[email protected]
القلوب الطيبة كالذهب لا تصدأ حتى لو أنهكها التعب!
هي بريق أصلي وليست «رانغول» أي ذهب مزيف!
القلوب الطيبة في هذا الزمان نادرة، لكنها موجودة!
وتسألون: لماذا هل انكسرت؟ أم أنها تستعد لحرب شعواء؟
القلوب الطيبة قد تكون في النزع الأخير من «طلعة الروح»!
العلاقات بين الناس اليوم لا تقاس بالعشرة أو الصداقة الحقيقية.. المقياس كم تعطيني؟ وكم أعطيك؟ بالكويتي: شنو مصلحتي؟!
لا، الموضوع أكبر وأخطر مما تفكرون، «الطيبة» صارت هذا إنسان «مسكين».. أي ساذج أو عبيط، مجرد اتهامات!
ما عاد المقياس الاخلاص والحب، وذهبت مقولة الاجداد والآباء «قلوب طيبة كالذهب» وحلت بدلا منها «قلوب جلفة قاسية»!
اليوم طغت المصالح الآنية والقلوب الميتة الخبيثة والأنفس الحقيرة!
غاب الحق الحقيقي «اللاوي»، وفقدت الحياة طعمها، ذهبت أجيال الزمن الجميل الحاملة «القلوب البيضاء»، وجاءتكم أجيال «قلوبها سوداء» تحاسب بالفلس!
انقرضت «النية الطيبة» وكما تعلمون أن النية مطية!
راح النقاء الإنساني وحلت الكراهية والعداوة والبغض والطاووسية والكبر والعجب للأسف!
زمن العطاءات الطيبة ولىّ إلى غير رجعة بكل وفائه وجماله وطيبة أهله وناسه!
نبل الإنسان الأصيل ولىّ وجاء بدلا منه الفاسد والمرتشي والخائن للأمانة والعچاف ماسح الچوخ!
لا أعرف «السر» في تحول كثير من البشر إلى «قلوب صدئة»! كنا في السابق نشوف «تعامل» الناس فيه طيبة وفطرة وسلامة صدر وصفاء نفس ورقة قلب!
كل هذا في السلوك الآدمي، أما اليوم فلا حول ولا قوة إلا بالله، هم يتسابقون في التحايل والكيد وسوء الظن وممارسة الخبث كله! حتى نفهم «المراد» من هذا المقال صرنا نفتقد الرجل الطيب والمرأة الطيبة، الموظف الطيب والموظفة الطيبة، وقس على هذا الأمر ما عاد في طهر وعفة ونقاء واختفت من قاموسنا «ان الله طيب لا يقبل إلا طيبا»، وهنا الطيب «الطاهر» أي المنزه عن كل نقص.
٭ ومضة: القلوب الطيبة تمنح لنا الصحة وإطالة العمر ومدخلها «الكلمة الطيبة» التي تأسر القلوب والعقول بدلا من هذا «اللسان الزفر» الحامض الذي يلقي أقسى الألقاب!
قرأت مرة عن حملة كويتية اسمها «قلوب طيبة» للتبرع بالدم، وأنا والله لا ألومهم، ما أحوجنا إلى «دم طيب» في هذه المرحلة بدلا من هذا «الدم العفن» الذي نجده في دروب الحياة يسري في شرايين هؤلاء الذين نقابلهم في الحياة وهم بلا حياء ينتشرون!
٭ آخر الكلام: تحية إلى اولئك الذين ارتقوا بإحساسهم ومارسوا «الطيبة» بكل نبضها الراقي ويصارعون في طريقهم بهمة كل اولئك اصحاب «القلوب القاسية» كالحجارة أو أشد قسوة وسلاحهم «الحب والسريرة النقية» التي ينشرونها وسط قوافل من «الذئاب» التي تمارس كل انواع البطش!
تحية لكم في هذا الزمن وجعلنا وإياكم من الطيبين!
٭ زبدة الحچي: الطيبة الحقيقية للإنسان لا يمكن أن تظهر من «فاجر» لا يعرف ربه وليس له دين ومبادئ وقيم، وما أكثرهم اليوم فهم وشعارهم «فارضون» انفسهم في الحياة!
ما أنبل «هذا الإنسان وهذه الإنسانة» اللذين جعلا لسانهما وأخلاقهما وشخصياتهما (مرآة) عاكسة لطيبة أنفسهما وضمائرهما وأرواحهما الحية!
الإنسان الطيب ليس «ساذجا» كما يزعمون، إنما هو «عملة نادرة» اليوم بعد ان طفحت المجتمعات بالنماذج الرديئة الأمّارة بالسوء!
القلوب الطيبة «تحتضر» في زمن «الجور الإنساني»، وصار نادرا الانسان الذي يعمل «الخير» لوجه الله لا ينتظر منه لا جزاء ولا شكورا!
أيها الطيبون يا من تملكون «القلوب الطيبة»: هل ينجح اصحاب القلوب السوداء في بيعكم في سوق النخاسة؟!
والله ثم والله ثم والله أنتم عند ربنا غير منسيين؟
لا أبيعكم الوهن والاحلام الوردية!.. أعرف أنكم لن تهزموا بإذن الله!
فقط إنني «مشفق» عليكم في زمن «القسوة» صارخا:
يا زماني لا ترخص بهذه «القلوب النقية».. فقلوبنا ليست للبيع!