[email protected]
المعلم الحقيقي هو الإنسان المتخصص الذي يجعلك لا تحتاج إليه تدريجياً!
24 أكتوبر 1962 تاريخ مهم في سجل (المعلم الكويتي) يوم أشهرت هذه الجمعية التربوية النقابية لتخدم قطاع المعلمين من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وهي امتداد لنادي المعلمين الذي أسس في 1951 ويعتبر هذا النادي العريق ثمرة جهد للمعلمين الكويتيين القدامى وأحد أقدم الأندية الكويتية ولم يتأسس قبله إلا النادي الأدبي الذي أسس في عام 1922، ولهذا كله أقولها بثقة المشارك فيها هي بكل الفخر إنجاز نقابي عظيم لقطاع المعلمين في الكويت.
إذن الركيزة الأولى في البناء النقابي التربوي التعليمي هو نادي المعلمين، ولقد كان للمربي الفاضل الأستاذ الشاعر عبدالمحسن الرشيد دور كبير لأنه صاحب الفكرة التي طرحت على (مجموعة المعلمين حينذاك) وبالفعل تم استخراج الترخيص ورحب مجلس المعارف يومذاك بهذا (الصرح التربوي النقابي الجديد) وتم إصدار القانون الأساسي للنادي وتقديم مساعدة مالية وسمح لأعضائه باستخدام مرافق حكومية ووافق على مشروع لتعليم الكبار المقدم منهم ثم كانت هناك جهود غير مسبوقة من رؤساء الجمعية السابقين كلهم على التوالي، رحم الله الميت منهم وطول العمر لمن على وجه الحياة.
أعود إلى نادي المعلمين، كان هذا النادي العريق في الشارع الجديد مقابل البنك المركزي الحالي ثم انتقل الى بيت في منطقة الصالحية خلف شارع الجهراء (فهد السالم حاليا).
برز نادي المعلمين وظهرت أنشطته الرياضية والثقافية إضافة الى مشروع محو الأمية والمحاضرات والندوات واستضافة رجال التربية والتعليم والمثقفين والأدباء والشعراء من خارج الكويت، واستمر في عمله حتى سنة 1959، حيث تم حله أسوة بالأندية والجمعيات الأخرى، لكنه بحمد الله وفضله عاد من جديد في عام 1962 تحت مسمى جمعية المعلمين.
وأنا أقترح أن تقوم لجنة توثيقية تشكل من مجلس الإدارة القادم بعمل إصدار خاص بتاريخ الجمعية يقابل د.يعقوب يوسف الغنيم ود.جمعة ياسين، وعبدالله الجاسم العبيد وعبدالمحسن السعيد، وإبراهيم المقهوي، وعمر الغرير ود.أحمد الهولي وعبدالله الكندري و أ.عايض السهلي و أ.وليد الحساوي و أ.مطيع العجمي ومتعب العتيبي وغيرهم من الأحياء الذين لهم ارتباط عميق وقديم بجمعية المعلمين الكويتية خاصة أن كثيرا من الرواد القدامى المؤسسين قد غابوا عن المشهد بعد أن استرد الله أمانته فيهم وبعضهم أحياء الله يطول في عمرهم وهم كثر ويصعب عليّ حصرهم، منهم: عبدالله زكريا الأنصاري، عبدالوهاب العدواني، احمد العدواني، فهد الدويري، ابراهيم المقهوي، محمد عبدالسلام شعيب، سعود الخرجي، حمود المقهوي، احمد زيد السرحان.. المهم الملف كبير يرجع فيه إلى استاذنا الدكتور يعقوب يوسف الغنيم، وأن نبحث في الإرث الأرشيفي لمن ماتوا من أمثال الأستاذ المربي عبدالله أحمد حسين الرومي، والأستاذ عبدالباقي النوري الذي ترأس اللجنة التأسيسية ومحمد العدساني والعضو خالد المضف وعبدالمجيد الخنفر وخالد المسعود وعبدالوهاب القرطاس، والمحامي بدر ضاحي العجيل.
أنا قصدت من هذه المقدمة أن أوضح أن إنجاز جمعية المعلمين الكويتية بتاريخها التعليمي والتربوي والنقابي إنجاز حضاري، وقد عملت كل مجالس الإدارات السابقة على تحقيق مكاسب لقطاع المعلمين ولم تخل انتخاباتها من القوائم المتنافسة، ولكن كل هذا العمل الديموقراطي يتم بالطريقة المثلى، فهم (قدوات) هذا المجتمع، وقد سطر الأولون وعمل الآخرون على تحقيق أكبر قدر من المصالح والمكاسب لجميع المنضوين تحت لواء جمعية المعلمين التي صارت اليوم واحدة من كبريات جمعيات النفع العام التي يشار إليها بالبنان بمزيد من الفخر والانتماء.
تبقى الحقيقة: المعلم يجب أن يكون عنده أقصى سلطة وأقل قوة!
ومضة: قرأت التقرير المالي والإداري لعام 2018 وتصفحته بدقة وأستطيع كمعلم مارس هذا العمل في أمانة السر من عام 1982 إلى عام 1986 أن أقول: الإنجازات المحصلة طيلة الفترة الماضية طيبة وتمحورت في المطالبات والفعاليات والأنشطة والزيارات والمقترحات واللقاءات والاستنكار والاستقبال وتوقيع المذكرات والمشاركات والمؤتمرات والاستشارات ومناقشة قضايا المعلم والإصدارات والتدريب والورش.
كما سرني جدا أدوار فروع الجمعية المتنامية في محافظة الجهراء وفي محافظة الأحمدي، وأتمنى أن يكون هناك فرع للمناطق الجديدة مع التوسع العمراني.
٭ آخر الكلام: اليوم العمل النقابي صار (تطوعا) أي تعطي من نفسك دون مقابل، وهذا يعني أن تضحي بما تبقى من وقتك خارج التدريس والذي هو اساسا لأسرتك ومصالحك تقضيه في عمل تطوعي تكليف لا تشريف وعلى حسابك ومن وقتك وصحتك والأكيد.. علينا جميعا أن نوجه كلمة (شكر) كبيرة لكل من رئيس وأعضاء مجلس الإدارة الذين أراهم قاموا بواجبهم، وعلى من يأتون بعدهم استكمال هذا الدور.
اسمعوها من معلم عرف قاعات الدرس وساحات العمل النقابي، مهمة المعلم أن يزرع لأنه سيحصد إنسانا يخدم البشرية!
٭ زبدة الحچي: على القادمين الجدد تذكر دائما أن هذا الصرح الكبير تم بناؤه على أيدي أساتذة كرام منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر أمر الله، وكان هدفهم دائما هو مصالح الكويت العليا وتحقيق أهداف ومصالح المعلمين وتعزيز المكتسبات ودعم التعليم ومشاريعه الهادفة وممارسة العمل التربوي على أسس نقابية!
انظروا الى تاريخ نادي المعلمين ثم جمعية المعلمين وضعوا هذا دائما أمام أعينكم، فهذه الجمعية ليست لحزب أو جماعة وإنما لكل قطاع المعلمين ولسان حالهم وصوتها مجلة «المعلم» التي تطرح قضاياهم كل أسبوع بمهنية عالية وكفاءة حتى غدت لسانهم المعبر عن آرائهم وخواطرهم ومقترحاتهم وهي مفخرة كمجلة متخصصة بأمور التربية والتعليم والشأن العام وارتباطه بقطاع المعلمين.
أصارحكم القول: المعلم الموهوب مطلوب لكنه مكلف، ولكن المعلم السيئ أكثر كلفة وأكثر سلبية!
الانتخابات على الأبواب.. أنتم كل الأمل والرجاء، فلا تخذلوا المعلم (القدوة) لكل شرائح المجتمع الكويتي، وبشّروا ولا تنفّروا ولتكن انتخابات ثقة وأمل، وأبشروا بعطايا الوهاب!