[email protected]
حبة تضعها في التراب مع قطرة ماء تصير حياة!
أيها المغرمون بالزراعة، معكم الحق كل الحق في ممارستها!
أيها المحبون للنباتات والأزهار والشجيرات، أنتم على حق!
أيها البستانيون في كل مكان انتم «√» ونحن مخطئون!
لقد أثبتت الدراسات الطبية والنفسية في العالم المتحضر اليوم ان البستنة Gardening التي يمارسها الناس خاصة كبار السن تُطيل أعمارهم وهي هواية مريحة للأعصاب، ورغم المجهود الذي يبذله اي مزارع بدنيا فإنما يعود عليه بالصحة والترويح عن النفس وتعطيه الطاقة الإيجابية!
ونحن نقرأ التاريخ، قرأنا عن حدائق بابل المعلّقة وعن حدائق القصور في الأندلس وأوروبا، اضافة الى الفنون الزراعية مثل هولندا واليابان وغيرهما من الحضارات التي سادت الدول الغابرة في الروم وفارس والرافدين!
إذن لـ «البستنة» تاريخ طويل وعريق مع البشر!
هنيئا لمن يملكون مزارع في العبدلي والوفرة أو في املاكهم الخاصة في بيوتهم وقصورهم، فهم يستطيعون كلما شعروا بالكآبة الخروج الى الطبيعة إذا «ضاقت بهم الدنيا بما رحبت» وازدادت الضغوط عليهم!
يالله.. الطبيعة اليوم بعد نزول الامطار حولت كل الجزيرة العربية، الصحارى القاحلة الى مروج خضراء تعطيك شعورا بالراحة والتخلص من الأفكار السلبية!
ليت عندي الوقت وأذهب الى «وادي العجمان» أياما، ويكون رفقتك «ما بها نفوس ثچيلة»؟
جربت مرة ضيافة العم الشيخ سلطان بن حثلين، هناك كانت ساعات لكنها ثابتة في أعماق الذاكرة، و«بوراكان» ان جربتم ضيافته تعرفوا انه يعد واحدا من القلة التي تعد على أصابع اليد في الكرم الراكاني!
أرجع إلى موضوع «البستنة»، حيث تفيد التقارير الطبية والنفسية الحديثة بأن «البستنة» اليوم تخلص البشر من التوتر والإجهاد.. كيف؟
٭ ومضة: «البستنة» العلاجية عزيزي القارئ تترك في أعماق نفسك آثارا لا ترى وتساعدك على تجاوز القلق والتخلص من التوتر والإجهاد وتريح الأعصاب، ويتمثل هذا حين ترى «الأوراق» تذبل وتسقط تعرف ان هذه سُنة الحيــــاة، تعلمـــك «البستنــة» أهمية رعاية الآخرين وهذا سينعكــس على من حولك!
من خلال «البستنة» تتعلم ان كل شيء قابل للتحكم، فهناك ظروف مناخية وهناك حشرات بمعنى ان تبذل كل جهدك للحفاظ على النبتة!
ان الجهد العضلي الذي تبذله من أجل حماية «بستانك» هو المحرك لكل اطراف جسمك، وهذا نشاط رياضي له فوائده المختلفة.
في ممارسة الزراعة ستجد ان الغضــب والحزن والقلق ذهبـــت مع انشغالك بالزراعة خاصة «التراب» الذي منـــه خلقنـــا وفيه نعــود.
«البستنة» تحفز عندك الحواس الخمس دون استثناء وهي بديل للأنشطة الترفيهية.
٭ آخر الكلام: الله سبحانه الذي يعين الذين لا يملكون إلا شققا صغيرة لا يستطيعون من خلالها ممارسة البستنة اللهم الا بحدود صغيرة وعبر اوان خاصة!
يا من تسكن البيت الذي فيه حديقة «اسجد» لله شكرا لأنك تملك حديقة وتمارس فيها «منها خلقناكم» وبعملك واهتمامك بزرعك تفقد الكثير من الدهون وتشم مختلف انواع الزهور وتزرع الخضراوات والفاكهة خاصة أنك «تعتز» بها لأنها من اناملك وقدراتك الابداعية في البستنة!
و«البستنة» تخلصك من «النقال» وبلاوي هذا الجهاز الذي اخذ كل هدوء واسترخاء للبشر وشوش «المخ» وجعلنا نشعر بالتوتر اكثر من ذي قبل!
٭ زبدة الحچي: اليوم الدراسات اثبتت أيضا ان «البستنة» المنزلية تعزز الصحة ونجّت الكثير من امراض السرطان اللعينة لأن «البستنة» تحسن الحالة الصحية عند ممارسيها!
عندما سألت البروفيسور «بوشميس» عن سر اهتمامه بالزرع خاصة النخل!
قال: أتعرف أنا أتكلم مع النخل وأشكره على ثمره وتزعل النخلة اذا ما اخذت منها «الخلال» والرطب!
ويواصل: شوف خروجك للمناطق المكشوفة والمزارع والمسطحات الخضراء يأخذ منك السلبية والتوتر ويصفي الذهن والمخ!
٭ النصيحة اليوم: أن تجعل حديقتك «شريكك الصحي»! فالبستنة رفيقك الدائم من أجل بذل الجهد البدني و«دفاعك الأول» كمصد للتوتر والقلق والإجهاد!
إذن خياركم الآن المتاح وبقوة هو «البستنة» القادرة على تحسين مزاجكم وهي الحل الأنسب والأوفر لإزالة ضغوطات الحياة! خاصة ان منظمات عالمية بدأت تحسن الصحة العقلية للاجئين من خلال «البستنة»!
و«البستنة» طريقك أيضا للثقافة في معرفة الحدائق والآفات الزراعية والتصاميم الزراعية وانواع الزروع والفاكهة والخضراوات، باختصار هي تعلمك علم البساتين!
أنصح بأدخالها في المناهج الدراسية والمقررات للارتقاء بالبيئة وللتعاطي المثالي والإيجابي مع متطلبات الحياة وتعقيداتها ولمواجهة التراجعات النفسية والاجتماعية وهي اليوم «الأولى» بلا منازع لتربية جيل مرتبط بالأرض ويعيش اجواء البهجة والانتاج الزراعي خاصة ان الأجواء الخضراء تساعد الى حد كبير على تهيئة المناخ المناسب للتحصيل الدراسي وحب الاستكشاف!
يا وزير التربية د.حامد العازمي: عليك بالبستنة المدرسية School Gardening، فهي اداة قوية تعمل على تحسين مستوى تغذية الأطفال وتربيتهم ضمن برامج «زراعية وتربوية» خاصة في ظل التوسع في توزيع الأراضي لممارسة الزراعة وتحصين الأمن الغذائي في استشراف المستقبل مما يجعلني أصرخ في الجميع «تبستنوا»!
في أمان الله.