[email protected]
ليس هناك أجمل من وجود (الاخوة) في حياتنا، فهم السند بعد الله لنا، وهم مصدر قوتنا، وهم نعمة الله في أرضه نلجأ إليهم في الشدائد والملمات ووقت الضيق وهم رجال ونساء وهم (الكنز البشري) أي (العملة الضامنة) التي لا يمكن أن نخسرها أبدا لأنهم رفقاء دربنا و(روح الحياة) منحة الله لنا كبشر يقومون بالواجب بعيدا عن المصالح إن كانوا صالحين!
باللهجة الكويتية نقولها: هذا أخو دنيا!
وهذي أختي اللي ما ولدتها أُمي!
طبعا إضافة الى مقولة الأخ الحقيقي: هذا أخوي من أمي وأبوي!
ويحكم هذا أحكام رفيعة وأخلاق نبيلة وتشريعات مقيدة تسعد البشرية منها ما اشتمل عليه من مبادئ ديننا الإسلامي أو ما تعارفنا عليه من عادات وتقاليد.
أتذكر في رمضان الماضي قرأت كتابا جميلا قيّما كتبه أستاذنا وشيخنا عبدالعال محمد علي بعنوان: حق أخي.
وللإخوان والأخوات في حياتنا حقوق وواجبات كما سن الشرع بعض الأحكام الواجبة بكل الأحوال وما لهذا الإنسان نحو أخيه الإنسان.
٭ ومضة: لقد جعل الإسلام الإطار العام الذي يحدد العلاقة بين الناس هو مبدأ الأخوة، فالإنسان أخٌ للإنسان، فكلنا أبناء آدم وحواء وجاءت كل الديانات لتؤكد أن البشر بيتهم واحد وهي الأرض وسقفهم واحد وهي السماء والموازن لكل هذه الجموع البشرية هي خصلة حسن الخلق وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا.
الإنسان يمر بأطوار مختلفة (صغير - شاب - رجل - هرم)، والرجل والمرأة وإن (طال عمرهما) فإنهما لا محالة ذاهبان مغادران هذه الدنيا وسيموتان ويفارقان الأهل والأصحاب: (كل نفس ذائقة الموت) الأنبياء 35.
٭ آخر الكلام: لقد بحثت في كل شؤون الاخوة فوجدتها في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث).
شرف الله أبانا آدم بأن جعله أول مخلوق ينزل من الجنة ليعمر الأرض بعد أن سكن الجنة، ونزل آدم وزوجته ليعمرا الأرض بالنسل والحرث.
٭ زبدة الحچي: مفهوم الأخوة يحتاج الى تفصيل طويل أختصره في أن هناك أخوة عامة وأخوة خاصة!
الأخوة العامة التي لا تقوم على نسب ولا قرابة ولا دين ولا حزبية ولا قبلية ولا وطن وتشمل كل بني الانسان من البشر.
أما الأخوة الخاصة فهي التي تقوم على سبب يوصل الى الاخوة سواء أكان سببا مباشرا أو غير مباشر، مثل الاخوة القريبة والمباشرة أو النسبية البعيدة أو القريبة مثل الإخوة الأشقاء واخوة الأب واخوة الأم.
قال الشاعر:
أخاك أخاك إن من لا أخا له
كساع الى الهيجا بغير سلاح
ونحن صغار في مدارسنا علمونا:
بلاد العرب أوطاني
وكل العرب اخواني
هناك ديانات إلهية شرعها الله مثل: اليهودية - المسيحية - الاسلام وهو خاتم الديانات.
وهناك ديانات سنَّها البشر كالهندوسية والبوذية وعبدة الكواكب والنجوم والحيوانات!
قارئي الكريم أكنت رجلا أم امرأة، اعلم ان (الاخوة) هي العقل الباطن والسند والروح لك وقت الحاجة فلا تفرط بها، فالاخوة الحقيقية عز وفخر وغيابها غربة!
أخوك وصديقك هو من يملأ حياتك بعضده لك في المواقف عبر السنين في (عقل واحد) وجسدين!
الاخوة هم زينتك في الرخاء!
وعدتك في البلاء!
ضحكتك وبكاك!
٭ ختاما: يا أخوي يا عزوتي، يا رفيق دربي، الله يجمعنا بالجنة، قال تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).
أنت والله، وأنتِ يا أُختي من أكبر النعم في الحياة!
في أمان الله.