[email protected]
الظلم وضع الشيء في غير موضعه وهو الجور!
الظلم في أي مكان أو زمان يهدد العدالة.. هذا ما قاله مارتن لوثر كينج!
ليس هناك دولة ظالمة ولا دولة مظلومة، هناك فقط أولئك الذين يسمحون لأنفسهم بأن يتحملوا الظلم.. هذا ما قاله الزعيم مصطفى كامل!
أما شيخنا الإمام ابن تيمية فيقول في بعض الآثار: إن الله ليقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة!
في إحدى كليات القانون سأل أستاذ مادة القانون طالبا في القاعة: ما اسمك؟
فأجابه الطالب، فقام الأستاذ بطرده من القاعة من دون سبب!
حاول الطالب أن يدافع عن نفسه دون جدوى، نهره أستاذه وأخرجه من قاعة المحاضرات وسط ذهول زملائه الطلبة!
خرج الطالب منكسرا حزينا شاعرا بالظلم والاضطهاد، وزملاوه الطلاب صامتون!
ثم سأل الأستاذ طلبته: لماذا وضعت القوانين؟
فقالت طالبة: لضبط تصرفات الناس، وقال طالب آخر: حتى تطبق!.. وقال طالب ثالث: حتى لا يجور القوي على الضعيف!
فقال الأستاذ: نعم.. ولكن هذا غير كاف، فرفعت طالبة يدها وأجابت: حتى يتحقق العدل!
فقال الأستاذ: نعم.. هذا هو الجواب.. لكي يسود العدل.
والآن، ما الفائدة من العدل؟
فأجاب طالب: كي تحفظ الحقوق ولا يظلم أحد.
فقال الأستاذ: الآن أجيبوا بلا خوف: هل أنا ظلمت زميلكم عندما طردته؟ فقالوا جميعا: نعم.
فقال الأستاذ وهو غاضب: إذن لماذا سكتم ولم تفعلوا شيئا؟ ما الفائدة من القوانين إن لم نملك الشجاعة لتطبيقها؟
إنكم إن سكتم عندما يتعرض أحد للظلم ولم تدافعوا عن الحق تفقدوا إنسانيتكم، والإنسانية غير قابلة للتفاوض.
ثم نادى الأستاذ على الطالب الذي طرده واعتذر له أمام جميع الطلبة وقال: هذا هو درسكم اليوم، وعليكم أن تحققوه في مجتمعكم ما حييتم.
ومضة: ما أحوجنا إلى كليات تخرج أجيالا تفهم ماذا يعني «الظلم والظالمين»!
يقول الله تعالى في محكم التنزيل: (.. إنه لا يحب الظالمين) الشورى 40.
ويقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «أشد الناس عذابا يوم القيامة من أشركه الله في في سلطانه فجار في حكمه».
عزيزي المواطن والوافد، ما أحوجنا جميعا لمعرفة فردة (الظلم) والتعامل معها (صح) في حياتنا الواقعية وإذا كنت لا تحب الظلم فلا تمارسه في حياتك ابدأ بأهلك وزوجتك وعيالك ثم جيرانك ومحيط عملك و..و..و!
الظلم ظلمات يوم القيامة!
آخر الكلام: أنا أحب وأستسيغ أشعار أبي القاسم الشابي، تعالوا معي نتذوق هذه الأبيات الشعرية:
يقولون: صوت المستذلين خافت
وسمع طغاة الأرض أطرش أضخمُ
وفي صيحة الشعب المسخَّر زعزع
تخر لها شمّ العروش وتهدمُ
إذا التف حول الحق قوم فإنه
يصرِّم أحداث الزمان ويبرمُ
لك الويل يا صرح المظالم من غدٍ
إذا نهض المستضعفون وصمموا
كما قال:
ألا أيها الظالم المستبد
حبيب الظلام عدو الحياه
رويدك لا يخدعنك الربيع
وصحو الفضاء، وضوء الصباح
ففي الأفق الرحب هول الظلام
وقصف الرعود وعصفُ الرياح
زبدة الحچي: التعليم ولا غير التعليم يعالج الظلم والظلمة والمستبدين لأن الظلم طبع والسكوت عنه ضعف طبعا لأن «الطبع يغلب التطبع»!
تذكر قارئي الكريم: أنت لا تمارس الظلم بأشكاله وأعلِ صوتك ضده (ينصلح المجتمع).. وتنصلح الدولة والناس جميعا.
يقول أبوالعلاء المعري:
وكل حيٍّ فوقها ظالمٌ
وما بها أظلم من ناسها
نعم.. حين تنتشر «ثقافة الظلم» دونما رادع ويصمت الناس ينجح الظالم في ظلمه!
فما أحوجنا جميعا لأن نقول لكل ظالم: كف وعف يا هذا؟
قال تعالى: (..وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) الشعراء: 227.
أيها الظالم في كل مكان! كف عن ظلمك للضعفاء، وتذكر قاصم الظلمة والجبارين.. الله ربنا وربك.. في أمان الله.