[email protected]
الإلهام في الحياة شيء عجيب!
هو إيقاع في القلب واطمئنان في الصدر، يخص به الله أصفياءه!
إذن، اختصار الإلهام هو ما يلقى في القلب من معانٍ وأفكار واستبصار، يأخذ كل إنسان منه حاجته ويظهر إبداعاته!
نحن في حياتنا «الملهم والمنقذ» هو رسولنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه الغرّ الميامين والتابعون وتابعو التابعون.. ثم نتوقف.
في حياة كل الشعوب هناك «ملهمون» أثروا في حياة الناس وغيروا من نمط حياتهم، وهم كثير يصعب عليّ تعدادهم وذكرهم!
وأنا شاب أحاول أن أثقف نفسي، قرأت للعالم الإمام ابن تيمية حول حكم الإلهام وحاجتنا إلى الفرقان الإيماني القرآني النبوي الشرعي وأخبار المنقولات، وهي طرق العلم: الحس والخبر والنظر!
من أين يأتي الإلهام؟
سؤال صعب جدا تصعب الإجابة عنه، لأن الإلهام «لحظة معينة» هي فكرة تتكون في عقولنا بطريقة سحرية من حيث لا نتوقع.
من مكان في رؤوسنا قد تبدو بداية فكرة مجنونة أو غامضة، لكنها «ملهمة» ثم تتحول إلى عملية إبداعية.
في العالم مبدعون وعلماء وفنانون وكتّاب وموسيقيون وفلاسفة، كل واحد منهم «مبدع ملهم» بطريقته الخاصة، وأحيانا «يحفز» فيبدع!
الإبداع ليس «امتحانا»، وإنما «وميض شرارة إلهامية» تعطيك النمط الذي سيقودك نحو الاستبصار والإلهام!
قد يقول قائل: إن الإلهام من الله.
نعم.. صحيح، هو إلهام رباني، يقول ابن الأثير - رحمه الله: «أن يلقي الله في النفس أمرا يبعث العبد على الفعل أو الترك»!
بمعنى أن الإلهام معنى في القلب يطمئن له الصدر ويخص الله به بعض أصفيائه من المبدعين بعيدا عن التأويلات!
لهذا، أنا أدعو قارئي الكريم إلى عدم إلقاء أي «أفكار» تكتبها على الورق واحتفظ بها ربما تكون إلهاما!
كثير من هذه الأوراق التي كتبت إما تكون «عملا إلهاميا» شاملا أو «لمة شيطان» أو حديثا نفسيا!
الإلهام شيء عظيم يلقى في القلب بلا مقدمات ولا تفكير ولا اجتهاد ويكون عملا مرموقا!
أحيانا وأنا أرى المشهد أمامي أفكّر وأقول بصوت عال: لماذا يفتقد شبابنا «القائد الملهم» في أوساطهم؟
نريد أن نرى في «حراك الشباب» من يقول: وجدتها.. وجدتها.. وتكون إلهاما!
ومضة: أنا على يقين أن «الوحي» مقصور على الأنبياء والرسل وهو سر من أسرار الروح وإشراقة ربانية لرسله وأنبيائه!
في حاضرنا ومستقبلنا نحتاج إلى الإلهام - العين الثالثة!
وهذا يعني أن «العين الثالثة» المقصودة هي الإلهام الحدسي الذي يقودني في استبصار وبصيرة عميقة إلى ما أبحث عنه في ابتكاراتي وإنجازاتي.
الإلهام «هبة ربانية» تمنح «المرء» شروطا معينة في شخصيته، فيصير قوة عارضة وإشراقة بديهية توصلك الى العبقرية!
الإلهام ليس ضربة حظ، ربما يكون «جيناً» في الـ «DNA»!
وقد تكون محظوظا فتحقق «لحظة الإلهام» تغييرا لحياتك كلها، أنا أعرف أن في عقلنا الباطن تكمن «رغبات مكبوتة» إذا لم تظهر قد تسبب لصاحبها «لوثة» بصور شتى، منها الإلهام!
آخر الكلام: حاولت قدر الإمكان أن أفسّر «لكم» ما أعتقده من الإلهام والذي يتشكل داخل النفس البشرية على شكل مراحل، وهي:
- البحث الواعي والتنقيب وهذه هي بضاعتك لشراء الإلهام!
- هي مرحلة عميقة جدا تسمى «الانبثاق اللاشعوري» وما يصاحبها من حوافز!
- المرحلة الثالثة هي مرحلة «الإخراج المنطقي» وهو خاص بالتنسيق والحذلقة والعبقرية!
زبدة الحچي: حتى تظهر ما في داخلك من إلهام أدعوك إلى ما يلي:
- صفِّ قلبك.
- لا تغلق الأبواب.
- تأمل في كل شيء.
- ادع ربك وسبح خاصة في أوقات الفجر والغروب.
تبقى الحقيقة: كلنا نملك الإلهام وهو في داخلنا ويحتاج إلى مَنْ يخرجه، خاصة في ظلّ «غياب الملهمين».. فقط أشعل شرارة كل حواسك وسترى كل مشهد على حدة بجماله وستُخرج ما بداخلك من إلهام!
عزيزي القارئ: خذها مني نصيحة مسلّمة لن تجد «مكانا وزمانا» للإلهام.. إنما هو «لحظة وقتية» تنتابك، وهي حالة من الجنون أو القوى الخارقة والتي تظهرك كمبدع!
الإلهام.. ثقافة صعبة قد يعجز الإنسان عن تفسيرها بشكل منطقي!
ختاما: الإلهام هو استثارة للإبداع وإنعاش للأفكار الخلّاقة، وهو حلم يقظة للحالمين وكابوس للمتفلسفين!
الإلهام لا يعرف الكسالى والمهووسين ومغناطيس خفي نابع من الذات!
الإلهام مثل التنفس «شهيقا وزفيرا» فبدونه تنتهي الحياة، تذبل العروق وتموت الروح!
إنه نور القمر وأشعة الشمس ولحظات المطر، وكل هذا ينعش القلب ويداعب العقل فيثيرهما من أجل اكتشاف الحياة.. إنه الإلهام!