[email protected]
شرنق، يشرنق، شرنقة، فهو مشرنق!
الشرنقة في الحياة: غشاء واق من خيوط دقيقة تنسجه «اليرقات» من الحشرات كدودة القز لتحمي به نفسها أثناء طور الخادرة وحتى تتحول إلى الحشرة الكاملة!
إذن، عندما أدعوكم إلى «التشرنق» أدعوكم الى المحافظة على أنفسكم من كل شيء في هذه الحياة الفانية!
هذه الدنيا عجيبة، خلق الله عز وجل الإنسان فيها كي يعمرها ويسودها ويطورها وهو في رحلته هذه يحتاج إلى حماية، أولا من نفسه لأن (النفس أمّارة بالسوء)! ولوجود كثرة من شياطين الإنس!
في الحياة حاذر من الآخرين لا تحسبهم «أحبابا» وهم أعداء!
هم أعداء لنواياهم وأعداء لحساباتهم وأعداء لنمط تفكيرهم!
أقولها بعد تجربة 60 عاما.. الحياة عبء ثقيل على بعض الناس، وبعض الناس (سبحان الله) عبء ثقيل على الأرض والبشر معاً!
رغم قصر الحياة إلا أننا نحتاج إلى «وقت طويل» لمعرفتها!
لهذا أقول لكم بصدق: نصف الحياة قد يكون حلما، ونصفها الآخر حقيقة.
وكثيرا ما تتحول الأحلام إلى حقائق أو العكس!
ولهذا، أدعوكم الى «التشرنق» وحماية أنفسكم!
الحياة أقصر من أن تقضيها في تتبع «عورات الناس» وتسجيل الأخطاء التي ارتكبها الناس (وحاسب نفسك أولا)!
ما دام «الشيطان موجودا» فأنت في خطر.. ولهذا، أدعوك إلى «التشرنق» بالدِّين! ليس هناك حماية أفضل من الدين!
لن يحميك أحد مثلما يحميك «الدين» أبدا!
تعلمنا من أدب الحكمة: لا يكتمل للإنسان دينه حتى يكون فيه أربع خصال: يقطع رجاءه عمّا في أيدي الناس، ويسمع من يشتمه ويصبر، ويحب للناس ما يحب لنفسه، ويثق بموعود الله.
ولهذا، أدعوكم إلى «التشرنق» في زمن الإلحاد بالالتصاق بالدين، والدين ليس مصباحا تحمله في يدك وإنما إيمان بالله عز وجل، وعمل!
قال الشاعر:
فالله حق والشريعة نوره
ومن استنار يبلغ الأوطارا
والدين في هذا الوجود منارة
وسط الدجنة ترسل الأنوارا
فاجعل شعارك رحمة ومودة
فالدين ما جعل السلام شعارا
قد تكون «نظرية الشرنقة» نظرية جديدة أسجل فيها ملكيتي الخاصة!
٭ ومضة: الحياة دورة تبدأ من طفولتك، وهذه برعاية والديك (أب وأم)، وبعد الثانوية في مرحلة الشباب «المعول» عليك أن تبدأ «بالشرنقة»، أي تبحث عما يحفظك ويساعدك في بناء «مستقبل واعد»، دراسة ووظيفة، ولهذا اهتم أولا بالصديق لأنه ساحب!
لا تضيع وقتك، واهتم بشهادتك، وتأهّل للحياة بسلاح يضمن لك الوظيفة المثلى!
أقولها لك بكل صدق وشفافية: «ارتبط بالله فهو المعين في هذا الدرب».
لا تحلم كثيرا وتضيع الفرص واطلب من الله عز وجل على الدوام رضا والديك لأنه سيقصِّر لك الطريق!
٭ آخر الكلام: أدعوكم إلى «التشرنق» لأننا في «زمن» صعب «متغير» فهو مثل «اللص» تماما يسرق شبابك. قالها جبران شاعر لبنان الكبير: إن الحياة لا يحدها زمان، فليس الأمس سوى ذكرى اليوم وليس الغد سوى حلم اليوم!.. لهذا أدعوكم الى التشرنق!
٭ زبدة الحچي: أريدك عزيزي القارئ أن تستعد لـ«التشرنق» في هذه الحياة متى ما وجدت (الخطر) محيطا بك، وأعط نفسك دائما «مساحات للتأمل والأخذ بالنصيحة» في زمن (قلّ) فيه أصحاب «النوايا السليمة» وطغى «الزبد» حثالة الناس، ولهذا ساد «الفساد» في كل مكان لقلة من المصلحين والمؤمنين!
لهذا كله، أدعوكم إلى «التشرنق» لأنها نظرية حماية النفس من المحيط!
انظر إلى محيطك وقارن واعمل، لكن كن مستعداً لـ«التشرنق» عند الخطر!