[email protected]
وأنا صغير في منطقة القادسية كنت أذهب إلى مسجد القملاس أستمع أحيانا إلى الشيخ العم محمد المطر - أبوعبدالرحمن - طيب الله ثراه ومثواه - وهو يحثنا كشباب على (غض البصر) قائلا: يا معشر الشباب غضوا أبصاركم فإن إطلاق البصر يوقع الوحشة بين العبد وربه!
ما كنا نعير هذا القول (الحكيم) لا فهما متعمقا ولا إصغاء!
ومع تقدمنا في العمر، (علمنا) أن الإسلام ما حذر من (غض البصر) إلا رحمة بالعباد من هذه النظرة!
لله در الشاعر إذ يقول:
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها
فتك السهام بلا قوس ولا وتر
يسر مقلته ما ضر مهجته
لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
الله يساعد أيضا الشباب في هذا العصر الذي اختلطت به الأمور والله أحيانا أنا شخصيا لا (أميّز) أهذا ولد أم بنت؟
وصارت البنات يخرجن من بيوتهن (متحمرات متبودرات)، وهذا في السابق ممنوع على العزباء العذراء!
إن إطلاق البصر يضعف القلب ويحزنه، وإن تقوى الله عز وجل على العكس تماما تقوي القلب وتكسبه نورا و(مد البصر) يكسبه ظلمة!
قال تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم..) النور 30.
علينا أن نتبع المنهاج الرباني فهو يدعونا الى غض (البصر) وامتثال أوامره واجتناب نواهيه والبدع والضلالة والإعراض عن كل ما هو (مغرٍ) مثير لاجتناب (الشقاوة)!
إذا كففت عن المحارم وغضضت البصر وابتعدت عن موطن الشهوات فالله مجزيك ومعوضك (حلالا) ونورا في البصيرة وعوضا عما حبست نظرك عنه، وسيفتح لك أبواب العلم والمعرفة والفراسة الصادقة، فكل محرَّم يقع عليه البصر هو (فساد) للعقل!
إن من يغض البصر يهرب الشيطان من ظله!
وتذكروا دائماً أن الله عز وجل (يذل) من عصاه!
وهنا يسأل سائل: ما علاقة غض البصر بالعزة؟
أنت أيها القارئ الكريم عندما تدخل طاعة الله وكلنا مثلا يذكر الدعاء في القنوت: «إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت» من أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه وله من العز بحسب طاعته، ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه، وله من الذل بحسب معصيته!.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
٭ ومضة: أتريد أن تكون محصناً من الشيطان وحزبه وأهله وصحبه (امسك قلبك)، فإن الشيطان يدخل مع النظرة الى القلب فيزين لك (الصورة والنظرة) ويحرك (نار الشهوة).
قال تعالى: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) الكهف 28.
لقد جاء غض البصر للنساء وللرجال وأيضا غض البصر في القرآن وفي المنام!
٭ آخر الكلام: لنتذكر جميعا أن في (البرزخ) تنورا من نار تودع فيه كل النفوس أصحاب الشهوات والنظرات المحرمة!
تذكروا يحفظكم الله: إذا فسد القلب فسد النظر!
٭ زبدة الحچي: رحم الله الذين علّمونا في صغرنا أن غض النظر منجاة من عذاب الله فإن خربت العين وفسد القلب صار الإنسان كالبهيمة يسعى وراء الشهوات، وبالتالي تتعب نفسه من الأضداد لأن الفطرة غض النظر!
ليس هناك أجمل من التقوى، لأنها الموصلة إلى مرضاة الله والفوز (بجنته الخالدة) التي أعدها للمتقين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدال على الخير كفاعله».
وهذه دعوة لغض البصر لعل في هذا ما يزيد إيمانكم ويرسخ تقواكم ويقوي عزائمكم ويثبت (صبركم) على مصاعب الطريق!
ختاماً: رحم الله والدنا وشيخنا ومعلمنا الملا محمد المطر
(أبو عبدالرحمن) وأولاده وبناته وذراريه.
وبدأت السنة الجديدة تطوي أيامها.. في أمان الله.