[email protected]
أواه.. يا فيصل!
رباه.. رحمتك بوالديه وإخوته وأهله وأصحابه..
آه كبيرة.. وأنا أسمع خبره قلتها وأكررها: اللهم ارحم والديه وإخوته في هذه الفاجعة وأنزل عليهم السكينة والطمأنينة وبرّد قلوبهم وارحم مآقيهم من الدمع والحزن!
رباه.. لا اعتراض على حكمك وقضائك وقدرك!
رباه.. لا نقول إلا ما علمتنا..إنا لله وإنا إليه راجعون.. بعد أن استرددت أمانتك في «عبدك الخلوق فيصل» المأسوف على شبابه، ابننا الغالي فيصل محمد عبدالرحمن الجاسر، طيب الله ثراه ومثواه، وجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، بعد أن غادر هذه الدنيا (بنزول الأنسولين) وهو في سيارته دون أن يؤذي أحدا!
ودعت الكويت في مقبرة الصليبخات التي ضجت بمحبيه جثمان الراحل العزيز عصر الثلاثاء 12 من ربيع الأول 1440هـ الموافق 20 نوفمبر 2018م عن عمر ناهز 22 عاما، تسابق في تشييعه الكبير والصغير وكل من عرفه! وليخيم الحزن على منطقتي مولده وشبابه مشرف وأبوحليفة!
آه.. يا فيصل من أين أبدأ معك في سيرتك العطرة من آل الجاسر الكرام أم الأخوال؟
جمعت المكارم يا ابن الأكارم والكل يترحم عليك اليوم ويتساءل: هل حقا غابت هذه الابتسامة الرائعة؟
وهل غاب نبع الأخلاق والطيبة؟!
من نعزي؟ أهلك من (عمام وخوال) أم صحبك أم كلية الشريعة وأنت من أبنائها أم كلية الدراسات التجارية التي لم تتخرج فيها وكنت قاب قوسين من نيل الشهادة لتنال شهادة الأمة من صغيرها وكبيرها في حسن الخاتمة يا فيصل؟!
وقفت طويلا أمام اسمك يا ابني الحبيب وتعجبت، فلك فيه الشيء الكثير فوالدك «بوخالد» تشهد له الكويت والشؤون القانونية في بلدية الكويت وعُرفت عنه في سيرته العطرة نزاهة القول والشجاعة ونظافة اليد طوال حياته! أما خالك فيصل «بومالك» فسيف مجرب في وطنيته وفزعته لأهل الكويت وسمو أخلاقه وسيرته، والعارف لا يُعرّف!
أما والدتك الكريمة أختنا نجاة حمود الفيصل المالك الصباح.. فنقول لها يا زين ما أنجبت! والله.. يحتويك ويداويك من ألم فراقه وحبابته ويرزقك صبر أيوب!
ومضة: آه.. يا فيصل.. فصلتها يا حبيبي وأخذت دربك الى خالقك وأنت الفيصل الحاكم الذي يفصل بين الحق والباطل، فأنت في حياتك «فيصل» واليوم افتصل وانفصل انفصالا فصال فاصل فيصل!
الله أكبر.. ثبت عن الرسول ژ انه قال: «موت الفجأة راحة للمؤمن».
الله أكبر.. هذا يعني انك لم تعانِ سكرات الموت يا حبيبي!
رباه.. كم في ذاكرتي من «شباب» في عمر الورد فقدناهم من كارثة «نزول السكر».. وأنت الرياضي يا فيصل!
انه الموت.. هادم اللذات!
آخر الكلام: إلى بناتي الصابرات المحتسبات، الله يعينكن على بلوى فقده، وأنا أعي تماما ما تمررن وما ستمررن به وأشفق عليكن من قادمات الأيام ولكنني على ثقة بأن الله سيحل رحمته وسكينته وطمأنينته على قلوبكن، وعظّم الله أجركن في فيصل، والعزوة في أخيكن الكبير «خالد»، فيا رب ارحم إماءك الصابرات (إيمان ـ أسماء ـ نجلاء ـ شيخة) وأدعو القراء في داخل الكويت وخارجها للدعاء لهذه الأسرة الكريمة المنكوبة في «أصغر» أبنائها «الجعدة فيصل» ويا مال الجنة إن شاء الله يا حبيبي فيصل.
زبدة الحچي: يقول صديقه عبدالعزيز فوزي الدويسان: «فوجئت بخبر وفاة الصديق والجار الحبيب فيصل الجاسر الذي كان طيب القلب، كريم الخلق، نقي الابتسامة، يعطي بلا مقابل، وكان ـ رحمه الله ـ قريبا من ربه ومن أهل الفجر بالمسجد ولا أزكي على الله أحدا، نحسبه كذلك والله حسيبه.
إني داعٍ فأمّنوا: اللهم يا حنّان يا منّان يا واسع الغفران اغفر له وارحمه وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا، كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم يا ربنا هذا ابننا «فيصل» بين يديك عامله بما أنت أهله ولا تعامله بما هو أهله، أكرمه عن الإحسان إحسانا وعن الإساءة عفوا وغفرانا.
اللهم أدخله الجنة، آنس وحدته، وآنسه في وحشته، وآنسه في غربته.
أنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين.
إلى كل قرائي في مشارق الأرض ومغاربها، هذا «فيصل» الشاب التقي الذي غادرنا على حين غفلة ونحن من بعده لمن الصابرين والشاكرين.. ترحّموا عليه.. ففيصلنا فجيعة، ولله الأمر كله.
يا رب احشره مع المتقين إلى الرحمن وفدا،
واحشره في زمرة المقربين وبشره بروح وريحان وجنة النعيم، واحشره مع أصحاب اليمين واجعل تحيته .. سلام لك من أصحاب اليمين.
يا أهل فيصل.. والله ثم والله وتالله إنه الآن في «بيت الحمد» بعد ان اجتاز دار العبور ليخلد في دار الخلود.
فيصل.. نحبك.. ونفتقدك.. عيوننا دامعة وقلوبنا منخلعة.. وليس لنا إلا الله.
ابني فيصل.. «وداعا» وأنت في رحمة الله وكأنك تذكرنا بأن الدنيا فانية غير مأسوف عليها يا خيرة الشباب..
الله، الله، الله يصبر أهلك ويرحمنا جميعا بعد ربح «بيعك» في دنياك وآخرتك.
ما أجمل «حبابتك» و«ابتسامتك».. فيصل في أمان الله لقد خلعت قلبي من مكانه وأنا أرثيك.. فاللهم ارحم ضعفنا وصبّر أهله.. يا رب.. قولوا: آمين.. آمين.. آمين.