[email protected]
والله.. والله.. وتالله، ليس هناك (أجمل وأحلى) من بلدنا الكويت!
في كارثة الأمطار التي أصابت بلدنا الحبيب الكويت برزت ظاهرتان غير مستحبتين!
أولا: نحمد الله أن الأضرار بهذه الحدود.. اللهم اجعلها سقيا خير وبركة ونماء!
ثانيا: اتضح (المشهد المائي) كله ويستطيع الآن (أهل الاختصاص) تحديد جوانب القصور وتوجيه الاتهام للجهات المقصّرة والأشخاص بمناصبهم الوظيفية!
ثالثا: أنا سأتكلم اليوم عن (ظاهرتين) شفناهم واحنا في عز ابتلائنا بكارثة الأمطار (الماطرة) التي أغرقت شوارعنا ومنازلنا وأضرت بمواطنينا والوافدين وهما:
- الاستهزاء والسخرية (التطنز)!
- التشهير المتعمد لجرح إنسان أو مسؤول!
راح أعرض لكم المشهد، خلكم معي: سيدنا موسى وقومه (انفلق) البحر و(نجى) وصحبه من الغرق.. في الجانب الآخر فرعون وجنوده (غرقوا) في نفس البحر والماء والمكان!
أصابنا الله بكارثة الأمطار التي أصابت قبلنا أقواما وشعوبا، وعبر التاريخ وجدنا أن (جند الله المرسلين من ريح وماء) إما تكون (نعمة) أو نقمة!
لهذا، ما كان ينبغي الاستهزاء وإطلاق (النكت) والتعليقات على أوضاع تستوجب الدعاء والتبتل الى الله ليرفع (المحنة) عنا وهذه الكارثة التي نحتاج فيها للتعاون وإحياء الذكر والدعاء والقنوت لله عز وجل حتى ينجينا من هذا الطوفان الذي لو استمر لغرقت الديرة برمتها بكل ما فيها من مرافق وناس، لكن الله سلَّم.
الاستهزاء والسخرية من المسؤولين (عمل خاطئ)!
لأن الاستهزاء في هذه الظروف يزيد من كمية (الاحتقار) وما يصاحبه من ضحك وانفعالات واختلافات ما بين مؤيد ومخالف معارض لهذا النهج غير السوي!
ودائما الاستهزاء يجر (السخرية) والطنازة وهو عمل غير مبرر!
إن الرفعة الحقيقية عند الله تعالى بالتقوى والعمل الصالح وليست بالنسب والمنصب ولا بالجاه والمال والنفوذ!
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون).
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه
فلا تترك التقوى اتكالا على النسبِ
لقد رفع الإسلام سلمان فارس
وقد وضع الشرك الشقي أبا لهبِ
أم التشهير، فهو جرح كرامة الشخص المسؤول أو المؤسسة دون اعتماد على وقائع حقيقية!
لنفرض أن مسؤولا (غلط باللفظ) لمَ لا نعذره وهو متحمل (ضيم الدنيا) في هذا المصاب؟
لمَ نعمد تشويه سمعة (شخص ما) وننشط في إرسال (فيديو حقير) عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والهدف فقط التشهير وإضحاك الناس في (عملية قبيحة قبح صاحبها) ومرسلها!
هذه الأضرار في (الاستهزاء والتشهير) هي (ضرر) متعمد فيه قدح وافتراء وتطاول وتجاوز على الآخرين!
آن الأوان لتفعيل (التشهير الإلكتروني) ضد مسؤولية الناشر!
إن (الانتهازية وانتهاك الخصوصية) أمران مرفوضان في حال نشر هذا الكم من الفيديوهات للسخرية والاستهزاء والتشهير!
في هذا (الحدث الطارئ) شفنا وقرأنا (لقطات وقحة) فيها تطاول على كرامات الناس بشكل سلبي خاصة أن البعض له تبرير (سمج) يقول: الناس في أزمة نحن بالاستهزاء والتشهير نضحكهم!
يا أخي.. يا أختي: من قال إن الناس بحاجة الى الضحك وهم على العكس بحاجة الى الدعاء والفزعة لعل الله ينجينا من غضبه!
٭ ومضة: ما أحوجنا الى العقلاء في وسائل التواصل الاجتماعي الى (نشر ثقافة لا لانتهاك السمعة على مواقع التواصل.. لا لنشر الأخبار الكاذبة والفيديوهات (المسخرة) والمحرضة!
على النخب في مجتمعنا أن توضح لهؤلاء الشباب الجوانب القانونية حول (الجرائم الالكترونية) وأحكامها!
مصلحة الكويت تحتم على الجميع نشر هذه الأمور السلبية لأنها بكل صراحة أيضا تسبب لنا (إحباطا نفسيا) في صحتنا النفسية مع تزايد الفساد في أكثر من مكان!
السؤال: لماذا نقبح (ديرتنا) عروس الخليج؟
٭ آخر الكلام: إن الباعث على السخرية والاستهزاء والتشهير إنما هو (احتقار) الناس بمعنى أدق (الكبر والطاووسية والخيلاء)!
وهو كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم من أعظم خصال الشر!
والنبي يقول: «الكبر بطر الحق وغمط الناس»!
هناك بعض الساقطين في وحل التشفي من بعض الجنسيات وجدوا في ذلك فرصتهم، هؤلاء إهمالهم أجدى وأنفع، لأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم!
وعلى الجميع ألا ينشر مثل هذه الفيديوهات وإلا نجح هذا (المريض) في الوصول لهدفه!
٭ زبدة الحچي: علينا أن نمسك عن الاستهزاء والسخرية والتشهير بالآخرين وأن نأمر فقط بالمعروف والخير، ترى الإمساك عن هذه الشرور.. صدقة!
يقول سيدنا عيسى عليه السلام: «لا تنظروا الى عيوب الناس كالأرباب وانظروا في عيوبكم كالعبيد».
قال الشاعر:
عجبت لمن يبكي على موت غيره
دموعا ولا يبكي على موته دما
وأعجب من ذا أن يرى عيب غيره
عظيما وفي عينيه عن عيبه عمى
يقول يحيى بن معاذ رحمه الله: ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال لتكون من المحسنين، أولها: إن لم تنفعه فلا تضره، والثانية: إن لم تسره فلا تغمه، والثالثة: إن لم تمدحه فلا تذمه!
كل الأديان والأعراف تنهى عن هذه الأفعال القبيحة لأنها تقطع الروابط وتبذر العداوة والبغضاء وتورث الأحقاد والأضغان والاحتقار والشعور بالانتقام وضياع (حسناتك)!
آن الأوان في النصيحة: أن نترك السخرية والهمز واللمز والتنابز، ولعل في هذه الكارثة ما يستوجب أن نلتفت له حتى نحافظ على كويتنا وشعبنا الذي تصفه الحكومات والشعوب بأنه (بلسم الإنسانية) للإنسانية جمعاء دون تفريق.. وسجدة شكر لله على هذه النعمة.. فاللهم لك الحمد والشكر على آلائك ونعمك.. آمين.. في أمان الله.