[email protected]
وأنا أناظر هؤلاء الكم من «الشباب» الذين دخلوا في الإلحاد ومارسوه ويفخرون بالمجاهرة به وكأنهم حققوا فتحا مبينا، ارثي «لحالهم» وحال الآباء والامهات الغلابة والمساكين الذين يراقبون الموقف وهم يرون فلذات اكبادهم الذين علموهم الدين صاروا اليوم «ملحدين» ولا حول ولا قوة إلا بالله!
غاب عنهم ان قليلا من الفلسفة يجنح بالعقل إلى الالحاد، ولكن التعمق في الفلسفة خليق بإن يعود بالمرء الى الدين!
هكذا هي الحياة، تذكروا ان كل فلسفة في الحياة تبدأ كإحساس او شعور عميق او مزاج ينتهي برأي!
نحن اليوم في عصر المعلومات، انت لا تدرس الفلسفة بل تمارسها كما «أفعل الآن»، ولهذا لو كانت تكنولوجيا المعلومات موجودة لوجدت كبار المتفلسفين من امثال ارسطو وغيره «متواصلا» على الميديا، هكذا الحياة، ما فكر فيه اول الفلاسفة يجب ان يكرره آخر الفلاسفة، ولو سألت عن آخر الفلاسفة لحددته بالبروفيسور أبوشميس!
اخونا فولتير قالها وهم يتشدقون بها: من دون الفلسفة نكون اعلى قليلا من الحيوانات!
يقول الله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ـ الذاريات: 65). فلسفتي ان الهدف من قراءة كتب الفلسفة هو ان تتعرف على عقلك الذي منحه لك رب الأرباب لا على عقول الآخرين، وتتأثر بهم حتى تلحد!
أتذكر ونحن نقرأ المقرر في معهد المعلمين اثناء دراستنا الفلسفة كثيرا من الاقوال للشاعر الكبير محمد إقبال الذي قال: ان الفلسفة التي لم تكتب بدم القلب فلسفة ميتة او مختصرة!
ومضة: في هذا الزمن الذي ساد فيه كثرة «المنظرين المتفلسفين»، وجدنا الفلسفة هي اجوبة لأسئلة غير مطروحة.
تذكرون العالم فيثاغورث الذي «غثنا» بنظرياته ايام الدراسة يصف الفلسفة بالمحبة!
هؤلاء الشباب الذين هم مندفعون نحو «الفلاسفة» اقول لهم: أتتخيلون حياتنا وقد حكمها «الفلاسفة»؟
قد نكون في حاجة الى كثير من الفلاسفة، نقرأ لهم «لكن» لا يجب التمسك بآرائهم وكأنها قرآن مُنزل!
آخر الكلام: أتدرون ماذا تقول لنا أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها: «إن سعادتي في إيماني، وإيماني في قلبي، وقلبي لا سلطان عليه إلا الله».
أما سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: «الإيمان تصديق بالقلب، وإقرار باللسان وعمل بالأركان»
.. أبعد هذا كلام؟!
زبدة الحچي: ظاهرة التدين هي اعظم ظاهرة بشرية في الوجود وأعمقها تأملا في كل الاتجاهات، وقد شهدنا صحوة «الثمانينيات» وكيف أرجعت امهاتنا وبناتنا للحجاب والنقاب كما حدث وان كان هناك كثير من الاسر محافظة، اذن العلم لا يحتاج للدين والدين لا يحتاج للعلم، لكن الانسان يحتاج الاثنين معا ليسعد في الحياة.
ما أجمل القارئ المتوازن الذي يرفض الوصاية ويمارس حياته بعيدا عن الغلو والتطرف ويعيش الوسطية منهج حياة ولا يتفلسف على الناس لأنه بالاساس قارئ للفلسفة ملم بها ويطبقها في حياته، ولكنها ابدا لم تدخله بوابة الإلحاد والشرك، ولا حول ولا قوة الا بالله، الدين شيء عظيم في حياة الناس فلا تتفلسفوا بعد قرائتكم كم كتاب فلسفة!
أيها المغردون المتفلسفون: والله ثم والله ثم والله، درسنا الفلسفة وعلمنا تفسيرها العقلي في هذا العصر من منطق وأخلاق وعلم الجمال وما وراء الطبيعة!
اتركوا «حب الحكمة» والمعرفة والقيم والعقل واللغة ترى الناس تعرف كل هذا ولا تؤذوا الناس في عقيدتهم بتشكيكم الدائم في ثوابت الدين، ألستم ترفضون الوصاية البشرية عليكم؟!
اتركوا الناس لحالهم، فسعادتهم في الدين والعقيدة والشريعة، وانتم: الله يصلح احوالكم، هنيئا لكم الفلسفة والإلحاد!
نصيحتي لكم: كونوا أنفسكم!
التقليد انتحار!
قالها محمد عبده: ان الحق حليم والباطل سفيه!
وسطرها علي بن ابي طالب جلية: دولة الباطل ساعة، ودولة الحق حتى قيام الساعة.
نحن اليوم من سادة وفلاسفة وملحدين نحتاج الى نصيحة، انا اقولها لكم من قلب مخلص ولآخر يتفهمها ويعمل بها.
وتذكروا: من رأى الحق ولم ينصره فهو جبان!