[email protected]
فلسطين أرض عربية إسلامية وهي برأيي المتواضع (أرض وقف) للمسلمين وأجيالهم إلى يوم القيامة!
وأكتب لكم اليوم (ملخصاً) من واقع (المعايشة) لمن يحبون أن يتعرفوا على قضية فلسطين.
هناك 3 جوانب لا بد أن يعرفها كل عربي عن هذه (القضية المقدسة) التي لا يجوز فيها التطبيع مع العدو الإسرائيلي الصهيوني، وتتمثل فيما يلي:
- قدسية أرض فلسطين في قلوبنا (القدس - الأقصى المبارك - قبة الصخرة).
- طبيعة اليهود بخلفيتهم العقائدية وعدائهم التاريخي الصهيوني!
- طبيعة التحالف الأميركي - الأوروبي - الصهيوني الذي يهدف إلى إضعاف الأمة العربية والإسلامية.
علينا أن نُعلِّم الأجيال العربية في المقررات الدراسية والمناهج أن فلسطين هي الأرض الواقعة غربي آسيا في القسم الجنوبي لبلاد الشام على الساحل الشرقي للبحر المتوسط وهي حلقة وصل بين قارتي آسيا وأفريقيا.
ولأرض فلسطين مكانة عظيمة في نفوس العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لهذه الأسباب:
- أرض مقدسة بنص القرآن الكريم: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ..).
- فيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين.
- هي أرض الأنبياء والرسالات.
- فلسطين أرض الإسراء والمعراج اختارها الله عز وجل مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- في الحديث الصحيح أن بيت المقدس (أرض المحشر والمنشر)!
- فلسطين هي بلاد الشام (عقر دار الإسلام).
- هي أرض جهاد ورباط وثغر من ثغور الإسلام.
إن التطور التاريخي والسياسي للقضية الفلسطينية يحتم علينا اليوم كإعلاميين وتربويين عربا ومسلمين أن نفتح ملف (التطور السياسي) وهجرة اليهود التي بدأت منذ عام 1882 إثر تصاعد (المشكلة اليهودية) في روسيا وضعف الدولة العثمانية ونشأة (المنظمة الصهيونية العالمية) ومؤتمرها الأول في بال في سويسرا في 27 - 29 أغسطس 1897 بزعامة المقبور ثيودور هرتزل وإسقاط السلطان عبدالحميد من خلال دعم (جمعية تركيا الفتاة) وذراعها لجنة (الاتحاد والترقي) التي أطاحت بالسلطان عبدالحميد الذي رفض المطالب اليهودية وكان سدا منيعا ضد رغبات الصهاينة فقرروا عزله وإزاحته وإسقاط الخلافة العثمانية!
وفي الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918، بلغ عدد اليهود في فلسطين 80 ألفا ثم جرى التفاوض مع الشريف حسين بن علي وظهر الدعم البريطاني المتفاوض مع المنظمة الصهيونية العالمية حول مستقبل فلسطين وصدور وعد بلفور المشؤوم في 2 نوفمبر 1917 بتعهد بريطاني بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين المحتلة!
ثم احتلال بريطانيا لفلسطين وبلاد الشام في 1917 - 1948 وما تلا ذلك من تطور المشروع الصهيوني المدعوم من بريطانيا التي أسست الهستدروت اتحاد العمال وافتتحت الجامعة العربية بالقدس عام 1925 وظهور الحركة الوطنية الفلسطينية وإقامة المؤتمر الفلسطيني الأول في 10 فبراير 1919 في القدس ورفض تقسيم بلاد الشام وتشكيل حكومة وطنية تحكم بلاد الشام في فلسطين والمطالبة بتحرير سورية ثم بروز الحاج أمين الحسيني الذي أصبح مفتي القدس في 1921 ثم ظهور الحركة الوطنية وبروزها في ثورة البراق 1929 ثم الثورة الفلسطينية الكبرى 1936 - 1939 على يد المجاهد الشيخ فرحان السعدي ثم استشهاده في صيف 1939، ثم حدوث تحولات في زمن الحرب العالمية الثانية 1939 - 1945 وتأليف الهيئة العربية العليا لفلسطين 1946 بقرار من الجامعة العربية ثم قيام حرب 1948 وانعكاساتها من خلال جيش الإنقاذ ودور الأسلحة الفاسدة في هزائم الجيوش العربية ثم بروز الشعور بالمهانة عربيا ثم ظهور وبروز (العمل الفدائي الفلسطيني) من خلال تنظيمات وأحزاب وجماعات فلسطينية (ناصريون - بعث - شيوعيون - إخوان مسلمين).
واتسمت المرحلة هذه بظهور ما يلي:
- تشكيل الهوية الفلسطينية وبروز منظمة فتح و«م.ت.ف» منظمة التحرير الفلسطينية.
- هجرة عدد كبير من أبناء فلسطين إلى الكويت طلبا للرزق.
- الانفضاض الشعبي التدريجي عن الحاج أمين الحسيني.
- سيطرة الأردن على الضفة الغربية.
- بروز تيار الإخوان من (1949 - 1954) سواء في الضفة أو القطاع لما حققوه من جهود في الحرب أو طرحوه من برامج إسلامية وطنية.
- بروز حزب التحرير الإسلامي، الذي ركز في دعوته على إقامة الخلافة الإسلامية.
- وفي 29 أكتوبر 1956 بدأ العدوان الثلاثي (الإسرائيلي - البريطاني - الفرنسي) على مصر.
ومضة: في ظل كل هذه الأوضاع، نشأت حركة فتح في عام 1957 من أرض الكويت وبيروت، وبالذات من (أهل غزة)، التي تحولت اليوم الى (حماس)، وكان المهندس ياسر عرفات الذي يعمل في وزارة الأشغال والمعلم خليل الوزير (أبوجهاد) إضافة الى صلاح خلف (أبو اياد) المدرس بثانوية الدعية أبرز القياديين إضافة إلى سليم الزعنون وأسعد الصفطاوي ومحمد يوسف النجار وسعيد المزين وغالب الوزير وكمال عدوان ورفيق النتشة وعبدالفتاح حمود ويوسف عميرة.
دخل في فتح الإخوان ومختلف التيارات والقطاعات الفلسطينية واصطبغت فتح في بداياتها بصبغة (وطنية - علمانية) شكلت هويتها، وشكلت فتح جناحها العسكري (العاصفة)، وكانت أولى عملياتها في مطلع 1965، ودعمت من حركة القوميين العرب ورفعت شعار الوحدة وتحرير فلسطين، وفي 22 مايو 1990 قبيل الاحتلال العراقي كرّم الرئيس ياسر عرفات أكثر من 30 شخصية داعمة لفتح في مقر منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة حولي (وكنت من المكرمين) ومعي كثير، منهم عبدالله العلي المطوع والشهيد (أبوالفهود) الشيخ فهد الأحمد، رحمه الله وطيب الله مثواه، والأستاذ جمعة ياسين والدكتور أحمد الربعي يرحمه الله وآخرون.
آخر الكلام: كان إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) بداية صحيحة نتيجة توصية الجامعة العربية وجهود أحمد الشقيري (رحمه الله) والدعم المصري بإنشاء هذه المنظمة، وتم انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في القدس في 28 مايو 1964 بحضور 422 ممثلا للفلسطينيين وبرعاية الملك حسين ملك الأردن ليكون ذلك ميلاد هذه المنظمة العملاقة.
زبدة الحچي: في 5 يونيو 1967 اندلعت الحرب العربية- الإسرائيلية، فاحتلت إسرائيل الضفة الغربية وصحراء سيناء ومرتفعات الجولان، وصوت (الجماهير)- ونحن من ذاك الجيل- على هزيمة منكرة واليهود يصرخون فينا: «يالثارات خيبر.. دين محمد راح.. محمد مات.. خلف بنات»!
ومنذ ذاك التاريخ ونحن في تراجع، اللهم إلا الدور المشرف للكفاح المسلح الفلسطيني المتمثل في العمل الفدائي والانتفاضات وبروز (مذابح) عظيمة مثل (صبرا وشاتيلا) وظهور حماس كتيار فلسطيني من خلال الانتفاضات الفلسطينية ومن خلال بيانها الأول 14 ديسمبر 1987 وبأنها جناح الإخوان المسلمين، والتي استطاعت أن تحقق لها شعبية خاصة في ظل (تراجع «فتح») بعد وفاة قادتها الكبار! وبالمناسبة، فإن تأسيس نواة حماس كان في الكويت.
لقد استطاع الشيخ أحمد ياسين وهو الرجل (القعيد) أن يحرك أمة كاملة في معارك وحروب ذات طبيعة شاملة مع الكيان الصهيوني، ولعل خير دليل على كلامي انتصارات غزة اليوم.
هذه سطور عايشتها وليس لكوني أحد المتعاطفين مع حركة فتح يوم كانت بالفعل حركة تمثل أحرار فلسطين ورجالاتها الأخيار أمثال خليل الوزير وصلاح خلف وأبو إياد قبلاوي والزعنون وسعد صايل وفهد القواسمة وغيرهم الكثير.
هذه صفحات من تاريخ فلسطين إلى مرحلة الكفاح المسلح والتسويات.. فهل ستشهد فلسطين استقلالها؟
ونحن في أواخر أعمارنا من هذا (الجيل الذي تعب).. هل نشهد قيام الدولة الفلسطينية؟
لقد تضمن اتفاق أوسلو حكما ذاتيا في قطاع غزة وأريحا وبعض المناطق الفلسطينية.. فهل يتم هذا، أم نعيش التسويف والتعجيز والتطبيع لخدمة المصالح الصهيونية؟
تحية لقائدنا قائد الإنسانية على كل المواقف الداعمة فلسطين.. وعهد يبقى من الكويت إلى الأقصى!