[email protected]
أجمل وأثمن ما يعطي الإنسان «العواطف» الإنسانية النبيلة.
الانسان.. أي انسان في هذه الدنيا له عواطف.
هذه المشاعر النبيلة لا تُحتقر ولا تُظلم ولا تسفه ولا.. ولا .. ولا.
اليوم «نحن» نعاني من «المجتمع المادي» الجامد، فلا مكان للعواطف والمشاعر، فمعظم الناس صار يحسبها بالدينار والريال والدرهم والجنيه للأسف!
نعاني في حياتنا من اختلاط الأوراق وضياع الأولويات وشتات تنظيم العقل والأفكار!
أصطحبكم اليوم لرحلة «عصف ذهني» رائعة في بحر العواطف.
أي مجتمع «سوي متحضر» يهتم بالعواطف، وتقاس صحة اي مجتمع بقوة فهم أفراده لما جبل عليه الانسان من «قوة كامنة» تحرك مشاعره ومشاعر الغير.
انا اعرف تماما ان «العاطفة الانسانية» تنظيم مركّب من عدة انفعالات وخبرات منها السار ومنها المؤلم، ولكنها تبقى في النهاية مشاعر انسانية نبيلة.
ولهذا قال أهل الاختصاص ان العاطفة شيء نفسي ينشأ عن تركيز مجموعة من الانفعالات حول موضوع معين ومحاط بميول مختلفة.
والاكيد ان الانفعالات استعداد للشعور بتجربة وجدانية خاصة للقيام بسلوك معين إزاء شيء أو شخص معين أو جماعة أو فكرة.
وهنا ألفت نظر قارئي الكريم الى اهمية فهم ان للعواطف أثرا بالغا في توجيه التفكير والسلوك، ويتجلى هذا التأثير في عمليات الادراك والتذكر وتداعي المعاني في تكوين ردود أفعالنا وثبات معتقداتنا.
وكلنا جربنا بعد «جذوة» العواطف تبدأ أفكارنا بتوجيهنا نحو اتخاذ موقف أو خطوة أو ردة فعل أو مبادرة.
وهذا لا يكون إلا نتيجة حتمية لتأثرنا بهذه «العواطف الجياشة» والتي تبقى تدور في رؤوسنا كالمرجل تذكرنا وتدفعنا لاتخاذ خطوة الى الامام من اجل اشباع عواطفنا ايضا.
ومضة: والله لولا هذه العواطف التي تجتاحنا بين فترة وأخرى لأصبحت حياتنا مضطربة لا انسجام فيها ولا نظام، فهذه العواطف الحميدة والمشاعر الجميلة التي تجتاح نفوسنا انما تميزنا عن «خلق الله» مثل الكائنات غير الانسانية والحيوانات.
انسان يعني «مشاعر وعواطف»، والمجرد من هذا هو جنس آخر غير الانسان.
والعواطف لها أهمية كبرى في السلوك الفردي وحتى الجماعي، وأوجه الانظار الى ان العواطف دائما ذات تأثير في طريقة تفكيرنا العقلي وتلعب ايضا دورا في تكوين المعتقدات.
آخر الكلام: الأكيد ان عواطفنا دائما تدور حول موضوعات جمعية مثل عاطفتنا نحو أسرتنا الصغيرة ثم الولاء للأسرة الكبيرة والقبيلة والجماعة أو الحزب أو.. أو.. أو!
أما العاطفة السائدة فهي للربوبية وآل البيت والصحابة، وهناك ايضا حب المال والسلطة وهذه كلها موجودة في الانسان وتميزه عن سائر الكائنات.
ايضا هناك عواطف مصاحبة لنا طول العمر مثل الأمومة والأبوة وحب كذا والميل لممارسة الأخلاق وغيرها لتحقيق سيادة العواطف، وأجملها أراه في بذل العطاء والخير للآخرين ودفع الضرر والكيد والحسد.
زبدة الحچي: شيء طبيعي ان يحدث «تكرار العواطف» حول موضوع معين وهذا يعني «تقوية العاطفة» نحو هذا الموضوع وتثبيته، واذا ما حدث الانفعال فهذا لا يؤدي ابدا الى عاطفة طاغية مركبة من عدة انفعالات متمركزة تجاه شيء معين والتكرار هو فقط المعتاد.
وهناك الرجاء وهو بحد ذاته مركز ومركب من عدة انفعالات، فالرجاء يسمو بالعواطف ويوجه المحبة لإظهار الشكر على النعمة.
ومن العواطف ايضا الخوف وهو مركب من انفعالات متعددة، خوف من عذاب الله ومن عدم تطبيق القانون والمرض والموت.. و.. و.. و..!
والاجمل في العواطف قارئي الكريم ان نأخذ قاعدة «الايحاء والتقليد» نمطا لسلوكنا وعواطفنا وهي «ممارسة عاطفية» كتكوين التدين والوطنية، ويبقى الآباء والامهات والمعلمون قدوات هي التي تُقلد وتعلمنا التمييز وكيفية ممارسة العواطف والإثارة الوجدانية لإحداث «مزيج متكافئ» من العواطف المؤثرة تلافيا للعواطف الضارة.
عزيزي القارئ الكريم، انبه الى ان هناك فرقا بين «العواطف والمشاعر» البشرية، إذ العاطفة امر طبيعي عند الانسان يقابله مشاعر واحاسيس، وان كانت العاطفة «لحظية» فالمشاعر تكون دائما اطول في فتراتها الزمنية، كما ان العاطفة قد تنتج قبل التفكير، فالمشاعر هي ردة فعل للعواطف.
الموضوع عميق ويحتاج الى ترو وتفكير وتفكر، وانا بدأت معكم فتح باب العواطف في عصف ذهني تجمله تعليقاتكم على الموضوع الحساس! وتالله من أوتي «التعليق المفيد» فقد أوتي خيرا كثيرا لقرائه وتبقى النصيحة «حذار أن تتحول العواطف الى عواصف»! وأتمنى لكم إجازة نهاية اسبوع سعيدة ان شاء الله وفي أمان الله.