[email protected]
يا الله.. إذا كثرت المصائب والمشاكل على «العبد» وضاقت عليه الدنيا بما رحبت وعرف أنه لا منجى منه إلا إليه وضاق صدره وتعتم قلبه، فعليه أن يفرّ إلى الله!
الله سبحانه وتعالى يغضب إذا لم يسأله العبد حاجته!
والمصائب ابتلاء واختبار للإنسان الصالح وعليه أن يشكر خالقه في النعماء والضراء والميسرة والمعسرة!
هي الدنيا كده.. نعمة أو بليّة؟.. في النعمة تشكر وفي البليّة تصبر!
وهي طاعة أو معصية.. زيادة في الطاعة.. هنا عليك بالتوبة والاستغفار!
قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم.. الشورى: 30)
وفي آية أخرى: (ولنبلونّكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين.. محمد: 31)
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وليس عليه خطيئة».
قال الحسن: ما أعطى الله أحدا شيئا في الدنيا إلا اختبارا، ولا منعه إلا اختبارا!
وللإمام الشافعي رحمة الله عليه أبيات جميلة يقول فيها:
ولربّ نازلة يضيق بها الفتى
ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فُرجت وكنت أظنها لا تفرج
الإمام بن الجوزي له قول رائع، يقول: من أراد أن تدوم له السلامة والعافية من غير بلاء فما عرف التكليف ولا أدرك التسليم!
قارئي الكريم في الكويت وخارجها.. اعلم أن الابتلاء والمصائب رفيق درب للإنسان فلا يخلو إنسان على وجه الأرض في مشارق الأرض ومغاربها من هذا الابتلاء وهذا الامتحان، فلا تجزع، واعلم أن المصيبة تبدأ كبيرة جدا وتخف خاصة مع صاحب النفس المتوازنة القوامة، القريب من ربه.
وتذكر مني: شباك حلول مصائبك منصوبة لك فجرا وبالأسحار.. فمتى تصطدك فستكون الأسعد!
٭ ومضة: كل شيء يبدأ صغيرا إلا المصيبة فإنها تبدأ كبيرة ثم تصغر!
قالوا: الشدائد تستجيش مكنون القوى ومذخور الطاقة وتفتح في القلب منافذ ومسارب ما كان ليعلمها المؤمن نفسه إلا تحت مطارق الشدائد!.. تمعنوا في المعنى تفهموا ما أقصد!
٭ آخر الكلام: كلما علا قدرك تكاتفت حولك المحن والابتلاءات والمشاكل والرزايا والمصائب، وتذكر وأنت ترجع إلى خالقك سبحانه أن المشاكل لا تدوم أبدا! وأن داخل المشكلة يكمن الحل!
وان هذه المصيبة ربما هي فرصتك المتاحة لتعمل أقصى ما في وسعك للخروج من نفس المصيبة.. اجعل هذه فلسفتك في الحياة تربح!
٭ زبدة الحچي: وأنت تعيش مشكلتك ومصيبتك وليس لديك إلا مطرقة (شاكوش) فلا تجعل تفكيرك فقط في المسمار!.. الحياة كبيرة والحلول كثيرة! وقل دائما: اللهم أخرجني من جوار إبليس إلى جوارك!