[email protected]
بعد هذا العنوان المثير.. ما الفرق بين المرأة والزوجة والصاحبة؟
في حال «المرأة» إذا كانت العلاقة جسدية بين الذكر والأنثى ولا يوجد انسجام وتوافق ومحبة، تسمى الأنثى هنا امرأة!
في حال الزوجة، اذا كانت هناك علاقة جسدية مع توافق وانسجام فكري ومحبة، تسمى الانثى هنا «زوجة»!
قال الله تعالى: (امرأة نوح)، (امرأة لوط)، ولم يقل: زوجة نوح ولا زوجة لوط، بسبب الخلاف الايماني بينهما! فهما نبيان مؤمنان وأنثى كل منهما غير مؤمنة! فسمى الله كلا منهما امرأة وليست زوجة.
وكذلك قال الله تعالى: (امرأة فرعون)، لأن فرعون لم يؤمن ولكن امرأته آمنت فلم يتفقا في الإيمان فكانت امرأة وليست زوجة.
بينما انظر الى مواضع استخدام القرآن الكريم للفظ «زوجة»: قال الله تعالى في شأن آدم وزوجه: (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة). وقال في شأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (يأيها النبي قل لأزواجك)، وذلك ليدلل الحق جل جلاله على التوافق الفكري والانسجام التام بينه وبينهن.
لكن، هناك موضوع طريف ويستحق التأمل: لماذا استخدم القرآن الكريم لفظ «امرأة» على لسان سيدنا زكريا على الرغم من ان هناك توافقا فكريا وانسجاما بينهما؟ يقول الله تعالى: (وكانت امرأتي عاقرا). قال ابن عباس: كان زكريا يوم بشر بيحيى ابن عشرين ومائة سنة وامرأته بنت ثمانٍ وتسعين سنة.
السبب في ذلك انه من المحتمل انهما في حالة الشيخوخة، فيشكو همه إلى الله تعالى، واصفا من معه بأنها امرأته!
ولكن بعد أن رزقه الله ولدا وهو سيدنا يحيى عليه السلام اختلف التعبير القرآني، فقال الله تعالى: (فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه):، فأسماها الله تعالى زوجة وليست امرأة!
وفضح الله بيت أبي لهب، فقال تعالى: (وامرأته حمالة الحطب)، ليدلل القرآن على انه لم يكن بينهما انسجام وتوافق!
الصاحبة
يستخدم القرآن الكريم لفظ «صاحبة» عند انقطاع العلاقة الفكرية والجسدية بين الزوجين.
لذلك، فمعظم مشاهد يوم القيامة استخدم فيها القرآن لفظ «صاحبة»، قال تعالى: (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه)،لأن العلاقة الجسدية والفكرية انقطعت بينهما بسبب أهوال يوم القيامة!
وتأكيدا لذلك قال الله تعالى صراحة: (أنّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة)، لماذا لم يقل «زوجة» أو «امرأة»؟
قال الله تعالى ذلك لينفي أي علاقة جسدية او فكرية مع الطرف الآخر نفيا قاطعا، جملة وتفصيلا.
٭ ومضة: سبحان الله عز وجل الذي أنزل القرآن الكريم «المعجز» والذي نكتشف فيه كل يوم جديدا، وهذه فرصة نترحم وندعو فيها لكل من «فسر آياته وسوره» حيا أو ميتا من أمثال ابن كثير والشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ عبدالرحمن عبدالخالق ود.فاطمة نصيف ود.عمر الأشقر وغيرهم كثير يصعب حصرهم. ولعل اشد ما يلفت نظري الآية 88 من سورة الإسراء: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا).
٭ آخر الكلام: جعلنا الله جميعا ممن يقولون: (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين).
٭ زبدة الحچي: الموضوع عميق الفهم ومتشعب ويحتاج الى انتباه ذهني وفكري واستعداد نفسي للتوقف في محطاته لمعرفة الفارق بين المسميات.
ما أحوجنا الى مشاريع جديدة تقدم لنا التفسيرات الخافية من مفسرين موثوقين، لأن القرآن الكريم اصدق الكتب وفيه من الأوامر والنواهي والقصص والعِبر ما يصعب حصره.
عظمة القرآن الكريم في صفاته وتأثيره علينا وتعظيمه في نفوسنا، وصفاته عظيمة يعجز عنها البشر، وكثير من البشر
اهتدوا بعد سماعه ومعرفة محتواه.. في أمان الله.