل الآراء، فالرأي الواحد مهلكة!
طلب الملك إحضار «حكيم المدينة» وطرحوا عليه المشكلة!
أطرق في التفكير ثم قال: أيها الملك لن يطيعك الناس اذا كنت تفكر فيما تريد أنت.. لا فيما يريدون هم!
فقال له الملك: وما العمل أيها الحكيم؟ إذن أتراجع!
قال الحكيم: لا.. لكن أصدر قرارا إلحاقا بالأول بمنع لبس الذهب والحلي والزينة للجميلات لعدم حاجتهن للتجمل!
واستثناء القبيحات وكبيرات السن في لبس الزينة والذهب لحاجتهن لستر قبحهن ودمامة وجوههن نسبة إلى «الجياكر»!
إذن هنا اجتمع 3، حكيم وصاحب قرار وتوقيت مناسب وكل هؤلاء اعشار الحكمة!
صدر القرار الملكي وما هي الا سويعات حتى «خلعت» النساء الذهب والفضة والحلي والاكسسوارات وأخذت تنظر كل واحدة في المرآة، تناظر نفسها وتقول في نفسها «نعم أنا جميلة من غير ذهب»!
ما حاجتي للذهب.. هذا للقبيحات!
هنا أحضر الملك مستشاره «الحكيم الفطن» قائلا: أحسنت صنعا ورأيا، فما تفسيرك لما حصل؟
قال حكيم زمانه: لقد اطاعك الناس عندما فكرت بعقولهم وأدركت اهتماماتهم من نوافذ شعورهم!
ومضة: في المناسبات الكبرى والقرارات الحاسمة نحتاج الى فن صياغة الكلمات والمفردات والعبارات وما وراءها، انها قاعدة ذهبية تبدأ من رغبتنا في دعوة الناس إلى ما نريد من خلال ربط «المطلوب» منهم بالمرغوب لهم، ومراعاة «المفروض» عندهم قبل طرح المفروض عليهم!
بمعنى ان يشعر «المتلقي» اي «الشعب» بمدى الفائدة الشخصية التي سيجنيها من خلال اتباع المطلوب أو الامتناع عنه!
النصيحة: الأسلوب هو سبيلك الى قلب وفكر محدثك مهما علا منصبه!
آخر الكلام: لا شيء يخترق القلوب
٭ كلطف العبارة..
٭ وبذل الابتسامة..
٭ ولين الخطاب..
٭ وسلامة المقصد..
٭ في هذا الزمن سلامة «الميديا» من أمراضها وخزعبلاتها وعدم مصداقيتها!
زبدة الحچي: الاستبداد بالرأي مذلة إنسانية ومهانة لابن آدم، ظاهره قوة وباطنه ضعف، وما أحرانا جميعا أن نقرب المخلصين ونحارب الفاسدين، ولتكن النصيحة اولا وسيلتنا مع لين الجانب وقوة الرأي والحجة!
قال تعالى: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)!
اذن الكلمة صدقة لا تبخل بها.. نقصد الكلمة الطيبة فقط!
أيها القراء: الصندوق المليء بالجواهر لا يتسع للحصى والقلب الممتلئ بالحكمة لا يتسع للصغائر!
أسعد الله يومكم، نهاركم، ومساءكم، وحفظ الله الكويت.. في أمان الله.