[email protected]
قال أهل العلم عن علامات الساعة إنها صغرى وكبرى.
نسمع بين فترة وأخرى من يطرح علامات الساعة.
وهناك من يحذر من أن علامات الساعة قد ظهرت.
دعونا اليوم «نصول ونجول» في هذا الموضوع الأخروي للتنبيه، فما أكثر الغافلين!
من المؤكد أن كل الأديان تحدثت عن علامات الساعة، غير أن الإسلام حددها تحديدا واضحا بالنصوص والأحاديث والآيات وأقوال المحققين، ممن لهم «دراية وعلم»، وأسأل الله عز وجل أن يقدرني على تبسيط هذا الأمر العظيم لكم.
في قرآننا الكريم آيات تذكر بالنص اقتراب الساعة مثل:
قوله تعالى: (فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها، فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم) «محمد:18».
وفي سورة القمر نص صريح، قال تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر) «القمر:1».
نسمع منذ جلوسنا على مقاعد الدراسة وفي المساجد والمحاضرات والندوات ان هناك علامات صغرى وكبرى.
يقال: ان العلامات الصغرى ظهرت، أما العلامات الكبرى فلم تحدث بعد!
قال تعالى: (إن الله عنده علم الساعة) «لقمان:34».
وفي سورة الأحزاب آية «63» قال تعالى: (يسألك الناس عن الساعة، قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا).
قارئي الكريم، استعد معي للتعرف على قيام الساعة وعلامات قيام الساعة.
ـ القيامة ستكون في يوم جمعة لأنه خير يوم طلعت فيه الشمس، «فيه خلق آدم وفيه هبط الى الأرض، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة».
وهذا الكلام من حديث للرسول صلى الله عليه وسلم رواه البخاري رضي الله عنه.
في حديث قوي وقفت عليه طويلا رواه أبي هريرة رضي الله عنه قال: «والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل ويخون الأمين ويؤتمن الخائن وتهلك الوعول وتظهر التحوت».
قالوا: يا رسول الله، وما الوعول وما التحوت؟ «قال: الوعول: وجوه الناس وأشرافهم، والتحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم»!
هناك عشرات الأحاديث لعل أشهرها ما رواه البخاري قال: بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث، إذ جاء أعرابي فقال: متى الساعة؟ قال: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة»، قال الأعرابي: وكيف إضاعتها؟ قال: «إذا وسد الأمر الى غير أهله فانتظر الساعة»!
لقيام الساعة علامات كبرى.. ما هي؟
ـ الخسف: وهو ان تحدث ثلاثة خسوف، خسف بالمشرق وآخر بالمغرب وخسف بجزيرة العرب.
وقد روت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنه قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض، يخسف بأولهم وآخرهم».
قلت: يا رسول الله، وكيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم، ومن ليس منهم؟ قال: «يخسف بأولهم وآخرهم، ثم يبعثون على نياتهم» (متفق عليه).
ـ ظهور المهدي
وهو رجل صالح من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسمه على اسم الرسول (محمد بن عبدالله)، كما دلت النصوص والأحاديث والآثار.
يخرج في زمن تملأ فيه الأرض بالظلم والفساد، فيعيد الله على يده العدل والقسط، ويعيش سبع سنين.
أحاديث المهدي كثيرة من الصعب تسطيرها لكم.
ـ خروج الدجال
الأحاديث الواردة بشأنه كثيرة أيضا، وقد جمع العلماء منها الكثير في الصحاح والسنن والمعاجم والأسانيد.
والدجال هذا يدعي الألوهية (أي إنه الإله)، ويظهر على يديه كثير من الخوارق والفتن التي ينخدع بها الجهلاء ويتبعونه، والعياذ بالله.
أنا وقفت على حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخرج الدجال في خفة من الدين وإدبار من العلم..».
قيل إنه «أعور، كذاب، أشر»، مكتوب بين عينيه (ك.ف.ر) أي كافر، وفي هذا روايات كثيرة، ويقال عند قيامه إن العرب سيكونون قليلين.
ومن شدة جبروته يفر الناس منه الى الجبال.
وكلنا عندما نصلي ونتعوذ نتبع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ونتعوذ من فتنة الدجال.
ويقال في الأثر: إن الدجال لا يستطيع الدخول إلى مكة والمدينة وبيت المقدس، وإن قراءة الآيات العشر الأولى من سورة الكهف تعصم قارئها من الدجال.
ـ نزول عيسى ابن مريم عليه السلام
قالت بعض التفاسير: إن نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة سيبعثه الله لقتل الدجال.
٭ ومضة: من المؤشرات: قتال اليهود، والأحاديث كثيرة وروى أبو هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، إلا «الغرقد» فإنه من شجر اليهود»، وهذا حاصل الآن في المواجهات، وسيجتمع الدجال مع اليهود بنحو سبعين ألفا، وسيأتي الدجال بيت المقدس فيقتله عيسى عليه السلام، وهذا ما يدل على عداوة اليهود وكيدهم للإسلام.
٭ آخر الكلام: من علامات الساعة «خروج يأجوج ومأجوج»، وهذه الحكاية مذكورة في قصة ذي القرنين، في سورة الكهف، قال تعالى: (ما مكني فيه ربي خير..) حتى أطبق عليهم رأس الجبلين، فلا هم يرتقونه أو يحفرونه، ولكنه سيفتح بأمر الله عز وجل.
وللعلم، ينحدر أصل «يأجوج ومأجوج» من بني آدم من بني يافث بن نوح عليه السلام.
٭ زبدة الحچي: من العلامات ايضا: «طلوع الشمس من المغرب»، والأحاديث التي تثبت أن أحد أبرز علامات قيام الساعة «طلوع الشمس من المغرب»، كثيرة جدا.
ـ خروج الدابة
قال تعالى: (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) «النمل:82».
اختلف العلماء في مكان خروجها، ووقت خروجها، وبعضهم قال في معنى «طلوع الشمس من مغربها» هو وقت الضحى.
ـ الدخان
وهو أحد أبرز مشاهد علامات يوم القيامة، ويكون نتيجة جوع وقحط، حتى ان الناس تأكل الميتة والعظام، ويرى الناس ما بين السماء والأرض كهيئة دخان!
ـ هدم الكعبة
روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى لا يُحج البيت».
وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة».
وأيضا من العلامات: رفع القرآن، وذهاب الدين، فلا يبقى من القرآن آية، ولا صيام ولا صلاة، ويرفع كل ذكر أثبته الله في قلوبنا، ومصاحفنا، ويصبح الناس كالبهائم، ويكثر الهرج والقتل، فطوبى للغرباء!
تبقى هناك علامة من العلامات وهي: هبوب ريح طيبة، فيارب أعنا على نار المحشر، فلا ندري كم نمكث عاما أو شهرا؟ وعجل لنا بالحساب والناس أمامك في المحشر يقولون: يا رب سلّم سلّم!
ترتيب علامات الساعة يقوم به «رجل عالم» يعرف كل هذه العلامات، ويرتبها على نحو ما ذكرت، وما أنا إلا قارئ عرض عليكم ما قرأ من الكتاب والسنة، «وفوق كل ذي علم عليم».
في ختام هذه المقالة الوعظية، أسأل المولى عز وجل لي ولكم أن يختم حياتنا ويطوي سجلاتنا بخير وإيمان، إنه هو السميع العليم.