[email protected]
راحـــوا الطيبين المبادريــن بالخير والنصيحة دائما!
كنت في بداية حياتي معجبا بالفكر اليساري، ثم انتقلت الى اليمين ثم التوازن!
مازلت أذكره وأترحم عليه وأفتقده!
الكويت ما زالت جميلة.. تفاءلوا!
عبارة قالها المفكر الكويتي د.أحمد الربعي - رحمه الله - وصارت اليوم مرجعا لكل من (يتفاءل أو يتشاءم) في كويتنا الغالية وفي زمن كثر فيه الفساد، وهذه حقيقة وعلينا ألا نجزع من هذه الحقيقة وأن نعمل ونحن على يقين صادق وأمل بحتمية زوال الفساد والمفسدين!
لعلنا في البرلمان نفتقد أنموذج الدكتور أحمد الربعي!
وأيضا في التوزير نفتقد أدوار أحمد الربعي!
وبعد في الحوارات التلفازية والإذاعية دفاعا عن الكويت ومكتسباتها نحتاج إلى د.أحمد الربعي! كان مجموعة قنوات كويتية في شخصه ومنطقه!
شوفوا كم سنة وهو الغائب الحاضر في (المشهد الكويتي)!
إذن، هناك نماذج تفتقد ومؤثرة في الحياة ولها بصماتها بعد الممات وهو بلا أدنى شك من هذه النماذج المبهرة، فالرجال المخلصون النماذج يموتون ولا يغيبون على الأحداث والاستشهادات!
والله مادري لكنني أعتقد أنه توفي في عام 2008 ولا يزال مكان هذا (الرجل الفذ) خاليا!
كنت في أحد الدواوين فقال أحد الإخوة: «وينك يا الربعي الله يرحمك تشوف شواهد الفساد لكنت ما قلت.. تفاءلوا؟».
فانبريت رادا عليه: يا أخي ما قاله أبو قتيبة - طيب الله ثراه ومثواه - في محله فلا تزال الكويت جميلة وعلينا أن نتفاءل فنحن لدينا أمير الإنسانية ولدينا ولي عهد أطيب من الطيب نفسه وشعب وفيّ عظيم بار بأسرة الحكم ووطنه، اللهم إلا قلة ممن أغواهم الشيطان وأساءوا إلى الكويت وإلى أنفسهم!
٭ ومضة: في العودة إلى كتاب أستاذنا يوسف عبدالحميد الجاسم - توفي الدكتور أحمد الربعي في 5 / 3 / 2008 - رحمه الله - ومع هذا لا يزال أستاذنا مكانه شاغرا في أكثر من مكان وحوار!
كنت كلما التقيته يقول لي دائما (الأستاذ)، كما كان يقولها المربي الأستاذ ابراهيم الشطي ـ رحمه الله ـ وكنت أقول له أنت المعلم والأستاذ والمفكر، فيضحك ويواصل (لحية سمحة)!
كنت ومازلت وسأظل معجبا بهذا (المفكر الكويتي النجيب) الذي انتصر في البرلمان والتوزير والكتابة والحوار والتنظير وحتى الاختلاف مع الآخر!
لم يكن فقط سياسيا وأستاذا ومحاورا وصحافيا، وإنما (مجموعة شخصيات) في شخصية كاريزما اسمها د.أحمد الربعي!
ويحق لقتيبة وخالد ومنيرة أنجاله أن يفخروا بهذا الأب الرائع الفذ!
والأكيد أن هناك امرأة عظيمة صنعت ربما كل هذه المشاهد هي أختي (أم قتيبة) أطال الله في عمرها.
٭ آخر الكلام: يجمعني بالدكتور أحمد الربعي - حبه للشاعر المتنبي ومثلما شغل الشاعر المتنبي الناس في عصره أرى (أبوقتيبة) لعب هذا الدور، خاصة أثناء توليه منصب (نائب الأمة) في مجالس (1985 - 1992 - 1999) وهو صاحب (الهرم المقلوب) أثناء توليه المنصب وزيرا للتربية!
ولن تنسى له الكويت شعاره الجميل الذي أطلقه في حملاته الانتخابية (الكويت لا تزال جميلة.. تفاءلوا) وكأنه يدعونا اليوم وهو غائب بعدم (جلد الذات)، فهناك مساحات من الجمال الكويتية!
رحمك الله أبا قتيبة فلا تزال تشغل قلوب (محبيك ومعارضيك) بآرائك الجريئة في شتى المنابر هنا في الكويت وخارجها.
ربما بعض الحقائق تتضح دائما بعد ذهاب صاحبها وعندما أعقد المقارنات بين ابو قتيبة والآخرين أعي تماما انه يستحق منا جميعا محبة ودعاء!
٭ زبدة الحچي: 11 عاما مضت على وفاتك ورحيلك عنا ولا تزال (شخصيتك وإسهاماتك وأفكارك) محطات نقاش ومنارات اقتداء مليئة بالضياء!
تتفق أو تختلف مع هذا (الفقيد)، يبقى (رمزا كويتيا) أفنى شبابه وحياته (نظيف اليد والذمة) وهذا ما أكسبه حب مناوئيه واحترامهم!
يبقى في الختام يا قارئي الكريم أن د.أحمد الربعي توقف عن الكتابة أثناء توزيره التربية، وقال: أي شيء سأكتبه يمثل وجهة نظر رسمية!
تبقى الحقيقة أن الدكتور أحمد الربعي - رقم صعب - وكان يعجبني جدا عندما يصرّح بأن هناك أناسا من القيادات الإسلامية مخلصون وصادقون لكن ما فعلوه في (قضية الأفغان العرب) أحدث إرهابا.. وأنا أوافقه الرأي في هذه المسألة!
ورحل أستاذنا أبو قتيبة - رحمه الله - والذي كان يمثل لنا (شخصية عجيبة) وكلمة ساحرة و«قلم شاطر» وتواضعا جما وطيبة فريدة.. يقول الشاعر عبدالرحمن الربعي أخوه الشقيق:
يا رقة في الطبع يندر وصفها
وذوق رفيع فيه للنجم تصعد
عهدتك طولا لا يهزك حادث
وهذا لعمري ما به لك أشهد
تحديت أشخاصا وعريت زيفهم
فكنت جديرا أن تفوز فتحمد
فما لي أراك اليوم تعلوك مسحة
من الحزن منها تستكين فترقد
إلا فإنما أنت المعلم شامخا
وأنت بقاع الدرس روح توقد
وفي هذه الأبيات إشارة من الأخ الأكبر لشقيقه بعد أن بدأت آثار المرض الخبيث تظهر عليه.. كلمات حلوة من أخ لأخيه ليتجاوز المحنة.
اللهم ارحم واغفر وتجاوز عن (حبيبنا) أحمد الربعي، آنسه في وحدته وفي غربته وأنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين مع منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، واجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم أسكنه فسيح الجنان واغفر له يا رحمن.. في أمان الله.