[email protected]
سألني متحذلق: «بومهند» هل تؤمن بكل ما تكتب؟
قلت: طبعا، لكن تبقى «ولكن»!
فقال: بالله كيف؟
قلت: لو أنني فعلت لكان عليَّ أن أقفز من الدور الأول من مكان عملي.. وهذا يعني لو فعل الكتّاب (إجابة سؤالك)، لوجدت نصفهم في (مقبرة الصليبخات) لأنهم سيكتبون (اليأس والإحباط)!
قال: إذن لماذا لا تكتب إلا ما تؤمن به فقط؟
قلت: يا صاحبي لو فعلت.. لوجدتني في (غرفة القضبان ملاحقا) ولهذا أرى ما أكتبه يظل (مقبولا) أكثر من تلك التهم!
٭ ولادة ابني «مهند» أدخلتني تجربة الأبوة وهي (رائعة) بكل المقاييس فأنا أحيانا أجده رفيق دربي وأحيانا منافسي وفي كل الأوضاع أخاف عليه!.. نتفق أو نختلف، له شخصيته وكيانه وقيمه ومبادئه!
عندما أجلسه والدي في حضنه - رحمه الله - سألته من تحب أكثر أنا أم «مهند»؟
ضحك (الشايب) بخبرة السنين، وقال: الأيام تجاوبك!
الآن أنا محتار أُحب مهند أكثر أم يوسف «حفيدي»؟
يمكن الأيام تجاوب عن هذا السؤال ويعرف «مهند» الإجابة!
.. ما أعز من الولد إلا ولد الولد!
٭ علمني 4 من كبار السن الذين رافقتهم طوال مسيرتي الحياتية أصول الحياة وأنا مدين لهم بتعليمي (سر الحياة) الكبرياء، لا تبوق لا تخاف، واجه وحل مشكلاتك، كيف تحب الكويت؟
للذين رحلوا عنا (رحمكم الله) وللباقي شفاكم الله ورعاكم مع طول العمر في صحة.. كم أنا مدين لكم بهذه الوصايا!
٭ بنتاي تسنيم ونورة لا أحسبهما بعيدتين عن (مهنتي) فكلتاهما تختبئان خلف (أكوام من الورق).. وكلتاهما أنعم الله عليهما بموهبة الكتابة! وكلتاهما رغم (دوشة) الأبناء ألمعيتان!
أحيانا أراهما جزءا من شخصي، فالأولى (كاتبة) وأتوقع لها النجاح، والثانية (حركية) وكلتاهما في الطريق لاكتشاف قدرتهما من (قارئات) إلى (كاتبات) ويكفيني أنهما تعلمان أن «الكلمة مسؤولية»!
أيتها الغاليتان على قلبي: لا تتوقفا فقد علمتني الحياة أن لكل مجتهد نصيبا وإن كنت أشفق عليكما من عالم الورق!
اتجها الى التجارة.. يا تربح يا تكسب والنتيجة بالآخر تكون تاجرا!
وتذكرا أن الشمس تطلع من بين الغيوم وإن غابت!
كان هذا الهمس فجرا، وحمدت الله أن أتى الضياء لينقذني من أفكاري وأحلامي!
٭ ومضة: اليوم وأنا أكتب مدادي و«هلوستي» على الورق تيقنت أن قليلا من الفلسفة قد يأخذك الى الإلحاد، ولكن التعمق الفلسفي خليق بأن يعود بك الى الدين القويم، لهذا أحذر أحبابي الشباب من (القراءة) العاجلة بل أحثهم على القراءة المتأنية لأن كل فلسفة في الحياة تبدأ بإحساس أو (شعور عميق أو مزاج) وكله ينتهي ويوصل الى رأي!
الخطورة في هذا الرأي إن أوصلك إلى الإلحاد!.. (قل والعياذ بالله)!
٭ آخر الكلام: وأنت تتابع التطور المذهل في الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) عليك عزيزي القارئ الكريم ألا (تدرس الفلسفة) بل مارسها (تفلسف) بس كن حذرا لا تذهب بعيدا!
٭ زبدة الحچي: صاحبنا الشاعر الفلسفي الكبير محمد إقبال يقول:
إن الفلسفة التي لم تكتب بدم القلب فلسفة ميتة أو محتضرة! ليتك تطلع وتشوف كيف فعلت الفلسفة بالشباب!
وأنا أقول له: الهدف من دراسة الفلسفة أن تتعرف على عقلك لا على عقول الآخرين.. حلو الكلام.
لأننا بدون الفلسفة نكون أعلى قليلا من الحيوانات كما قال فولتير!.. ما أروع الشريعة الإسلامية الغراء.. ليت الشباب يعلمون.
أحيانا أقف مذهولا أمام أقوال الشيخ محمد الغزالي، رحمه الله، القائل:
«آن الأوان للفنانين أن يتدينوا، وللمتدينين أن يتفننوا»!
٭ الحقيقة الباقية اليوم ان غزو الجيوش ما عاد بالدبابة إنما بالأفكار والكاميرا.. والكتب الكثيرة اليوم التي تدعم الإلحاد، للأسف!
لهذا لا تلوموني فالكاتب الذي لا يفكر لنفسه ويعرف فلسفته لا يفكر على الإطلاق!
لهذا كله أدعوكم: آمنوا بأفكاركم وساعدوا أبناءكم أن يؤمنوا بأفكارهم وأحلامهم إلى حد (الاعتقاد الحار) عندئذ فقط سيجدون من يؤمن بأفكارهم إن كانت حقيقية وليست صياغات لفظية خالية من كل معاني الحياة.. وتذكروا فاقد الشيء لا يعطيه!
في أمان الله.. إجازة سعيدة.