[email protected]
العنوان ليس المقصود به «المعلمة الأبلة»!
على مدى 3 ساعات استطاع د.يعقوب أحمد الشراح، رحمه الله، أن يشدني لقراءة مؤلفه كتاب «كيف تموت المدرسة؟» الذي اصدره المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية في سلسلة المناهج الطبية العربية.
لا عجب أن يكتب د.يعقوب الشراح مثل هذا الكتاب وهو، رحمه الله، قضى عمره في المدارس والمناهج والتعليم لأكثر من عقد وعاصر التحولات والتغييرات في مدخلات التعليم وانظمته واتجاهاته وتحدياته.
نعم.. المدرسة في الكويت منذ فجر الاستقلال وما بعد التحرير شهدت طفرات وتجارب دون «دراسات تقويمية تقييمية»!
وتغير سلم التعليم في ظل عالم يتحول الى العولمة متواكبا مع ضعف التعليم العام والخاص «رغم التفاوت» بينهما!
التعليم أساس كل تنمية، وأعطني تعليما متكاملا أعطك مخرجات ترفعك في مصاف الدول التي حقق لها التعليم القفزة بل الطفرة كما في الدول المتقدمة.
الجميل في هذا الإصدار أن أستاذنا د.يعقوب الشراح استطاع أن يضع لنا العوامل المؤدية إلى فشل وموت المدرسة.
لهذا هو دعا بكل صراحة القادة المهتمين بالتعليم الى اهمية ضبط مسار المدرسة ومعالجة الاختلالات، وليس الاكتفاء بترديد الحديث عن المشكلات وانما طرح المبادرات الجادة من أجل اصلاح التعليم!
ان مواطن الخلل في النظام التربوي قد تكون على المستويات التخطيطية أو التنفيذية او الاثنتين معا.
في السابق كان المجتمع واعيا وحريصا على تقويم الاعوجاج، لكن اليوم الحال التعليمي تردى في خضم هذا الكم من التجارب في اطار الاستراتيجيات والخطط والتجديد دون الوقوف عند الخلل في وظيفة «المدرسة».
لم تواكب المدرسة بكل صراحة عالم التطور القافز والتحولات العظيمة التي حدثت في كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية خاصة في عالم اليوم «المعلومات»!
المدرسة اليوم بكل صراحة عاجزة عن اللحاق بعالم «الميديا» والتواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت وغيرها من الوسائل المعينة العصرية دون قيود أو حواجز في عالم تحول الى «قرية كونية» تنتقل فيه المعلومات في ثوان من مكان الى آخر دون قيود أو حواجز!
اليوم علينا ان نحيي مفهوم «التفكير» هذا الذي يربي وينشئ لنا العبقريات مادة وهدفا، وهذا يستلزم تغيير المناهج وأساليب التدريس في المدرسة!
الإصلاح التربوي مطلوب وعلينا ازالة كل العوائق من أجل جودة التعليم.
ان مستقبل التعليم مرهون بالقادة والمخططين والباحثين والمعلمين، وأرى ضرورة اعطاء جمعية المعلمين «دورا مشتركا» في هذه اللجان التي تتشكل من أجل تطوير المدرسة ومناهجها.
ومضة: استطاع د.يعقوب الشراح، رحمه الله، ان يعطينا جلّ خبرته في كيفية موت المدرسة!
وعلى الاخوة القائمين على وزارة التربية ان ينتبهوا الى اهمية هذا «الكتاب القيم» وأيضا جمعية المعلمين.
آخر الكلام: شكرا د.يعقوب الشراح.. وأنت يا أستاذنا في قبرك على هذا الاصدار الجميل الذي يقع في 254 صفحة تناول فيها العملية التعليمية والايديولوجيات والتغيير والمعرفة والتفكير ومؤشرات التعليم ومشكلة المفاهيم والمحتوى الدراسي والمنهج التعليمي وطريقة التدريس والمنهج والمجتمع، والعوامل المؤثرة في المنهج وتجويد التعليم والضمان والاعتماد الاكاديمي والكمبيوتر والتعليم، وخصخصة التعليم.
زبدة الحچي: السادة الذين يهمهم أمر «المدرسة» في الكويت هذا مؤلف كتبه «رجل تعليم نقابي» عاصر المدرسة وتطورها منذ السبعينيات حتى وفاته منذ شهرين تقريبا، واستطاع بالفعل ان يهدي المكتبة الكويتية مرجعا في أهمية المدرسة ومسألة التفكير والاصلاح التربوي والمنهج التربوي والتدريس وجودة التعليم ومستقبل التعليم والتكنولوجيا الجديدة من خبرته في هذا الميدان، ونتمنى فعلا ان نرى «احتواء» للكتاب ودراسته والاستفادة منه قدر الامكان.
لنتذكر أيها السادة ان المرء يولد «جاهلا» وليس غبيا وانما يصبح «غبيا» اذا استمر الحال كما نحن عليه الآن!
وتذكروا ان سر النجاح في التعليم بعودة «هيبة المعلم» واحترام الطالب له، وردع ولي الأمر خاصة هناك «فئة» لازم توقف عند حدها وتحترم المدرسة!
نريد مدرسة تهتم بالقيم، فليس الغرض من التعليم فقط المعرفة!
لنسع جميعا لـ«تعليم جيد» وليس درجات!
تلاحقوا «المدرسة» في الكويت، كنا في السبعينيات والثمانينيات نستقبل كل وفود العالم تناظر وتشوف مدارسنا من الرياض الى الجامعة.. اليوم يا خلاف والله صدق أستاذنا د.يعقوب الشراح عندما ذكرنا بموت المدرسة!
وزير التربية د.حامد العازمي من الشباب المجتهد الذي نأمل ان يلتفت الى «موت المدرسة سريريا» حاليا ليخرجها لنا من غرفة الإنعاش لدورها الطبيعي في قيادة التعليم ومخرجات التنمية الحقيقية من الكوادر البشرية الوطنية التي هي سور الكويت الحقيقي.. آمل أن تصل الكلمة وألا تضيع أدراج الرياح!