[email protected]
هذه هي أميركا.. في أعوام 1993 ـ 1995 ـ 1997 (زرت) أميركا متنقلا في معظم ولاياتها قاطعا في السيارة 22 ألف كيلو متر في 42 يوما في رحلة 1995 على وجه التحديد واكتشفت ان عظمة أميركا في الديموقراطية والمواصلات والاتصالات!
لم أتفاجأ بالأمس بنتائج انتخابات التجديد النصفي بعد ان انتزع الديموقراطيون السيطرة على مجلس النواب من الجمهوريين الذين حافظوا على أغلبيتهم بمجلس الشيوخ.. وحدة بوحدة!
ما الجديد في هذه الانتخابات؟ بمعنى أدق ما الوجه الآخر لأميركا غير المرئي في عالمنا المتخلف للأسف؟
الوضع الآن بالضبط (قبل ظهور النتائج النهائية الكاملة): الجمهوريون في مجلس النواب 193، والديموقراطيون 218.
والجمهوريون في مجلس الشيوخ 51 والديموقراطيون 45.
الأكيد ان هذا ليس في صالح الرئيس ترامب في المرحلة القادمة، كما انه إنذار مبكر (لحكم ترامب) الذي تنتهي ولايته في عام 2020 وكل حملاته الدعائية، كما انه استفتاء على رئاسة ترامب مبكرا!
مما جعل الزعيمة الديموقراطية نانسي بلوسي تقول امام أنصارها في واشنطن عقب انتصارهم: (انه سيكون يوما جديدا في أميركا)!
الوجه الجديد الذي كشفته أميركا للناس في مشارق الأرض ومغاربها بعد هذه الانتخابات بروز (المرأة) متمثلا فيما يخصنا كعرب ومسلمين فوز رشيدة طليب وهي من أصل فلسطيني، وإلهان عمر صومالية مهاجرة بمقعدين في الكونغرس عن ولايتي ميتشغان ومينسوتا!
بمعنى صريح وواضح (مسلمتان إحداهما محجبة) يتم انتخابهما في أميركا في حين تعاني الأقليات المسلمة ويحارب الحجاب في أوروبا وغيرها من البلدان التي تدعي الديموقراطية!
وفي دولة عربية الآن أو أكثر من دولة هناك حالة حرب وعداء للنقاب!
بينما الناخب الأميركي يصوت بالأغلبية للديموقراطيين في مجلس النواب ويحفظ للجمهوريين هيمنتهم على مجلس الشيوخ.
هذا الوجه الأميركي الذي أقصده بالحسابات والتوازن.
الرئيس الأميركي ترامب كعادته (لا يكسّر له قريش)!.. بمعنى كلمة!! وصف نتائج الانتخابات التي جرت بالأمس بأنها تعد أكبر مكسب لحزب منذ عهد الرئيس الأسبق جون كنيدي وكان يوما رائعا، مؤكدا ان الحزب الجمهوري تحدى التاريخ لتعزيز أكثريتنا في مجلس الشيوخ وأفشل بقدر كبير التوقعات في مجلس النواب!
أنا كمناظر (حيادي) أرى ان نتائج انتخابات الكونغرس ستضعف سلطة الرئيس وتحد من تمريره لمشاريعه وتزيد من الانقسامات في أميركا!
ومضة: المشهد الأميركي بالأمس كان حاضرا أمام شعوب العالم وحكوماته ومؤسساته وهكذا هي (الديموقراطية الأميركية) هي فخر كل هؤلاء الذين تجمعوا من (كوكب الأرض) ليمارسوا ديموقراطيتهم، واحنا (احتارنا) ترى من هو الفائز الحقيقي الرئيس ترامب ومؤيدوه وان نتائج الانتخابات لصالح الحزب الجمهوري؟
أم ان الديموقراطيين هم الفائزون وبالتالي ضرورة إعادة الاعتبار للدستور في مواجهة إدارة الرئيس ترامب؟!
آخر الكلام: بعد هذا العرض الموجز ترى ماذا كشفت نتائج انتخابات الكونغرس النصفية الأميركية؟
واضح أن هناك مؤشرات (تغيير) طرأت على توجهات الناخبين الأميركيين بعد عامين من وصول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض!
ومع هذا لم يرق انتصار الديموقراطيين الى (درجة الموجة الزرقاء) إذ لم يكن التفوق داخل مجلس النواب كاسحاً كما لم يتمكنوا من انتزاع الأغلبية داخل مجلس الشيوخ!
نعم هناك اختلافات وانقسامات لكن وفق الثقافة الأميركية! فهل هذا الإيذان ببدء مرحلة جديدة تكسر حواجز عمرها قرون؟
زبدة الحچي: باختصار نتائج الانتخابات أراها شوكة في خاصرة الرئيس دونالد ترامب وانتصارا بطعم الهزيمة!
وضع الديموقراطيون الآن (مسمارا) سيعيق مشاريع الرئيس ترامب وقوانينه التي يسعى لتمريرها!
الرئيس ترامب يصف النتائج بالنجاح الباهر.. ومناوئوه يصفونها ببداية الهاوية والسقوط وانهم (هم) الذين حققوا (نصرا مؤزرا) بوصول النساء والمسلمين والسكان الأصليين في الكونغرس!
لقد تم اللعب بأوراق الاقتصاد والهجرة من قوافل المهاجرين.. ولهذا لا عجب عندما وجدنا الرئيس أوباما يواجه وأنصار الحزب الديموقراطي معارضيهم قائلا لأنصار الحزب: لا تقفوا عند الأكاذيب، امنعوا الضجيج!
وهكذا تتكشف (وجوه) أميركا للشعوب والتي يمكن لأي طفل مهاجر أن يصبح رئيسا!.. لربما هذا أحد أسرار أميركا؟ وتبقى الحقيقة كما رأيتها عندما زرت الولايات المتحدة متمثلة في:
ـ الديموقراطية
ـ الاتصالات
ـ المواصلات
ـ الرئاسة 4 سنوات
ـ الحمامات النظيفة
ـ الوقوف في الطابور
وإن سر عظمة أميركا يتمثل في أن الأميركيين هم من بإمكانهم إيذاء أميركا!
ما يبهرني حقا في أميركا انا شخصيا هي (الديموقراطية) وليست ديموقراطيتنا العجيبة!
فلا ديموقراطية دون محاسبة وإلا انكفأ الأخيار وتمادى الأشرار! بكل صراحة ديموقراطية أميركا (غير)، (مالتنا) لها أنياب لكن بالتفصيل المؤطر!
وأكبر شاهد على ذلك ما تابعناه مساء الأربعاء من المواجهة بين الرئيس ترامب ووسائل الإعلام وصحافيي المحطات والصحف الأميركية والعالمية، وكيف واجهوه بأسئلة قاسية وردوا له الصاع بالصاع في مشهد ديموقراطي بارز.
يبه أقولها لكم: الديموقراطية لا تعني المساواة في الظروف انها تعني فقط المساواة في الفرص.. والفرص عندنا كلها ضائعة وفق مقولة: من صادها عشى عياله.. للأسف!