[email protected]
لا نختلف أبدا عندما نتفق على أن «المحبة» من الله سبحانه وتعالى، وهذه مقولة حق!
لكن السؤال: ماذا يفعل الإنسان كي يتقرب من الناس ويحببهم في نفسه؟
ونحن ندرس في المرحلة المتوسطة كان أساتذتنا الكرام يعلموننا بيتا رائعا جدا من الشعر يتناسب مع كل زمان ومكان:
أَحسنْ إلى الناس تستعبد قلوبَهم
فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
هكذا هي الحياة تحتاج منا الى إسعاد الناس وغض الطرف عن «بلاويهم» ومكرهم وخبثهم، فإن كان الرب سبحانه يغفر، فالإنسان مطلوب منه أن يتسامح ويغفر حتى وان أسيء اليه. محطات حياة الإنسان متعبة، فيها الصد والخيبة والفشل واليأس والكيد، وينجح من يملك الإرادة القوية ويتجاوز عن أخطاء البشر!
المطلوب أن تتذكر أن هؤلاء الناس ليسوا ملائكة فتنهار دائما أحلامك فيهم!
أنا لي فلسفة خاصة في هذا الأمر، خذ مثلا من يناديك ويقول يا أخي كن «أمينا شريفا» وله الحق في هذه الدعوة.
غير أنني إنسان لا يستحق ولا يقبل بأن يكون خائنا غير أمين!
إذا علمنا أهمية «الشعرة» وعدم قطعها، صارت العلاقة مع الناس أسهل!
تلمس دائما الجانب الطيب في نفوس الناس، وأكيد مع التدقيق ستجد في نفوس الناس «خيرا» مخبأ قد لا تراه العيون أول وهلة!
القائد، الرجل من يتحلى بالثقة بالنفس ثم يغرسها فيمن حوله لأن الناس يواكبون الحدث، لكن القائد الحقيقي اللماح من يسابق الحدث!
تبي تعرف شعبيتك «غادر منصبك» تعرف هل الناس يحبونك؟! أم هي قضية «عمل حساب لمركزك»؟
الحقيقة التي اكتشفتها في «عمري الستيني» ان افضل الناس من تواضع عن رفعة وعفا عن قدرة وأنصف عن قوة!
ومضة: تعلمنا منذ صغرنا مثلنا الشعبي: من راقب الناس مات هما، وفاز باللذات الجسور أي الجريء الشجاع المقدام!
وعلمتنا الحياة أن أشد الناس للنصيحة اليوم هم أشد الناس تأففاً منها!
إذن، النصيحة: عامل الناس كما تحب أن يعاملوك!
والله اني رأيت أذل الناس من يعتذر الى لئيم.
والقاعدة الذهبية في الحديث الشريف: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس»!
قارئي الكريم تذكر: الناس أعداء ما جهلوا.
آخر الكلام: تريد كسب محبة الناس؟
أنا أعطيك «روشتة» بسيطة، اعمل بها تكسب!
ابتسم وحي الناس بالسلام، فالابتسامة مفعولها سحري!
أظهر الاهتمام بكل إنسان مهما صغر أو كبر، وافرح مع الناس وشاركهم أحزانهم.
اقضِ حاجاتهم إن استطعت وعليك بالعفو عن الزلات!
تفقد الغائب واسأل ولا تبخل بعطية او هدية وأظهر حبك!
كن إيجابيا فلا تحبط مجتهدا، وامدح لكن لا تبالغ حتى لا تكون منافقا!
وتواضع وتعلم فن الاتصال بالناس!
إذا قدمت معروفا او صنيعا فارمه بالبحر اذ تنكر صاحبك له!
زبدة الحچي: في الحياة هناك من يعتبرون «التسامح تنازلا»، والبعض كبرياؤه يثنيه عن نيل المنفعة المستحقة في حال الصلح والإصلاح!
التسامح هوية ديننا وشريعتنا، وعليه نقولها: السلام عليكم.
هل هناك دين يدعو كما ديننا «يعطيك السلام والأمن»؟!
المؤمنون إخوة في دين الله (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم).
وفي الإسلام صور عجيبة من التسامح والعفو والمحبة والخير للناس، وعليه قس هذا الأمر وليهنأ الإخلاء المتحابون في الله يوم لا ينفع مال ولا بنون بخلتهم وبصحبتهم!
وأعود للسؤال الذي بدأته كموضوع حيوي: كيف تصبح محبوبا؟ وكيف تجذب الناس إليك؟
إنه مشوار طويل من التصالح مع النفس وفهم الدين حتى تكون جديرا بامتلاك قلوب الناس والتفافهم حولك!
نصيحتي الأخيرة لقرائي الكرام في كل مكان:
كن إنسانا لبقا مستمعا، لا تنتقد.. اشكر.. امدح، تحدث دون غضب، كن صادقا مؤتمنا على السر، عنوانك كلمة «آسف»، تفاءل، بشّر لا تنفر، تقبل ملاحظات الآخرين، غيّر نمط تفكيرك تكسب!
تعزية: ترجل فارس موصوف بمحاسن وأخلاق الرجال عن هذه الدنيا الزائلة، هو العم المغفور له بإذن الله خالد حمد المكراد، الذي ذاع صيته بكل ما هو خير ومنفعة للناس حيث عرف عنه انه «راعي فزعات»، وهو «فقيد يُفتقد»، ونعزي أنفسنا وأسرته الكريمة من «آل المكراد» الكرام وذويه ومحبيه في هذا المصاب الجلل.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).