[email protected]
مهما كانت حياتنا (حلوة) فإنها مع هذه الأجهزة لا تخلو أبدا من الخطر! إدمان الإنترنت مرض العصر!
قد يكون ما هو قادم أمرّ وأكثر إدمانا مما نحن فيه.
هل تعلم ان الكويتيين يقضون 8 ساعات مع مواقع التواصل الاجتماعي؟ وان الإناث هن الأكثر خاصة في الفترة المسائية؟!
وتشير كثير من البحوث والإحصاءات الى تنامي الخطر السلبي من هذا الإدمان الإلكتروني العالمي، ولا أقصد هنا (الإدمان الرقمي) من الشيشة والمخدرات.
واضح ان هناك تراجعا في الإعلام التقليدي والصحف والمجلات!
هل تعلم ان كثيرا من الشركات والمؤسسات بدأت تطبق عدم السماح للموظفين باستخدام أجهزتهم إلا في أوقات معينة بعد ان تأثر العمل بنسبة 55%؟!
سباق بين الآيفون والأجهزة الأخرى مثل جالكسي وهواوي ونوكيا، لغة الأرقام مخيفة، حيث ان عدد مستخدمي الهواتف المحمولة يتخطى حاجز الـ 5 مليارات شخص!
هل تعلم عزيزي القارئ اننا اليوم أمام أرقام مخيفة؟ فعدد مستخدمي خدمة الإنترنت حوالي 3 مليارات و811 مليون مستخدم، بنسبة 51% من سكان العالم؟!
الصين اليوم تتصدر اكثر دول العالم استخداما للهواتف الذكية، حيث تشير التقارير الى ان 96 شخصا من بين كل 100 مواطن يستخدمون المحمول، وتليها الهند ثم الولايات المتحدة ثم البرازيل وروسيا وإندونيسيا ونيجيريا.
الكويت تحتل اليوم الترتيب الـ 84 عالميا، وهناك 3 ملايين مستخدم للإنترنت في الكويت، و54.3% من الكويتيين يستخدمون الإنترنت مرة واحدة أو أكثر يوميا غير ان الإحصاءات الجديدة تشير الى ان 94.6% من (المجتمع الكويتي) يستخدمونها وتأثيرها سلبي على الإنتاج حيث وصل الى 55%، وان 2% من الكويتيين وقعوا في مشاكل قانونية بسبب مواقع التواصل الاجتماعي!
واضح ان الواتساب يحتل المقدمة يليه تويتر ثم الانستغرام وسناب شات وفيسبوك، وأن 11% يستخدمون هذه المواقع أثناء العمل و85% واجهوا مشاكل مثل الحوادث المرورية!
كشفت دراسة قديمة في عام 2015 ان 39% يقضون وقتهم على شبكات التواصل، وهذه دراسة أعدتها إدارة التنمية الأسرية في وزارة الأوقاف وشملت 500 مواطن.
٭ ومضة: نحن الآن أمام حقيقة واضحة لا لبس فيها، فالإدمان الإلكتروني يقطع حبال (التواصل الأسري)!
علماء النفس في العالم يؤكدون ان من إيجابيات هذا الإدمان انه أوجد مساحة حرية غير انه أدخلنا في عالم الانطواء والانعزال!
العقلاء من الناس من يقولون: ان التواصل الاجتماعي (مغنم ومغرم) والأفضل استخدامه دون إفراط أو تفريط!
التربويون يحذرون من إدمان الأطفال على الأجهزة الذكية لانه سيؤثر على قدراتهم الذهنية والعقلية خاصة في الأرقام، فبعدما كان الاعتماد على الحسبة العقلية بالأرقام صارت الحاسبة هي التي تقوم بالمهمة وتلغي دور العقل!
بعض المختصين ينصحون بتحديد ساعات الإنترنت للأطفال حتى لا يضيع الوقت كله مع هذه الأجهزة مما يتطلب (توعية) واقية للأبناء من مشكلات العصر الإلكترونية!
٭ آخر الكلام: يعد الإدمان الإلكتروني على شبكة الإنترنت نوعا جديدا من الإدمان، ويستخدم الشخص المدمن الإنترنت بشكل يومي ومفرط، حيث يتعارض مع حياة (المدمن النتي) فيقصر في واجباته، ويؤثر ذلك على وظائفه ويسيطر عليه الإدمان الإلكتروني حتى مع عائلته وأصدقائه، كما انه يخلق له نوعا من القلق والتوتر.
٭ زبدة الحچي: إذا وجدت نفسك ضعيفا أمام الإنترنت وكل يوم يزداد تجاوز فترات استخدام التواصل الاجتماعي، فاعلم انك مدمن.
ما أحوجنا إلى مركز أو دار علاج لعلاج وإعادة تأهيل (المدمنين) من هذا الوباء الاجتماعي الذي انتشر دون قيود!
أما الأعراض، فستجد التوتر والقلق إذا أصاب الشبكة عطل او انقطاع، وتشعر بالراحة حين عودة الخدمة!
إن وجدت نفسك تسمن فهذا يعني أنك تجلس معظم الوقت متواصلا وآكلا!
كما أنك إذا أحسست بعوار وألم في ظهرك ورقبتك وزغللة في عيونك فأنت الآن مدمن!
كما ان من علامات الإدمان إهمالك للواجبات الاجتماعية والأسرية والوظيفية.
ان الانعزال والانزواء والانغلاق مع الجهاز من علامات الإدمان، خاصة اذا ما ضاع وقتك كله مع الجهاز المسيطر عليك!
بعض الأزواج وصلوا الى الطلاق بسببه وبعض الحالات وصلت الى الطبيب النفسي.
آن الأوان ان تحيي هواياتك كي تبدأ بالقضاء على الإدمان!
هناك عائلات بدأت تفرض (قرارا حازما) بوضع كل الأجهزة في كيس ويأخذ جهازه اذا انتهت (الزوارة)!
يقولون لا تشغل الشاحن في جهازك وأنت نائم، وانتبه لاستخدامه، فبعض الناس انفجر بهم الجهاز او الشاحن لأسباب كثيرة لا أعلمها وإنما أنبه الناس إليها الآن.. الإدمان الإلكتروني يحاصرنا.. فماذا نحن فاعلون؟!
وتذكروا: لا شيء أخطر من الجهاز الذي تحمله!