[email protected]
وأنا صغير كنت أسمع أغنية يا سكة السعادة يا منية كل وحده، أسوق بنزين زيادة ولا أمشي وحده وحده!
اليوم الجمعة، وهو يوم محبب للناس لأمور كثيرة، منها انه إجازة وفيه التزاور والخروج والطلعات خارج البيت وقضاء أوقات ممتعة، وفيه ساعة إجابة للدعاء.
أحيانا أفكر ما الذي يجعل هذا اليوم غير هذا اليوم؟
لماذا هذا اليوم (خفيف) غير ثقيل!
لمَ الناس تتثاقل يوم الأحد؟
هل السبب في أنه يوم دوام وعمل؟
القضية كما أفهمها علميا مرتبطة (بهرمون المودة) أو السعادة، هذا موجود في جسم (ابن آدم) من البشر مركب طبيعي يسمى (الأندروفين) إذا ارتفع في جسمك تشعر بالفرح والحبور والسعادة والوناسة، وإذا نقص في جسمك شعرت بالحزن والاكتئاب والقلق وضيقة الخلق!
إذاً هذا هو إكسير الحياة والفرح والسعادة؟
والعملية ربما لها مواصيل أكثر لأن هذا (الهرمون) له تأثيرات عظمى وكبيرة على الإنسان فهو قاتل للألم!
ويساعد على التئام الجروح ويرفع أداء نظام المناعة في الجسم ويخلق للإنسان في داخله ومشاعره شعورا بالحياة الطيبة والنشاط والحيوية.
وهناك أعمال معينة تجعل الهرمون يعمل بطاقته القصوى وتستفيد منه مثل الدفء العائلي مثل الأكل مع الأسرة، احتضان الأطفال واللعب معهم، القراءة، مساعدة الآخرين، الإيجابية، ابحث عن الطاقات الإيجابية غير المحبطة وابتعد عن النكد!
ويقال طبياً إن هناك أطعمة تساعد على إفراز هذا الهرمون مثل الأغذية التي فيها فيتامين بـ 6 مثل السبانخ، الدجاج، اللحم، الخبز الأسمر، الكرفس، السمك، الثوم، والبصل والقرنبيط.
ومضة: من خلال التجربة احرص على الصلوات في أوقاتها واحضرها جماعة خاصة الفجر لأنك تكون في (ذمة الله) طوال اليوم، وأكثر من الاستغفار، ففيه الرزق والفرج والعلم النافع، ساعد الناس كثر ما تقدر، فهذا الباقي لك لأن ما تزرعه تحصده في الدنيا والآخرة والسعادة لا تكون إلا إذا أدخلتها على إنسان وتقاسمتها معه.
آخر الكلام: ضغوطات الحياة كبيرة جدا والبلاء وارد والمصيبة يمكن أن تحل عليك في أي ثانية، ولهذا كن ممن يلتمسون الأعذار لغيرهم ولا تعاتب كثيرا (اتشره) وايد قدر أوضاع الناس واعتذاراتهم، فالكل اليوم مشغول ولا نخلو جميعا من العيوب، احرص على أن تكون سعيدا متوازنا، فالدخول في الكآبة نفق مظلم!
زبدة الحچي: من الأخلاقيات الرفيعة التي يجب أن تعوّد جسمك أن يفرزها هي أن تبتعد عن ممارسة (العيب) عن الناس، كف عن هذا ولا تتفرغ لذم الناس، كف وعف!
أعطيكم مثالا من الحياة: قال الولد لوالده المسن: يا أبتِ صاحب القمامة عند الباب، يقصد (الزبال)؟
فرد الأب الحكيم: يا ابني نحن أصحاب القمامة وهو صاحب النظافة جاء ليساعدنا.. أليست هذه هي الشفافية؟
شارع المطاعم في آخر الليل بمنطقة (السالمية) يحتاج الى أناس محترمين يعرفون معنى النظافة لتكون الكويت كلها نظيفة؟
والله لست (حكما) أبحث عن هدف أو خطأ، إنما هي كلمات بسيطة من مواطن يعلم أن (الكلمة الصادقة) تفتح القلوب وتذيب الصخور.
هكذا تمر الحياة، فعِّلوا هرمون السعادة أيها القرّاء الكرام، فأول درجات (وعينا) ان نرتقي ونتوقف عن كل ممارساتنا السلبية ونُبعد (هرمون الإفساد والاستبداد داخلنا)!
السعادة ليست (انفلاتا) بل أمنيات من شخوص تحترم نفسها وتفرض احترامها على الغير فتسود السعادة!