[email protected]
الأنانية هي الغرورية والطاووسية والاستعلاء والنزعة الأحادية والأنا المتضخمة بمركزية حادة!
هكذا أعرف «الأنانية التي بدأت تسيطر على مجتمعاتنا» للأسف!
اليوم نحن أمام إنسان (نرجسي ـ أناني ـ يحب ذاته)!
الأنانية آفة ذميمة صاحبها (مصيبة) على نفسه وغيره، ولك أن (تتخيَّل) هذا الأناني (زوجا ـ موظفا ـ صديقا..)!
كم عانينا في الحياة من «هؤلاء الأنانيين» أصحاب العيون العمياء التي لا ترى إلا نفسها!
وكم رأينا «عشاق أنفسهم» وما بها من حب تملك وسيطرة وأنا منفوخة!
إذن الأنانية هي إضافة الأشياء كلها الى النفس، حب ذات غروري طاووسي متعال (همه) نفسه وبقاؤه، بمعنى حب الذات المطلق وعلى حساب الآخرين بغض النظر من هم؟
نعود لأصل الكلمة بالإنجليزية: egotism ـ لفظ مشتق من المصطلح اللاتيني اليوناني: Ego بمعنى «الأنا» ويعني «الذات» وهو أساسا مرتبط بمفهوم الغرور الفلسفي.
ويسألني قارئي الكريم عن أسباب «وجود» هذا الإنسان في حياتنا، منها:
ـ التربية الخاطئة من الأبوين، وبكل صراحة هناك من يعلم طفله حق «الاستيلاء الفردي»!
ـ الحرمان، نحن دائما نقول «الدلال الزائد» يفسد الأبناء كما ان «الحرمان» يربي فيهم الكبر!
ـ كثرة العقاب على أتفه الأمور مع القسوة تولد لنا إنسانا أنانيا ناقما.
ـ التحقير وكسر الشخصية والإحراج أمام الآخرين وتوجيه الإهانة والمقارنات (أخوك ـ أختك) كلها عوامل تدفع لظهور إنسان أناني!
ـ اليتم والحرمان العاطفي من أسباب ظهور الأنانية.
ـ الإعاقة والعاهات قد تولد لنا شخصا أنانيا حاقدا.
٭ ومضة: من تجربة الحياة (الأناني) موجود (بيننا)، وهم على مراتب تجده في: بيت الزوجية ـ في الوظيفة الحكومية ـ في العمل ـ في الأصدقاء ـ في الجيران ـ في دهاليز الحياة..
أصعب هذه المراتب هو الزوج الأناني أو الزوجة الأنانية لأن الضحية هم الأطفال، كما أنهم (مخرج) مثالي للأنانية إن كان الأبوان يحملان هذا اللقب المقرف!
أعرف ان كثيرا من القراء يقولون الآن: هل الأنانية مرض أم سلوك؟
من خلال التجربة ومشاهدة النماذج في الحياة أرى ان الأنانية قد تتحول الى (مرض) ومرض خطير جدا إذا خرجت عن (الحدود المألوفة)!
بقليل من الحب (يحيا) الإنسان، أما إن تحول إلى (تملك) فهذا موت بطيء!
٭ آخر الكلام: حب الذات صفة طبيعية موجودة في كل إنسان سواء كان رجلا او امرأة.
متى يصبح الأمر خطيرا في حب الذات؟
إذا رأى الإنسان نفسه هو (الذات الأعلى) على الآخرين هنا دخلنا الأنانية التي تعتلي على الآخرين وترى حق (توجيه) الآخرين وهذا كله طبعا (نزعة شخصية بحتة)!
ان استغلال مثلا (الزوج) الأناني زوجته وهي أقرب الناس له في.. خذ مثلا هواياته (يربي الحمام ـ الكلاب ـ الطيور ـ إدمان الإنترنت ـ الهوايات الخطرة..) هو بلا شك (يفرض) بأنانية مفرطة رغباته على زوجته او العكس، مقدما مصلحته الشخصية وأنانيته مستغلا (الطرف الآخر) بنظرة دونية!
٭ زبدة الحچي: ما أطرحه اليوم قضية حساسة وأرى في ضوء تجربتي الحياتية ان (الإنسان الأناني) ربما يكون صاحب (عيه) اي مرض أكثر منه سلوكا؟
انظروا معي في (شخصيات الأنانيين) الذين حولكم تجدونهم منعزلين لا يحبون المخالطة ويستمتعون بالوحدة والعزلة ولا يهتمون مطلقا ببناء علاقات مع الآخرين، ولا يبالون بالأنشطة العامة والمناسبات، وبكل صراحة آخر همهم (التوحد مع الناس)!
يبقى السؤال الأهم: عندي «أناني» ماذا أفعل؟
٭ النصيحة: أن تلجأ للعلاج النفسي ولا تحرق نفسك بنار الأنانية المستمرة، ابحث عن العلاج من هذا المرض العضال وخطورة هذا الأناني المحكوم بشهواته ولذائذه وهواياته، المحب لنفسه، المنحصر تفكيره على نفسه ويزين له هواه ما يريد (مخص) نفسه بالمنافع ايا كانت غير آبه بمن حواليه في خسة نفس ودناءة، ناشرا الشرر والضرر متجنبا النصائح من أقرب الناس إليه، متعصبا لآرائه وأفكاره مصورا نفسه انه (قمة الخير) وهو يمارس العظمة غير متنازل، مركزا على نفسه فقط!
أتمنى أن تصل رسالتي لكل أولئك الطواويس الأنانيين!
عزيزي الأناني.. تواضع وفكّر في السطور هذه، ولا تكابر.. أتعبت نفسك وغيرك!
ما أجمل أن تعيش حياتك بروح الجماعة ومن حولك بعيدا عن الأنانية والتمييز!
أيها الأناني المتعالي:
لن تستطيع سنين البعد تمنعنا
إن القلوب برغم البعد تتصل
لا القلب ينسى حبيباً كان يعشقه
ولا النجوم عن الأفلاك تنفصل
في أمان الله..